إيلاف: رد النائب العراقي الليبرالي الشيخ علي على أمر القضاء بالقبض عليه إثر شكوى ضده من زعيم تحالف البناء الشيعي العامري قائلًا إن العالم معه، لكن الأخير ليس له أحد، وحتى إيران التي خدمها، قد تخلت عنه، متوعدًا بأن تكون نهايته الإعدام.

جاء تحدي النائب الليبرالي الشيخ علي "من مواليد النجف عام 1963"، وهو محامٍ وسياسي ورئيس تحالف تمدن ومعارض للنظام السابق إثر أمر أصدره القضاء العراقي بالقبض عليه أمس بعد شكوى تقدم بها زعيم تحالف الفتح الموالي لإيران هادي العامري ضده.

وجاء في نص قرار القاضي بالقبض على الشيخ علي، الذي حصلت "إيلاف" على نسخة منه، إن العامري قد قدم إلى المحكمة وثائق ونصوص تغريدات وقرصًا مدمجًا "سي دي" تم تفريغه، وهو يحتوي على تصريحات في قنوات فضائية للشيخ علي ضد العامري.

وكان النائب الشيخ علي قد هاجم في مقابلة تلفزيونية في وقت سابق العامري، وتوعده فيها بملاحقته دوليًا بتهم جرائم قتل ضد العراقيين والمسؤولية عن قتل الطيارين والضباط العراقيين بعد سقوط النظام السابق، وذلك من خلال عناصر ميليشيا بدر التي يقودها العامري.

فائق الشيخ علي في إحدى مقابلاته التلفزيونية

وأشار النائب إلى أنه سيتواصل مع المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة العامري بتهمة ارتكاب جرائم قتل ضد العراقيين خلال الحرب العراقية الإيرانية حين كان عضوًا في الحرس الثوري الإيراني، ويقاتل في صفوفه ضد الجيش العراقي.. مشددًا بالقول "الأيام بيننا يا هادي العامري".

نعت العامري بأسوأ الصفات
رغم صدور أمر قبض عليه فقد وجّه الشيخ علي خلال الساعات الأخيرة هجومًا شديدًا آخر ضد العامري، ونعته بأسوأ الأوصاف تابعته "إيلاف" قائلًا "هادي العامري يشتكي على اسمي الثلاثي، والقاضي يضيف لقبًا تناغمًا مع طعون إيران وعملائها! ما يعني بأنني لستُ الشخص المعني بالشكوى! المشكلة أن العامري لا يفهم بأن الشعب العراقي والعالم معي، وهو لا أحد معه.. حتى إيران تخلت عنه! هداوي أدري بيك گضيت عمرك مطي.. بس لتنعدم وانت مطي! فدوة! (أي إني أعلم أنك قضيت عمرك حمارًا، وأخشى أن تُعدم وأنت حمار).

وفي تغريدة له عن قصف السفارة الأميركية في بغداد مساء الأحد الماضي، قال "هناك الكثير من الأغبياء (الحمير) في عالم السياسة، غير أنه لا يوجد أغبى وأحمر من الميليشيات الحاكمة في العراق، فإيران تستسلم للمجتمع الدولي، ودول العالم الحر تصدر بيانًا لإدانة جرائمهم وانتهاكاتهم، والتحالف الدولي يستعد لعملية كبرى في العراق.. والميليشيات جاي إتنگِّس مثل الفار!".

الصدر ينتصر للعامري ضد الشيخ علي
من جانبه، أكد تحالف سائرون بقيادة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رفضه الشديد لما "صدر من فائق الشيخ علي من تجاوزات بحق هادي العامري واستخدامه ألفاظًا وعبارات بعيدة عن السياقات السياسية واللياقات الاجتماعية والمرتكزات الأخلاقية للمجتمع العراقي".

ودعا التحالف في بيان صحافي تابعته "إيلاف" اليوم الشيخ علي إلى "احترام الإجراءات القانونية التي اتبعها العامري في شكواه وهو سياق يشجع الجميع على الركون إلى مؤسسات الدولة".. منوهًا بأن "الاختلاف في وجهات النظر السياسية لا يستدعي استخدام الخطابات المتشنجة مع الآخرين، وإنما العمل المشترك واللغة الهادئة هو المسار الذي ينبغي الاحتكام إليه لتجنيب العراق شر الفتن والصراعات".

الشيخ علي رشح لرئاسة الحكومة الجديدة
وكان الشيخ علي قد قدم في الثامن عشر من ديسمبر 2019 طلبًا رسميًا إلى الرئيس العراقي برهم صالح يتضمن ترشيحه إلى منصب رئيس الحكومة الجديدة قال فيه "أتقدم إلى فخامتكم بالترشيح لتكليفي بتشكيل حكومة مهنية متخصصة غير متحزبة بعيدة عن المحاصصة الطائفية والعرقية". وأضاف "أود أن أؤكد أن هذه الحكومة ستكون ذات مسؤولية ثقيلة وخطيرة، وليست حكومة مكافئة أو امتياز أو استحواذ على مناصب".

هادي العامري ضمن صفوف الحرس الثوري الإيراني يقاتل جيش بلاده خلال الحرب العراقية الإيرانية

وقد استخدم الشيخ علي حسابه على تويتر لنشر أفكاره وتأكيد معارضته للأحزاب العراقية الحاكمة وللتواصل أكثر مع جيل الشباب العراقي.. وقال في تغريدة له "أيتها الأحزاب الحاكمة: لن تستطيعوا خداع المتظاهرين. سأزوّدهم بكل أسراركم.. المتظاهرون لم يثوروا من أجل استبدال عبد المهدي بواحد مثله.. بل ثاروا ضد حكمكم".

وهو يؤكد أنه المرشح الوحيد الذي يصلح للعراق حاليًا، فهو يعرف خبايا السياسة العراقية، وأن كل مرشح محتمل آخر سيكون إما تابعًا لإيران أو قليل الخبرة يسهل التآمر عليه.

أما عن برنامجه الانتخابي في حال تعيينه رئيسًا للحكومة، فيقول "الفترة المقبلة موقتة لتحقيق مطالب الجمهور.. المطالب الآن هي مطالب سياسية بشكل رئيس، وأنا أستطيع أن أرسم خارطة الطريق، والأهداف الرئيسة لي ستكون تعديل الدستور وتحقيق عدالة اجتماعية وإيقاف الميليشيات والعمل على تطوير الصحة والتعليم والإسكان".

هادي العامري

يُعرف الشيخ علي باتهاماته اللاذعة جدًا للسياسيين العراقيين بالفساد وتدمير العراق، وسبق أن رفع البرلمان الحصانة عنه بتهمة "تمجيد البعث" بعد انتقاده في مقابلة تلفزيونية سياسيي السلطة، ووصفهم بـ "السفلة"، قائلًا "ليسمعوني إن حذاء أحمد حسن البكر (الرئيس العراقي السابق لنظام البعث) أطهر منهم جميعًا".