إيلاف: افشل سكان بغداد محاولة أنصار الصدر للسيطرة على ساحة التحرير مركز الاحتجاجات الشعبية واشتبكوا معهم فيما طردهم متظاهرو كربلاء من ساحتهم، وقرر محتجو واسط لبس القبعات الحمراء لمواجهة اصحاب الزرقاء من ميليشيا الصدر الذي جدد عزمه التصدي للحراك الشعبي، فيما تم احراق مقاره وميليشياته في الناصرية.

وفي مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار الجنوبية تم احراق مقر جيش المهدي وميليشيا سرايا السلام في منطقة سومر قرب مول الصافي وكذلك المكتب العسكري للصدر في منطقة الصالحية في المدينة.

وفي تجمع لمتظاهري الناصرية فقد امهلوا المرشح لتشكيل الحكومة الجديدة محمد علاوي ثلاثة ايام للاعتذار عن التكليف وبعكسه سيتخذون خطوات تصعيدية من اجل تنفيذ مطالبهم في اختيار رئيس حكومة مستقل واجراء انتخابات مبكرة.

أهالي بغداد يُفشلون محاولة انصار الصدر بالسيطرة على ساحة التحرير
شهدت العاصمة العراقية اشتباكات بين محتجي ساحة التحرير وانصار الصدر الذين حاولوا السيطرة على الساحة مركز الاحتجاجات الشعبية.. ونجح المتظاهرون في استعادة السيطرة على جسر الجمهورية الاستراتيجي الرابط بين الساحة والمنطقة الخضراء.

ووجّه المحتجون نداء الى سكان بغداد للالتحاق بهم في ساحة التحرير لإفشال محاولات انصار الصدر السيطرة عليها.

انصار الصدر يهاجمون متظاهري الاحتجاجات للسيطرة على ساحة التحرير:

وقال محتجو التحرير في ندائهم "الرجاء من اهالي بغداد والمناطق المجاورة لساحة التحرير التوجه فوراً الى الساحة لدعم اخوتكم الثوار هناك ومنع القوات القمعية والميليشيات من السيطرة على الساحة.. قبل قليل حاول اصحاب القبعات الزرق (أنصار الصدر) بمساعدة القوات القمعية السيطرة على جسر الجمهورية، وتم منعهم وإعادة السيطرة عليه، والان هناك استعدادات وخطط للقوات القمعية مع القبعات الزرق للسيطرة على ساحة التحرير بالكامل، فيرجى التوجه فوراً الى ساحة التحرير لمنعهم".

وقد استجاب الالاف من سكان العاصمة لهذا النداء، وتدفقوا على ساحة التحرير مساء امس، وافشلوا محاولات انصار الصدر واعادوا الاوضاع فيها الى طبيعتها.

عبد المهدي مجتمعًا مع محمد علاوي عقب تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة

وفي مدينة كربلاء الجنوبية طرد المتظاهرون فيها اصحاب القبعات الزرقاء من انصار الصدر من ساحة احتجاجاتهم.

اما في مدينة الكوت عاصمة محافظة واسط الجنوبية فقد تم الاتفاق بين المتظاهرين على ارتداء قبعات حمراء (دماء الشهداء فوق رؤوسنا) لمواجهة اصحاب القبعات الزرقاء ومنعهم من اقتحام ساحة التظاهر وحمايتها من اي تدخل خارجي والوقوف بوجه أي جهة او طرف يحاول "التدخل في شؤون الساحة مهما كان انتماؤهم او توجّههم" كما قالوا معلنين عن تجمع جماهيري اليوم على الساعة الثالثة بعض الظهر لتأكيد رفضهم تكليف علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة.

ودعا محتجو الكوت المتظاهرين في المحافظات الاخرى الى ارتداء القبعات الحمراء لمواجهة اصحاب الزرقاء من انصار الصدر للذين يحاولون افشال حراكهم الشعبي.

متظاهرو كربلاء يطردون انصار الصدر من ساحة احتجاجاتهم

الصدر مصر على انهاء الحراك الشعبي
وفي بيان له الليلة الماضية اكد الصدر عزمه انهاء الحراك الشعبي المطالب بالتغيير قائلا انه سيقوم "بتنظيفه من المخربين" على حد قوله.

