الجزائر: واصلت الجزائر مشاوراتها الاقليمية حول الأزمة الليبية باستقبالها الإثنين وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.

وأجرى الوزير الإماراتي محادثات مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم، قبل أن يلتقي رئيس الوزراء عبد العزيز جراد ثم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

وفي تصريح عقب المحادثات قال وزير الخارجية الجزائري "ناقشنا وتبادلنا التحاليل والرؤى في ملف الأزمة الليبية وقد قررنا الاستمرار في التواصل" حول هذا الموضوع.

من جانبه، أوضح عبد الله بن زايد أنه يلتقي نظيره الجزائري "للمرة الثالثة خلال أسبوعين، في أبوظبي (خلال زيارة بوقادوم للإمارات) وفي برلين ثم في الجزائر" قبل ان ينقل "دعوة القيادة الاماراتية للرئيس عبد المجيد تبون من اجل زيارة الإمارات قريبا"، وهي دعوة قبلها الرئيس الجزائري، بحسب بيان للرئاسة الجزائرية لم يحدّد متى ستتمّ.

وتطرّق اللقاء بين رئيس الجمهورية والوزير الإماراتي إلى "القضايا الإقليمية والدولية، خاصة مستجدّات الوضع في ليبيا وسبل ترقية الحل السياسي (...) وأهمية تعزيز التشاور والتنسيق الثنائي لبلوغ هذه الغاية"، بحسب بيان للرئاسة الجزائرية.

وأوضح بيان الرئاسة أنّ النقاش تناول أيضاً "أهمية تعميق العلاقات الاقتصادية وتسريع وتيرة إنجاز مشاريع الشراكة المبرمجة في أقرب الآجال (...) وتوسيعها إلى مجالات أخرى كالطاقات المتجددة والسياحة والفلاحة الصحراوية بما فيها الصناعات التحويلية، وقطاع المعادن والنقل بالسِّكك الحديدية".

ولفتت الرئاسة في بيانها إلى أنّه "تمّ الاتفاق أيضاً على استحداث آليات جديدة لتعزيز هذا التعاون وتنويعه قصد الاستفادة من الميّزات والحوافز التي يتوفر عليها اقتصاد البلدين".

وكثّفت الجزائر التي تتقاسم مع ليبيا نحو ألف كلم من الحدود، في الآونة الأخيرة المشاورات في محاولة للمساهمة في حل سياسي لهذا النزاع الذي يهدد استقرار المنطقة.

وفي هذا الإطار استضافت الخميس اجتماعاً للدول المجاورة لليبيا مباشرة بعد المؤتمر الدولي في برلين.

وتعهدت الدول التي شاركت في المؤتمر وبينها الجزائر الإمارات، بدعم وقف إطلاق النار الساري منذ 12 يناير واحترام "حظر تسليم الأسلحة" لطرفي النزاع في ليبيا.

كما كان الملف الليبي في صلب زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأحد والاثنين إلى الجزائر، حيث أعلن انه "لا حل عسكريا في ليبيا" رغم ان أنقرة وافقت على ارسال قوة عسكرية الى هذا البلد.

وتعيش ليبيا حالة من الفوضى منذ سقوط حكم معمر القذافي في 2011، وتتنازع السلطة منذ 2015 حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الامم المتحدة ومقرها طرابلس، وسلطة موازية في الشرق مدعومة من المشير خليفة حفتر .

وتلقى حكومة طرابلس دعما من تركيا في حين تدعم الإمارات ومصر وروسيا المشير حفتر بينما تحرص الجزائر على البقاء على مسافة واحدة مع أطراف النزاع وترفض "أي تدخل أجنبي".