نصر المجالي: مع رفض وزراء الخارجية العرب بالإجماع لخطة الرئيس الأميركي التي تسمى "صفقة القرن" مؤكدين مجددا على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى حق دولة فلسطين بالسيادة على كافة أرضها المحتلة عام 1967، قالت دولتان عربيتان إن ما عرض في الخطة ليس للموافقة الفورية، ولن يكون صالحًا لذلك.

وقالت سلطنة عمان، اليوم السبت، إن خطة الولايات المتحدة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مؤخرا، قد تحمل أفكارا يبنى عليها أو تعمل كآلية لجهود التسوية في المستقبل.

وعـقد مجلس جامعة الدول العربية، الاجتماع غير العادي على مستوى وزراء الخارجية برئاسة العراق بمقر الجامعة في القاهرة، وذلك لمناقشة الموقف العربي من الخطة الأمريكية للسلام "صفقة القرن" التي نشرها ترمب الثلاثاء الماضي، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتانياهو، فيما رفضتها السلطة الفلسطينية وعدة دول أخرى.

كلمة ابن علوي

وقال وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، خلال اجتماع على المستوى الوزاري لجامعة الدول العربية، لمناقشة الخطة الأميركية، "لم نطلع بشكل كامل على الأفكار والطروحات التي وردت في خطة الرئيس الأميركي كأساس للتفاوض"، موضحا أن "ما عرض في الخطة ليس للموافقة الفورية، ولن يكون صالحًا لذلك".

ولكنه أشار إلى أن خطة واشنطن "قد تكون ذات أفكار يمكن البناء عليها"، مضيفا أنها "محاولة أميركية قد تكون آلية للمستقبل".

وأكد بن علوي أن "الحل النهائي يجب أن يبنى على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة"، وتابع أن "الحل هو ما يتوصل إليه الطرفان، وليس ما تطرحه المبادرات".

عباس يعرض ما تبقى من فلسطين

من جهته، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، اليوم السبت، إن الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي، للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا تمثل تصورا نهائيا، مؤكدا أهمية الحوار لتحقيق السلام.

تغليب الحكمة

وذكر قرقاش، خلال اجتماع وزاري لجامعة الدول العربية لمناقشة الخطة الأميركية، "تؤكد الإمارات دعمها نحو الجهود الرامية لإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية مع تغليب الحكمة".

وأكد الوزير الإماراتي "ضرورة دعم الحوار والمفاوضات المباشرة بين إسرائيل وفلسطين لضمان ألا يحدث أي تقويض لعملية السلام".

وتابع "خطة السلام لا تمثل تصورا نهائيا، لأن التصور النهائي يقوم على موافقة الطرفين"، مؤكدا "مركزية حل الدولتين وقرارات مجلس الأمن، ومبادرات السلام العربية".

ومن جهته، قال وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة "الخطة التي تقدم بها ترمب نقدرها ونعرب عن تطلعنا للنظر فيها ودراسة نقاطها والعمل على بدء مفاوضات مباشرة بين الطرفين".

وأضاف خالد بن أحمد: "أجدد التأكيد على موقف البحرين الثابت والراسخ من القضية الفلسطينية ودعمها لكافة الجهود الهادفة للتوصل لحل شامل وعادل للقضية".

مشاركة سفراء

يذكر أن سفراء سلطنة عمان والامارات والبحرين كانوا قد حضروا حفل اعلان الرئيس الأميركي لخطته يوم الثلاثاء الماضي، وأعلنت وزارة الخارجية البحرينية بعد الإعلان عن موقف البلاد الثابت والراسخ من القضية الفلسطينية ودعمها لكافة الجهود الهادفة للتوصل إلى حل عادل وشامل واستعادة كافة الحقوق للشعب الفلسطيني.

وقالت الخارجية البحرينية في بيانها: "تؤكد وزارة الخارجية موقف مملكة البحرين الثابت والراسخ من القضية الفلسطينية ودعمها لكافة الجهود الهادفة للتوصل إلى حل عادل وشامل لهذه القضية، ويؤدي لاستعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة كغيره من شعوب العالم".

وتابع البيان: "في الوقت الذي تشيد فيه وزارة الخارجية بالجهود الحثيثة التي تقوم بها الولايات المتحدة لدفع عملية السلام، فإنها تعرب عن تطلعها بأن تقوم الأطراف المعنية بدراسة ما تقدمت به الولايات المتحدة، وبدء مفاوضات مباشرة بين الجانبين برعاية أميركية للتوصل لاتفاق يلبي تطلعات الشعبيّن الفلسطيني والإسرائيلي في تحقيق السلام الشامل والعادل فيما بينهما، ويؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ويدعم الأمن والسلم في المنطقة ويعود بالنفع والخير على جميع دولها وشعوبها".