أسامة مهدي: فيما خرجت مظاهرات ومسيرات شعبية في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب رافضة لترشيح علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة فقد باشر الصدر خطة لافشال الحراك الشعبي بتعليمات يطلقها من إيران التي يقيم فيها، حيث وجه انصاره اليوم إلى فتح طرق اغلقها المحتجون وافشال اضراب الطلبة بعد ان بدأوا بالسيطرة بالقوة على بعض ساحات الاحتجاج.

فبعد ساعات من دفع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المقيم في إيران لانصاره للسيطرة على ساحات الاحتجاج مبتدءا من ساحة التحرير وسط بغداد مركز التظاهر في العاصمة فقد اقتحمت مجموعات منه بناية "المطعم التركي" المطلة على ساحة التحرير واشتبكوا بالسلاح الابيض مع المحتجين الرابضين فيها منذ اربعة اشهر واستولوا عليها.. ثم بدأوا بالتحرش بمتظاهري الساحة وسط مخاوف من هجومهم للسيطرة عليها ايضا.

واكد ناشط عراقي في اتصال هاتفي مع "إيلاف"ان عناصر سرايا السلام المسلحين يقومون منذ ساعات باختطاف الناشطين في ساحة التحرير ويقومون بتعذيبهم بالقرب من "مرآب الامانة"، فيما تسود خشية في خيام متظاهري الساحة من احراقها من قبل انصار الصدر.

واليوم الأحد، بدأ الصدر في بيان أصدره وكأنه الحاكم الفعلي للبلاد فقد وجه اتباعه ممن يطلق عليهم ذوي "القبعات الزرق" المنتمية لمليشيا سرايا السلام التابعة له بالتنسيق مع القوات الأمنية لافشال إضراب المدارس والجامعات وفتح الطرق التي اغلقها المحتجون.. مشيرا إلى ما قال انه "ضرورة ارجاع الثورة إلى انّضباطها وسلميتها".

آلاف الطلبة يتوجهون إلى ساحة التحرير وسط بغداد اليوم رفضا لترشيح علاوي

وأضاف الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف" انه "حسب توجيهات المرجعية ووفقا للقواعد السماوية والعقلية.. لابد من إرجاع الثورة إلى انضباطها وسلميتها".

وقال "أجد لزاما تنسيق القبعات الزرق مع القوات الأمنية الوطنية البطلة ومديريات التربية في المحافظات وعشائرنا الغيورة إلى تشكيل لجان في المحافظات من أجل إرجاع الدوام الرسمي في المدارس الحكومية وغيرها كما عليهم فتح الطرق المغلقة لكي ينعم الجميع بحياتهم اليومية وترجع للثورة سمعتها الطيبة"، بحسب قوله.

وأضاف "انني أنصح القوات الأمنية بمنع كل من يقطع الطرقات وعلى وزارة التربية معاقبة من يعرقل الدوام من أساتذة وطلاب وغيرهم".

يذكر أن طلبة العراق يواصلون اضرابات واحتجاجات منذ اسابيع متواصلة تأكيدا لمطالب الشعب بالتغيير حيث يخرج في كل يوم جمعة واحد عشرات الالاف منهم في العاصمة ومدن العراق مؤكدين عدم العودة إلى الدوام ما لم تنفذ مطالبهم.

يشار إلى أنّ الصدر زعيم تحالف سائرون قد شارك هادي العامري زعيم تحالف البناء في ترشيح الاسلامي الشيعي المدعوم إيرانيا محمد توفيق علاوي لتشكيل الحكومة الجديدة.

وقال الصدر عقب اعلان تكليف الرئيس العراقي برهم صالح لعلاوي بالمهمة امس السبت "اليوم سيسجل في تاريخ العراق ان الشعب هو من اختار رئيس وزرائه وليس الكتل واليوم نحن ملزمون بالاستمرار بالتظاهر السلمي من اجل اكمال الكابينة المستقلة النابعة من الشعب وإلى الشعب"، على حد قوله.

تظاهرات في مدن العراق رفضا لترشيح علاوي

وشهدت العاصمة ومحافظات الوسط والجنوب اليوم تظاهرات واحتجاجات واعتصامات واسعة رفضا لتكليف علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة.

وانضم الاف الطلبة في جامعات ومعاهد ومدارس العاصمة اليوم إلى متظاهري ساحتي التحرير والطيران دعما لمطالبهم وحماية لهم من محاولات اخراجهم منها هاتفين ضد ترشيح علاوي لرئاسة الحكومة ومطالبين بالتغيير.

كما شهدت ساحة الاعتصام في مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار الجنوبية وقفة احتجاج تلي فيها بيان للمحتجين يؤكد الاستمرار في التظاهر حتى تنفيذ مطالب المتظاهرين بترشيح رئيس حكومة مستقل واجراء انتخابات مبكرة نزيهة فيما تم اغلاق الطرق والجسور والادارات الحكومية.

