أسامة مهدي: فيما أدانت استخدام القوات العراقية والمليشيات المسلحة للقوة المميتة ضد المتظاهرين السلميين فقد شددت 16 دولة أوروبية على الحكومة العراقية بضرورة ضمان اجراء تحقيقات ومساءلة موثوقة بقتل 500 محتجا وجرح الاف آخرين منذ الاول من أكتوبر الماضي.

وأدان سفراء 16 دولة أوروبية في العراق بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وهولندا وكندا والمانيا الاستخدام المفرط والمميت للقوة من قبل قوات الامن والفصائل المسلحة ضد المتظاهرين المسالمين منذ 24 كانون الثاني الحالي بضمنهم متظاهري بغداد والناصرية والبصرة.

ودعا السفراء في بيان صحافي مشترك الاثنين حصلت "إيلاف" على نصه الحكومة العراقية الى احترام حرية التجمع والحق في الاحتجاج السلمي وشددوا على ضرورة ضمان اجراء تحقيقات ومساءلة موثوقة فيما يتعلق بأكثر من 500 حالة وفاة والاف الجرحى من المحتجين منذ الاول من أكتوبر الماضي.

عراقيات جامعيات في تظاهرات الاحتجاج

وجاء في نص التصريح الصحافي المشترك مايلي:

تصريح صحفي مشترك: كندا، كرواتيا، الجمهورية التشيكية، فلندا، فرنسا، المانيا، هنغاريا، ايطاليا، هولندا، النرويج، بولندا، رومانيا، اسانيا، السويد، المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

يدين سفراء كندا، كرواتيا، الجمهورية التشيكية، فلندا، فرنسا، المانيا، هنغاريا، ايطاليا، هولندا، النرويج، بولندا، رومانيا، اسانيا، السويد، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الاستخدام المفرط والمميت للقوة من قبل قوات الامن العراقية والفصائل المسلحة ضد المتظاهرين المسالمين منذ 24 كانون الثاني بضمنهم متظاهري بغداد والناصرية والبصرة.

وعلى الرغم من الضمانات التي قدمتها الحكومة غير ان قوات الامن والفصائل المسلحة تواصل استخدام الذخيرة الحية في هذه المواقع مما ادى الى مقتل واصابة العديد من المدنيين في حين يتعرض بعض المحتجين الى الترويع والاختطاف.

يتوجه السفراء بدعوة الحكومة الى احترام حرية التجمع والحق في الاحتجاج السلمي كما هو منصوص عليه في الدستور العراقي ويدعو جميع المتظاهرين الى الحفاظ على الطبيعة السلمية للحركة الاحتجاجية كما ويدعوا السفراء الحكومة الى ضمان اجراء تحقيقات ومساءلة موثوقة فيما يتعلق بأكثر من 500 حالة وفاة والاف الجرحى من المحتجين منذ 1 أكتوبر

غضب أممي ودعوة لتدخل دولي

وكانت الامم المتحدة عن غضبها من عدم محاسبة قاتلي المحتجين وفي تغريدة لها على حساب بعثة المنظمة الدولية لمساعدة العراق على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" فقد عبرت ممثلة الامين العام للامم المتحدة جينين هينيس-بلاسخارت عن غضبها من عدم مساءلة قاتلي العراقيين وعدم التساهل مع المحتجين.

وقالت بلاسخارت في تغريدتها التي تابعتها "إيلاف" إن "عدم مساءلة المتورطين بقتل العراقيين وعدم التساهل مع من يعبر عن رأيه بشجاعة منذ 4 أشهر وحتى الآن لا يحققان ما آمل به العراقيون، في حين أن عدد القتلى والإصابات مستمر في الارتفاع".

وأشارت إلى أن "الخطوات المتخذة ستبقى حتى الآن جوفاء إذا لم تكتمل".. مشددة على ضرورة "خدمة الناس وحمايتهم وليس الاضطهاد بعنف".

متظاهرو الناصرية يدينون مهاجمة المليشيات لهم وحرقها لخيم اعتصامهم

وفي وقت سابق اليوم هدد رئيس جبهة الانقاذ والتنمية اسامة النجيفي بطلب الحماية الدولية في حال عجزت الحكومة عن حماية المتظاهرين من استهدافهم.

وقال النجيفي في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف" متسائلا "لمصلحة من يدفع بالبلد نحو التأزيم ومنزلق الفتنة والمواجهة الداخلية والخارجية؟".

وأشار الى انه "لا توجد رواية حكومية ازاء ما يحدث من استهداف للمتظاهرين السلميين.. منذ 4 اشهر ونحن نحصي الشهداء والجرحى من شبابنا الغاضبين دون محاسبة الجناة او ايقاف المجازر بحقهم".

وشدد على انه "لا بد للحكومة من معاجلة ذلك او اعلان عجزها عن حماية المتظاهرين وكشف عن الطرف الذي يستهدفهم والا ستضطر القوى السياسية والمجتمعية لطلب الحماية الدولية للشعب".

ودعا رئيس جبهة الانقاذ والتنمية "احزاب السلطة تفهم المخاطر المحدقة بالوطن وترك المجال لرئيس الجمهورية لتكليف شخصية مناسبة لرئاسة حكومة انتقالية تلبي طموح المتظاهرين وتقوم بالاصلاحات المطلوبة".

يشار إلى أن مركز توثيق جرائم الحرب قد أكد اليوم انه وثق ارتفاع أعداد الضحايا بين المتظاهرين منذ تشرين الأوّل اكتوبر 2019 ولغاية الاول من كانون الثاني يناير الحالي إلى 715 قتيلاً و24.685 جريحاً اضافة الى اعتقال 20.904 متظاهرا اطلق معظمهم.