يتساءل البعض عن إمكانية إعادة إحياء 14 آذار، وقيام جبهة معارضة ضد الحكومة تضم القوات اللبنانية والحزب الإشتراكي وتيار المستقبل، مع الحديث بأن ما يجمع كل هؤلاء اليوم أكبر مما يفرقهم.

إيلاف من بيروت: منذ ما قبل تشكيل الحكومة حتى اليوم، تُطرح التساؤلات عن موقع السياسيين "الخارجين" من الحكومة في المعادلة المقبلة.

فتيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، طالما شكلوا النواة الصلبة في الحكومات، إلى أن حصلت الانتفاضة الشعبية وما استتبعها من متغيرات قلبت الاوضاع رأسًا على عقب، ودفعت في اتجاه خروج سعد الحريري من رئاسة الحكومة، فيما اختارت "القوات" أن تخرج باستقالات وزرائها مسبقًا وانسحب تأثير الثورة أيضًا على الحزب التقدمي الذي أصبح خارج الحكومة.

ومع انطلاقة حكومة حسان دياب في العمل الحكومي، عادت التساؤلات نفسها حول قيام جبهة معارضة تضم الأحزاب الثلاثة في قالب واحد للحفاظ على التوازنات السابقة، خصوصًا أن الثلاثة الذين أضحوا خارج الحكومة، معارضون لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي حافظ على مكتسباته من الحقائب تقريبًا بصورة مقنّعة في الحكومة.

في هذا الصدد، يرى النائب السابق نضال طعمة لـ"إيلاف" أن "ما يجمع بين الحريري وجنبلاط وجعجع أكبر مما يفرقهم، فهناك ثوابت 14 آذار، وهي تجمع بينهم.

الفساد
هل الغاية من التحالفات اليوم أيضًا القضاء على الفساد في لبنان؟ يجيب طعمة أن الأمر مطروح بقوة، والفساد المستشري في لبنان، لا يمكن القضاء عليه في أيام معدودة، لكن التحالفات غايتها أيضًا القضاء على الفساد، وإعادة الثقة إلى كل المشاريع البيئية والأمنية.

المرحلة الإقليمية
وردًا على سؤال هل المرحلة الإقليمية تحتم وجود تحالفات قوية في لبنان لتلقي الصدمات المقبلة على المنطقة؟ يرى طعمة أن الأمر مؤكد، لأن الدول الكبرى تتعامل عادة مع الدول القوية بتحالفاتها، إن كانت الدول الأجنبية أو العربية منها، وسيكون لبنان بلدًا فاشلًا حينها مع وضع اقتصادي مذرٍ وصعب في لبنان، كذلك وضع انمائي تعيس أيضًا، ووضع أمني يحتاج متابعة، ومع عدم وجود التحالفات القوية في لبنان، لا يمكن أن نظهر للخارج أننا دولة تستعيد قوتها، وحينها الدول الخارجية لن تتعامل مع لبنان كما يجب أن تتعامل معه.

14 آذار
وردًا على سؤال في أي أمور يختلف الحريري مع جنبلاط وجعجع وفي أي أمور يتفقون؟ يجيب طعمة ما يجمعهم هو روحية 14 آذار، فقد دفعوا أثمانًا سوية من شهداء، من أجل القضايا الوطنية، وهم يجتمعون من أجل مصلحة البلد وإعادة الثقة به من جديد، ويتفقون على أن سلاح حزب الله يجب أن يكون على طاولة الحوار وأن يخرج حزب الله من سوريا، والجيش اللبناني يحمي الحدود.

تحالفات جديدة
عن التحالفات الجديدة التي بدأت تتمظهر أكثر فأكثر، يقول طعمة إن الحريري ليس بوارد القيام بتحالفات ضد أخرى.
والحريري، يضيف طعمة، يمد يده للجميع، وقد ضحّى منذ زمن مع انتخاب رئيس الجمهورية وفي قانون الانتخابات من أجل مصلحة لبنان، ويقول الحريري إنه جاهز لمجمل الأمور التي يتم الاتفاق عليها، حتى لو كانت هذه الأمور في بعض الأحيان ضد مصلحته شعبويًا.

ويلفت طعمة إلى أنه لا يمكن القول إن هناك تحالفات جديدة من خلال فريق ضد آخر.