تظاهرات في الناصرية رافضة لتكليف علاوي:

ومن جانبهم، شدد معتصمو ساحة التظاهر في مدينة السماوة عاصمة محافظة المثنى على رفض تكليف علاوي وقالوا في بيان "نرفض رفضا قاطعا محمد توفيق علاوي لعدم توفر الشروط الموضوعة من قبل المرجعية وساحات الاعتصام لانه مرشح الاحزاب وليس مرشح الشعب وخصوصا بعد ثبوت آلية اختياره وفق المحاصصة المقيتة".

وفي مدينة الكوت عاصمة محافظة واسط تظاهر الطلبة فيها رفضا لتكليف علاوي بتشكيل الحكومة مؤكدين بقاءهم في الساحات لحين ايجاد حل مناسب للازمة الحالية.

مسيرة طلابية احتجاجية في البصرة:

وكذلك نظم طلبة البصرة تظاهرة احتجاج اليوم اكدت أن "علاوي هو مرشح المليشيات الإيرانية وليس الشعب" فيما قطع عدد من المحتجين بعض الطرق مؤكدين عزمهم تنفيذ خطوات احتجاجية تصعيدية.

وفي مدينة الديوانية عاصمة محافظة القادسية خرج المئات في تظاهرة حاشدة لطلاب المدارس والجامعات احتجاجا.. فيما قام محتجون بإغلاق طريق النجف الرابط بقضاء الكوفة والطريق المؤدي إلى المطار والطريق الرابط بين محافظتي النجف وكربلاء.

مسيرة احتجاج في كربلاء:

الهاشمي: تكليف علاوي خيار احزاب متهمة بالقتل والفساد

ومن جهته اعتبر نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي المقيم في تركيا حاليا اثر صدور حكم باعدامه في حقبة حكومة نوري المالكي ثم برأته الشرطة الدولية لعدم صدقية الاتهامات التي وجهت له.. اعتبر ان علاوي ليس خيار الحراك الشعبي وانما خيار الأحزاب المتهمة بالقتل والفساد ومباركة وإملاءات قوى خارجية.

وتساءل الهاشمي في منشور على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتابعته "إيلاف"، قائلا "كيف سينفذ علاوي برنامجه الطموح للغاية بالإصلاح ويلاحق القتلة والفاسدين بينما المتهمون هم من رشحوه للمنصب وهم القابضون فعليًا على السلطة"...!! "حدث العاقل بما لايعقل فإن صدق فلا عقل له".

طلبة جامعة بغداد يتوجهون اليوم إلى ساحة التحرير الصورة من السومرية نيوز

وأضاف أن ملاحقة القناصة قضائياً، استعادة السيادة وقطع دابر النفوذ الأجنبي، تقديم كبار الفاسدين للعدالة ، متابعة ملف المختطفين و المغيبين قسرياً، عودة المهجرين، وضع حد لنظام المحاصصة، معالجة مظالم الحكومات المتعاقبة...حصر السلاح بيد الدولة وتفكيك المليشيات.... وعود لن يقدر على تنفيذها الا من خرج من رحم المعاناة والألم... من ساحات الاعتصام... وهنا تكمن مصلحة العراق، إذ بها يمكن ان يستعيد وطني #العراق أمنه وأستقراره بأقرب فرصة... لكن الطرف الذي يتجاهل ويرفض تحقيق هذه الرغبة ويصر على مرشحه هو للمنصب هو الطرف الذي يرغب بدوام الحالة الشاذة إلى ماشاء الله حصانة لنفسه من المحاسبة والملاحقات العدلية... فكيف نسمع له ونطيع "رغم أنه مختلف عن سابقيه"!!

وكان رئيس الوزراء المكلف علاوي قد تعهد امس فور تكليف الرئيس برهم صالح له بتشكيل الحكومة بالعمل الحثيث لاجراء انتخابات مبكرة بإشراف دولي وتسليم الفاسدين للقضاء وتشكيل حكومة بعيداً عن المحاصصة الطائفية تمثل كافة الاطياف واشراك الكفوئين في تشكيل الحكومة ورفض مرشحي القوى السياسية كما تعهد "بحصر السلاح بيد الدولة".

وشدد بالقول"لن اقبل اي ضغوط وسأفاتح الشعب ان تعرضت لها". وأكد أن "دماء الشهداء من المتظاهرين والقوى الامنية لن تذهب سدى وسيحاسب المعتدون والمجرمون ويقدمون للقضاء لنيل جزائهم العادل".

يشار إلى أنّ العراق يشهد منذ الأول من اكتوبر الماضي تظاهرات حاشدة انطلقت من أجل تنفيذ مطالب معيشية ومكافحة الفساد والبطالة إلا أنها سرعان ما تحولت إلى مطالب سياسية تتمسك برحيل الطبقة السياسية التي يتهمها المتظاهرون بالفساد والتبعية حيث واجهتها القوات الحكومية بالعنف المفرط والمليشيات المسلحة بالاغتيال والاختطاف والتهديد، ما اسفر عن مقتل 669 متظاهرا واصابة 24,488 آخرين واعتقال 2,806 من المحتجين.