تياسير: تظاهر مئات الفلسطينيين الأربعاء على أراضي قرية تياسير في منطقة "وادي الأردن" في الأغوار الشمالية المحاذية لنهر الأردن شمال الضفة الغربية المحتلة احتجاجا على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي تضع هذه المنطقة تحت سيادة إسرائيل.

وعلى أطراف قرية تياسير توجه المتظاهرون في مسيرة سلمية نحو منطقة "البرج" للاحتجاج على خطة ترمب، وتقدم جنود اسرائيليون لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى المنطقة.

وأطلق الجنود قنابل الصوت باتجاه المتظاهرين وحاولو منعهم بالعراك بالأيدي إلا أن المحاولات باءت بالفشل.

وأراضي قرية تياسير منبسطة، وتقع في منطقة منخفضة يحيط بها جبلان، شيد الجيش الإسرائيلي على قمة أحدهما برجا للمراقبة يقف عليه جنود.

وعليه، أطلق الأهالي على المنطقة اسم "البرج".

وهتف المتظاهرون عند وصولهم إلى منطقة "البرج" التي يعتبرها الجيش منطقة عسكرية بالكامل بحجة أنه يستخدمها للتدريب، " لن تمر هذه الصفقة لن تمر".

وحاول فتيان إلقاء الحجارة على الجنود، إلا أن مسؤولين من التظاهرة منعوهم حرصا على "سلمية التظاهرة" بحسب ما أوضحوا للفتيان.

وتقوم خطة ترمب على اقتراح "حل واقعي بدولتين" مع عاصمة "في القدس" والاعتراف بسيادة إسرائيل على أراض محتلة ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين وضم "وادي الاردن".

ورد الرئيس محمود عباس على خطة ترمب بقوله: "لن تمر، الشعب الفلسطيني سيواصل الكفاح حتى تحصيل حقوقه، مؤكدا على التظاهرات السلمية.

وعلى تلة صغيرة وقف رافع أبو محسن (53 عاما) ينظر إلى المتظاهرين الذين تجمعوا في أرضه يتحدون عشرات الجنود الاسرائيليين، الذين حاولوا منعهم.

يقول أبو محسن لفرانس برس وهو يشير بيده "لدي في تلك المنطقة حوالي 50 دونما، كنت أزرعها كل عام بالقمح رغم وجود جيش الاحتلال، لكن هذا العام منعوني من الزراعة وصادروا أدواتي الزراعية".

ويضيف أبو محسن وهو أب لخمسة أبناء "هذه الأرض لي ولأجدادي ولن أتركها حتى لو مت فيها". ويرى الرجل الخمسيني أن "مئات الدونمات الخصبة ستتم مصادرتها في حال تم تنفيذ خطة ترمب على تلك المنطقة".

وتمنى أن تنجح هذه المظاهرات "في إعادة أرضي".

- لن نخرج من أرضنا -

وصل المتظاهرون لمساندة أصحاب الأراضي من مختلف المدن الفلسطينية بدعوة من الفصائل الوطنية والإسلامية، وبينهم مسؤولون فلسطينيون ووزراء، نقلوا على متن حافلات إلى تلك المنطقة النائية التي بسط الجيش سيطرته عليها.

وقال ثابت عطية الذي قدم من بلدة قباطية التي تبعد حوالي 30 كلم "جئت اليوم للتضامن مع أصحاب الأراضي التي شملتها خطة ترمب في الأغوار، وللتعبير عن رفضي صفقة ترمب".

وأضاف عطية وهو يحمل علماً فلسطينياً "خطة ترمب مقبورة من بدايتها، ولن نسمح لها بتقسيم الشعب الفلسطيني مرة أخرى، وجئت لكي أقول أن هذه الأراضي فلسطينية وليست إسرائيلية".

واعتمر خالد صوافطة ( 63 عاما) بالكوفية وحمل العلم الفلسطيني وارتدى حذاء رياضيا كي يتمكن من السير مسافة طويلة ليصل إلى تلك الأراضي.

واعتبر صوافطة "أن هذه الصفقة لا تختلف عن وعد بلفور".

وقال "جئت للتضامن مع أصحاب الأراضي، ولأقول بأن كل من يوافق على صفقة ترمب هو خائن".

لكن صوافطة يبدو مشككا في تنفيذ الخطة وعنها يقول "لو قامت أميركا بتنفيذ الخطة فإن الشعب الفلسطيني سيفشلها لأننا بكل بساطة غير راضين عنها".

ومن جهتها بذلت معزوزة جبر (43 عاما) التي جاءت من مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في مدينة نابلس جهدا كبيرا للسير باتجاه منطقة البرج" بعد أن عبرت الحاجز لتصل إلى تلك الأراضي.

وقالت معزوزة،"جئت هنا لأقول بصوت عالي لترمب ولكل من يوافق على خطته، إننا لن نخرج من أرضنا ولا نبيعها".

ووقعت مواجهات الأربعاء بين شبان فلسطينيين تظاهروا ضد خطة ترمب في أماكن مختلفة من الضفة الغربية، في مدن رام الله وبيت لحم وأريحا.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا بالرصاص الحي في مدينة البيرة بالقرب من مستوطنة بسغوت الاسرائيلية، وفي قرية بيت سيرا غرب مدينة رام الله، حيث وصفت إصابة أحدهم بالخطيرة.

وقالت جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني إنّ طواقمها تعاملت "مع 41 إصابة خلال مواجهات متفرقة في الاغوار الشمالية ومخيم العروب وطولكرم والبيرة" مضيفة أن "الاصابات بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي". وأكدت "نقل 3 اصابات بعيارات الى المستشفى".