دمشق: أعلن الجيش السوري الأربعاء استعادة مدينة معرة النعمان الإستراتيجية في شمال غرب سوريا، التي كان تسيطر عليها فصائل مقاتلة وجهادية، بعد أسابيع من العمليات العسكرية.

تقع معرة النعمان، ثاني أكبر مدن محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، على الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويمر بأبرز المدن السورية من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.

وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل منطقة إدلب وأجزاء محاذية لها في حماة وحلب واللاذقية رغم اتفاقات هدنة عدة تم التوصل إليها على مر السنوات الماضية في المحافظة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنشط فيها فصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً.

وأفاد الجيش في بيان بثه التلفزيون السوري "تمكنت قواتنا الباسلة في الأيام الماضية من القضاء على الإرهاب في العديد من القرى والبلدات". وعدد الضابط الذي قرأ البيان أسماء نحو عشرين مدينة وبلدة بينها معرة النعمان، التي دخلها الجيش الثلاثاء.

انضمت معرة النعمان في العام 2011 إلى حركة الاحتجاجات ضد النظام في سوريا. وتحولت تدريجياً بتظاهراتها الضخمة إلى أحد رموز الاحتجاج في محافظة إدلب.

وكان عدد سكان معرة النعمان، التي سيطرت عليها الفصائل المعارضة في العام 2012، يبلغ قبل أربعة أشهر 150 ألفاً إلا أنها باتت اليوم شبه خالية جراء موجات النزوح التي شهدتها، بحسب المرصد. وأفاد مراسل لفرانس برس زار معرة النعمان قبل أيام قليلة أنها تحولت إلى مدينة أشباح تنتشر فيها الأبنية المدمرة أو المهجورة.

دفع التصعيد منذ ديسمبر بـ358 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة، وخصوصاً معرة النعمان، باتجاه مناطق أكثر أمناً شمالاً، وفق الأمم المتحدة. وبين هؤلاء النازحين 38 ألفاً فروا بين 15 و19 يناير، غالبيتهم من غرب حلب.

وأكد بيان الجيش على "ملاحقة ما تبقى من التنظيمات الإرهابية المسلحة إلى أن يتم تطهير كامل التراب السوري من رجس الإرهاب بمختلف مسمياته".

أسفرت المعارك الدائرة منذ يوم الجمعة لإستعادة المدينة والقرى المحيطة بها عن مقتل 147 جنديًا من القوات الموالية لدمشق و168 مقاتلاً من الفصائل المعارضة والجهادية، وفق المرصد.

أعمال عنف شبه يومية
وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً على محافظة إدلب ومناطق مجاورة في محافظات حلب وحماة واللاذقية.

واستمرت المعارك الأربعاء في جنوب محافظة حلب، القريبة من الطريق السريع، حسبما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
تتمركز القوات الحكومية في محافظة إدلب، الآن على بعد نحو 10 كلم إلى الجنوب من مدينة سراقب، التي تقع بدورها على هذا الطريق السريع، وفقًا للمصدر نفسه.

وأدى القتال الدائر منذ أسابيع عدة إلى نزوح جماعي كبير، وشاهد مراسل وكالة فرانس برس في شمال المحافظة الثلاثاء عددا من النازحين من مناطق تقع بالقرب من معرة النعمان.

ودفع التصعيد منذ ديسمبر بنحو 358 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، إلى النزوح من جنوب إدلب باتجاه مناطق أكثر أماناً في الشمال، وفق الأمم المتحدة. وباتت مدينة معرة النعمان شبه خالية من السكان.

وذكر المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ديفيد سوانسون الاثنين "ان أعمال العنف شبه اليومية أدت إلى معاناة شديدة لمئات الآلاف من النساء والأطفال والنازحين".

ومنذ سيطرة الفصائل الجهادية والمقاتلة على كامل المحافظة في العام 2015، تصعد قوات النظام بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية تحقق فيها تقدماً وتنتهي عادة بالتوصل الى اتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا.

شهدت المحافظة بين شهري أبريل وأغسطس 2019 هجوما واسعا أسفر عن مقتل نحو ألف مدني، بحسب المرصد وأثار موجة نزوح لأكثر من 400 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.

لدى استعادة كامل المحافظة، ستكون دمشق قد استعادت السيطرة على كامل البلاد تقريبًا، باستثناء المناطق التي يسيطر عليها الأكراد أو القوات التركية والفصائل المقاتلة الموالية لها في الشمال.

خلف النزاع في سوريا منذ 2011 أكثر من 380 الف قتيل بينهم أكثر من 115 الف مدني اضافة الى ملايين النازحين واللاجئين.