واضاف الصدر في تغريدة على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف" قائلا "عشقت ثورة تشرين ومازلت أعشقها، عشت معها بكل لحظاتها بحلوها ومرّها، تابعتها أولاً بأول فتغلغلت بدمي وروحي، ودفعت عنها مخاطر الداخل والخارج، ولن أقبل بالتعدي عليها، فهي وأنا واحد، وسوف لن آلو جهداً في تنظيفها من المخرّبين، وسوف أبعد عنها القناصين، وسوف أزيح عنها المندسين، وسوف أدفع عنها المحرضين" على حد تعبيره.

المحتجون يستعيدون السيطرة على جسر الجمهورية في بغداد:


زاد "ها هم اخوتكم القبعات الزرق والمحبين معكم بينكم وفيكم لأجل بقاء سمعتها ناصعا بلا حرق ولا قطع ولا جهل ولا معصية".. واضاف "ليذهب الثائر إلى مدرسته لينهل العلم والثقافة وليتظاهر من أجل الإصلاح في وقت آخر وليعتصم المعتصمون بالله وبالعراق اعتصاماً وليفتح كل وطني الطريق للشعب ولا يكن مخربا".

حملة في مدن عراقية لتشويه وتمزيق صور الصدر

وتابع الصدر "أحبتي وأخوتي أبنائي وأعزائي، عراقنا في خطر فكفاكم انجراراً خلف صوت العنف والتشدد والتخريب فقد عهدتكم محبين للسلام، ومحبين للوطن".. وخاطب أنصاره اصحاب القبعات الزرق قائلاً "ليستمر الإخوة من القبعات الزرق في عملهم فهم لا يستهدفون الثائر المسالم، بل يساهمون مع إخوتهم من القوات الامنية في حفظ الأمن، لينعم الشعب بالأمان والاستقرار" على حد قوله.

عبد المهدي يتنازل عن بعض صلاحياته لعلاوي
ابلغ رئيس حكومة تصريف الاعمال العراقية عادل عبد المهدي المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة محمد علاوي بتنازله عن بعض صلاحياته خشية ان تؤثر على السياسة التي سيعلنها قريباً خلفه ليترك له فرصة عرض سياساته وخططه المستقبلية ومنع اي تعارض معها".

جاء ذلك خلال اجتماع بين المسؤولين العراقيين الليلة الماضية حيث بحثا "إنجاز عملية انتقال سلس للسلطة تراعى فيه الشروط الدستورية والديمقراطية كافة، ولدعم الحكومة المقبلة وإنجاح عملية وضع وتنفيذ منهاجها الوزاري".

حرق مقار ميليشيات الصدر في الناصرية الجنوبية

وأكد عبد المهدي خلال الاجتماع "على تقديمه الدعم الكامل لعلاوي خلال فترة تشكيل الحكومة الجديدة والتعاون التام لضمان انطلاقتها بقوة وتعزيز التبادل السلمي للسلطة وفق الآليات الدستورية والديمقراطية، بما في ذلك التوقف عن الدخول في التزامات أساسية داخليا وخارجيا" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

وابلغ عبد المهدي لعلاوي "انه اعتباراً من اليوم سيتوقف وفي اطار صلاحياته عن أي لقاء او قرار مهم واستراتيجي مستحدث وغير مدرج حالياً في جدول اعماله كرئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة خشية ان تؤثر هذه اللقاءات او القرارات على السياسة التي سيعلنها قريباً رئيس مجلس الوزراء المكلف ليترك للاخير فرصة عرض سياساته وخططه المستقبلية ومنع اي تعارض معها".

وشدد عبد المهدي "على ضرورة اكمال الاستعدادات والبدء بتسليم الملفات الى الفريق الحكومي الجديد ليتولى قيادتها وفقا لرؤية رئيس الوزراء المكلف والمنهاج الوزاري الجديد مع الاستمرار بتقديم الدعم والمساندة الكاملين لتمكين نجاحه".

أهالي بغداد تدفقوا على ساحة التحرير في الليلة الماضية لمنع أنصار الصدر من السيطرة عليها

واتفق عبد المهدي وعلاوي "على الاستمرار بأقصى درجات التعاون والتشاور خلال الفترة الانتقالية من أجل ضمان استمرارية وانسيابية العمل الحكومي وتنفيذ القرارات المتخذة".

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد كلف علاوي السبت الماضي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، فيما اعلن محتجو ساحات التظاهر في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب معارضتهم لذلك.