نصر المجالي: في انتقادات علنية لكل من الولايات المتحدة وروسيا على صعيدين مختلفين، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن على أميركا تسليمنا مقاتلات "إف 35"، أو إعادة الأموال التركية، وقال إن روسيا غير ملتزمة لا بتفاهمات أستانة ولا سوتشي في الشأن السوري.

ونقلت وكالة (الأناضول) الرسمية تصريحات اردوغان للصحافيين، الذين رافقوه على متن الطائرة الرئاسية في رحلة العودة من جولة إفريقية شملت الجزائر، غامبيا والسنغال، حيث تناول موضوعات عديدة، من بينها قضية صفقة الطائرات الأميركية المقاتلة وموضوع محافظة إدلب السورية و"صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأميركي يوم الثلاثاء.

ودعا أردوغان إلى وقف عمليات الجيش السوري بمحافظة إدلب، والتي تقول دمشق إنها تستهدف التنظيمات الإرهابية، متهما موسكو بعدم الالتزام بالتفاهمات التي تم التوصل إليها بشأن الوضع في المحافظة.

لاعب أساسي

وبينما أكد أن بلاده حاليا تعتبر لاعبا أساسيا على الطاولة في الشرق الأوسط، قال اردوغان: "المسؤولون الأتراك يواصلون التشاور مع نظرائهم الروس حول الأوضاع في إدلب، ونقول للروس أوقفوا هذه الهجمات، وإلا فإن صبرنا بدأ ينفد، وسنقوم بما يلزم".

وجدد الرئيس التركي تأكيده على أن بلاده لا تسعى لاقتطاع أجزاء من الاراضي السورية، وأن أنقرة تعمل فقط على حماية المظلومين في هذا البلد.

ادلب

وردا على ادعاءات موسكو حول مكافحتها الإرهاب في إدلب، قال أردوغان: "من هم الإرهابيون، هل تسمّون الذين يدافعون عن أراضيهم وديارهم بالإرهابيين، هؤلاء مقاومون، ولو سألتهم عن الأربعة ملايين سوري الموجودين حاليا في تركيا، لقالوا إن هؤلاء أيضا إرهابيون".

وأكد أن السوريين المقيمين حاليا في بلاده، فرّوا من ظلم النظام السوري ولجأوا إلى تركيا.

وقال: "إن لصبرنا حدودا، وفي حال لم يتم إيقاف الهجمات على إدلب، فسنقوم بفعل ما يلزم". وتابع أن "روسيا غير ملتزمة لا بتفاهمات أستانة ولا سوتشي، وعليها أن تحدد موقفها إذا كانت شريكا مخلصا، ونحن مستعدون للعمل في حال التزمت بتلك التفاهمات".

وأضاف أن "عملية أستانة لم تعد موجودة، وبات الصمت يخيم عليها، وعلينا أن نبحث مع روسيا وإيران سبل إحيائها.

مقاتلات "إف-35"

ودعا واشنطن إلى تسليم مقاتلات "إف-35"، وهنا يشار إلى أن الولايات المتحدة اعترفت في وقت سابق من هذا الشهر، بأنها لا تستطيع إقصاء تركيا من برنامج مقاتلات "إف-35"، على الأقل في الوقت الحالي.

وقالت مجلة "ديفينس ون" إن تركيا ستواصل إنتاج معدات لهذه المقاتلة، على الأقل حتى نهاية العام، على الرغم من أن الولايات المتحدة رفضت توريد مقاتلات "إف-35" لها بسبب إقدام أنقرة على استيراد منظومات الدفاع الجوي "إس-400" من روسيا.

ووعدت الولايات المتحدة بإيجاد البديل عما تصنعه تركيا من أجل مقاتلة "إف-35" في وقت سريع، ولكن كل الدلائل تشير إلى أن تحقيق هذا الوعد أمر صعب.

وتصنع تركيا مواد تدخل في صناعة هيكل طائرة "إف-35" ومجموعة العجلات. كما كانت تركيا تستعد لصنع أسلحة لمقاتلات "إف-35" الخاصة بها.

وتم إعداد 4 مقاتلات للتسليم إلى تركيا وهي موجودة في قاعدة لوك الجوية في ولاية اريزونا. وتشير التقديرات إلى أن استبعاد تركيا من برنامج مقاتلات "إف-35" سيكلف الولايات المتحدة 500 – 600 مليون دولار.

صفقة القرن

وإلى ذلك، قال الرئيس التركي إن مدينة القدس من مقدّسات المسلمين، وأنه من غير الممكن قبول صفقة القرن المزعومة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأوضح أن "صفقة القرن" المزعومة "هي في الأساس "خطة لتجاهل حقوق الفلسطينيين وإضفاء شرعية على الاحتلال الإسرائيلي". وأضاف: "لن تخدم السلام ولن تجلب الحل".
وعن المكالمة الهاتفية التي أجراها قبل يومين مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، أوضح أردوغان أنه تباحث مع الأخير حول القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك، منها سوريا وليبيا وشرق المتوسط.

وتابع قائلا: "خلال المكالمة طلبت من ترمب تزويدنا بفحوى الخطة كي نتخذ موقفنا تجاهها، والأسبوع القادم سيعقد اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جِدّة السعودية، وسيشارك فيه وزير خارجيتنا، فموقفنا من القضية الفلسطينية واضح".

أمر واقع

وأردف قائلا: "على الرغم من معارضة بعض الدول العربية لكافة المبادرات، إلّا أن تركيا ستواصل الدفاع عن القدس وفلسطين في كافة المحافل الدولية".

وأشار أردوغان إلى أن صفقة القرن المزعومة، ما هي إلّا محاولة لفرض أمر واقعٍ جديد للقدس وفلسطين.

وردا على سؤال حول مقالة نشرت في صحيفة اسرائيلية، استهدفت رئيس الاستخبارات التركية، قال أردوغان: "إن كنا سنتحرّك بحسب ما يُكتب في الإعلام الاسرائيلي، فالويل لنا!".

وأضاف قائلا: "إن كان الإعلام الاسرائيلي يهاجم رئيس الاستخبارات التركية، فإن هذا يعني أننا في الطريق الصحيح".