نصر المجالي: دعت روسيا إلى انضمام اللجنة الرباعية الدولية إلى مناقشة وتحليل وتقييم "صفقة القرن" التي من المنتظر إعلانها من جانب الإدارة الأميركية مساء اليوم الثلاثاء.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن واشنطن لم تطلع موسكو على تفاصيل "صفقة القرن"، مشيرا إلى أن روسيا تواصلت مع الولايات المتحدة ولم يعلمونا بتفاصيل هذه الصفقة، وقال: دائما يحاولون حل المشكلة بضربة واحدة وبطريقة واحدة ويسعون إلى إيجاد حلول لقضايا عديدة عالمية، لكن هذا لا يأتي بنتائج إيجابية".

وتابع لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة خارجية جنوب السودان آوت دينغ أكول الزائرة لموسكو حاليا: "سمعنا تعليقات وتسريبات بخصوص هذه الصفقة ... وإذا كانت هذه التسريبات صحيحة فإننا نتحدث عن طريقة تسوية مختلفة عن تلك المعترف بها دوليا لحل القضية، وهذا النهج يختلف عما تم الاعتراف به على المستوى الدولي، بما فيها قرارات مجلس الأمن ومبادرات مدريد والمبادرة العربية".

دعوة للانتظار

ونوه وزير الخارجية الروسية إلى أنه "يجب الانتظار إلى حين نشر النص، وعندما يكون النص واضحا فيمكن أن ننظر بموقف الأطراف، بالدرجة الأولى الجهة الفلسطينية، بما فيها تشكيل الدولة الفلسطينية .. ويجب معرفة ردة فعل الأصدقاء العرب لفلسطين، وجامعة الدول العربية".

واقترح لافروف استخدام "اللجنة الرباعية" الدولية للوسطاء في تقييم "صفقة القرن"، وقال بهذا الصدد: "بالطبع، أود حقا أن تقوم مجموعة رباعية الوسطاء الدوليين بتحليل هذا الموقف، وهؤلاء هم روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهي آلية لم تستخدم في السنوات الأخيرة .. يجب إيجاد حلول قابلة للتطبيق عالميا".

يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، صرح مساء الاثنين، لدى استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو، أن البيت الأبيض سينشر خطة السلام في الشرق الأوسط "صفقة القرن" مساء اليوم الثلاثاء.
ومن جهته، أعلن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن المسؤولين الأميركيين لم يتشاوروا مع نظرائهم الروس عند إعداد خطة السلام للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية.

وأجاب المندوب الروسي على سؤال بهذا الخصوص قائلا: "لم تكن هناك مشاورات معنا، ولا نعرف ماهية هذه الخطة. لقد قلنا مرارا أن هذه الخطة تتجاهل قاعدة التسوية التي يعترف بها المجتمع الدولي".

الرباعية

وإلى ذلك، فإن اللجنة الرباعية هي لجنة دولية تتكون من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، جعلت على عاتقها مهمة حل المشاكل العالقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وهي المهمة التي فشلت فيها بسبب عوامل رئيسية من بينها غض الطرف عن تعنت الجانب الإسرائيلي، وإقصاء حركة حماس.

وأنشئت اللجنة في مدريد العام 2002 باقتراح من رئيس الوزراء الإسباني آنذاك خوسيه ماريا أثنار، نتيجة تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بعد نحو عامين من اندلاع انتفاضة الأقصى.

وأخذت اللجنة -التي يطلق عليها أيضا رباعي الوساطة لعملية السلام في الشرق الأوسط- هذا الاسم من عدد الدول والمؤسسات المشاركة فيها، وفيها عن الولايات المتحدة وزير خارجيتها، وعن الاتحاد الأوروبي الممثل الأعلى للاتحاد للعلاقات الخارجية والسياسة الدفاعية، وعن روسيا وزير خارجيتها، وعن الأمم المتحدة أمينها العام.