نظرية المؤامرة لم يفلت منها وباء كورونا الذي يصيب العالم ويتسبب بالوفيات، خصوصًا في الصين، فقد اعتبر أصحاب نظرية المؤامرة أن أميركا وراء انتشار هذا الوباء في الصين من أجل إضعافها إقتصاديًا وسياسيًا.

إيلاف من بيروت: اتهم زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي، فلاديمير جيرينوفسكي، الولايات المتحدة بالوقوف وراء انتشار فيروس "كورونا" من نوع جديد عبر العالم.

خلال لقاء أكاديمي قال جيرينوفسكي إن الفيروس الجديد يتفشى بسرعة هائلة من قارة إلى أخرى، مشيرًا إلى أن نشره قد يكون أزمة مصطنعة لها دوافع اقتصادية من جانب واشنطن التي تخشى من عدم قدرتها على منافسة الصين أو اللحاق بها اقتصاديًا.

وأشار جيرينوفسكي إلى أنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها أزمات من هذا القبيل، مذكرًا بأن لتفشي فيروس "كورونا" الجديد سابقات، مثل إنفلونزا الطيور، أو فرض حظر على استيراد لحم البقر البريطاني. وأضاف "ستهدأ الأوضاع في غضون شهر، كانت تلك الحملات مصطنعة، أدت إلى شراء الأدوية المطلوبة بكثرة، وهناك من كسب المليارات من ذلك، وهم يعيشون في سويسرا بالأساس".

الطب ونظرية المؤامرة
بين نظرية المؤامرة وضلوع أميركا في الموضوع وبين الطب كيف يمكن تعريف فيروس كورونا؟.

يقول الخبير الطبي الدكتور إلياس حداد لـ"إيلاف" إن فيروسات كورونا تعرّف على أنّها أحد أنواع الفيروسات التي تؤثر عادة في الجهاز التنفسي للثدييات، بما في ذلك البشر، وقد سُميت بذلك نسبة إلى شكلها، إذ تبدو النتوءات على سطحها على شكل تاج، وكلمة كورونا باللاتينية تعني التاج، وفي الحقيقة تُعدّ معظم فيروسات كورونا غير خطرة، إذ يصاب بها كل شخص على الأقل مرة واحدة في حياته، وتسبب هذه الفيروسات الزكام بنسبة حوالى 15-30% من مجمل الحالات.

وتجدر الإشارة إلى أنّ فيروس كورونا في الولايات المتحدة الأميركية ينتشر بشكلٍ أكبر خلال فصلي الخريف والشتاء، ولكن قد يصاب به الشخص في أي وقت من السنة، وفي المقابل هناك أنواع من فيروسات كورونا تتسبب بمشاكل طبية خطيرة تؤدي إلى الوفاة.

مصدر فيروس كورونا
يضيف: "لقد وجد العلماء خلال السبعين سنة الماضية أنّ فيروس كورونا يصيب الفئران، والقطط، والكلاب، والخيول، والخنازير، وفي الحقيقة تم عزل فيروس كورونا للمرة الأولى من أحد الطيور المصابة بالتهاب القصبات الهوائية عام 1937، وكانت أول حالة تم التعرف فيها إلى فيروس كورونا في البشر عام 1960 من داخل أنف أحد المصابين بالزكام.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإنّ فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط هو فيروس حيواني ينتقل من الحيوان إلى البشر، منشأه لم يُفهم بعد فهمًا تامًا، ولكن حسب تحليل جينات الفيروس يُعتقد أنّ منشأه من الخفافيش، وأنّه انتقل إلى الجِمال في وقت ما من الماضي البعيد. يتابع:"حتى الساعة لا إصابات في لبنان".

ويضيف: "ينتقل الفيروس عبر الجو في حالات التنفس والعطس والسعال، وأول أعراضه هي ارتفاع درجة حرارة الجسم، وألم في الحنجرة، والسعال، وضيق بالتنفس، والإسهال، ثم في مرحلة متقدمة التهاب رئوي، وفشل في الكلى، وقد ينتهي بالوفاة".

سياسيًا واقتصاديًا
لو صحّت نظرية المؤامرة بأن أميركا وراء انتشار فيروس كورونا في الصين فكيف يمكن أن يكون تأثير هذا الفيروس سلبًا على الصين اقتصاديًأ وسياسيًا؟.

يؤكد المحلل الإقتصادي الدكتور أمين صادق لـ"إيلاف" "أن تأثير انتشار الفيروس على الاقتصاد الصيني سيكون كبيرًا، نظرًا إلى تزامنه مع الاحتفال برأس السنة القمرية الصينية الجديدة التي كان ينتظر أن ينفق خلالها المستهلكون الكثير من المال، وأنه كلما طالت مدة الفشل في احتواء انتشار هذا الفيروس، زاد الضغط على الاقتصاد".

يضيف: "أن فشل الصين في الحد من انتشار الفيروس حتى مارس المقبل، قد يؤدي إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول إلى أقل من 6% التي تحاول الحكومة الصينية بلوغها".

ويلفت إلى أن "الفيروس يعتبر الضربة الأخطر على الاستهلاك المحلي والقطاعات المرتبطة بالسياحة في جميع أنحاء البلاد، وذلك بالنظر إلى الثقل الذي اكتسبه الاستهلاك في الاقتصاد الصيني".