نصر المجالي: أجرى منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي جوسيب بوريل، اليوم الاثنين، محادثات مع كبار المسؤولين في إيران وعلى وجه الخصوص الرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.

وتناولت محادثات بوريل في أول زيارة له لطهران منذ توليه منصبه في ديسمبر2019 العلاقات الثنائية بين إيران واوروبا فضلا عن آخر المستجدات الاقليمية والدولية.

وكان أعلن في بروكسل أن زيارة منسق الشؤون الخارجية الأوروبي إلى طهران لإجراء مناقشات تهدف إلى "خفض التصعيد"، في أجواء من تجدد التوتر الدولي حول المسألة النووية الإيرانية.

وتأتي هذه الزيارة كذلك بعد بلوغ التوتر بين الولايات المتحدة وإيران ذروته في يناير، عندما وصل الطرفان إلى حافة الحرب للمرة الثانية خلال سبعة أشهر بعد اغتيال واشنطن لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني في بغداد.

خفض التوتر

وأشار بيان صادر عن مكتب بوريل إلى أن مهمته ستكون العمل "على خفض التوتر والبحث عن حلول سياسية محتملة للأزمة الحالية". وقال البيان إن بوريل "سيعرب عن تصميم الاتحاد الأوروبي على حماية" الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني الذي أبرم في 2015 في فيينا.

وتأتي زيارة بوريل في فترة جديدة من التوتر بين إيران والغربيين بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.

وكان بوريل أعلن في 24 يناير الماضي أن الدول الموقعة على الاتفاق النووي الدولي المبرم في فيينا في 2015، اتفقت على عقد اجتماع مصالحة "في فبراير" من أجل الحفاظ على الاتفاق المهدد بالانهيار منذ انسحاب الولايات المتحدة بشكل أحادي منه في 2018.

ويعرض الاتفاق بين الجمهورية الإسلامية ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) على إيران رفع جزء من العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها، مقابل ضمانات تهدف إلى إثبات الطابع المدني حصرا لبرنامجها النووي.

آلية الزناد

وإلى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي ، ان الاوروبيين لم يقوموا بعد بتفعيل "آلية الزناد" ، موضحا انهم ارادوا تفعيل هذه الآلية لكنهم تراجعوا أمام الأدلة القاطعة لايران.

وذكر موسوي في لقائه الصحفي الاسبوعي اليوم الاثنين ، ان وزير الخارجية محمد جواد ظريف بعث برسالة من 14 صفحة الى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فند فيها مبررات واستدلالات الدول الاوروبية.

واعتبر موسوي ان زيارة بوريل الى طهران في هذا الوقت تكتسب أهمية، معربا عن الامل في أن تكون محادثاته مع المسؤولين الايرانيين تراعي منطق الظروف الجديدة وجذورها وان يستمع الى ادلة وبراهين ايران ، وبالتالي يتم اتخاذ خطوات جدية لتخفيف التوتر اذا كانت اوروبا تتمتع بحسن نوايا.

وأكد المتحدث أن محادثات المسؤولين الإيرانيين مع بوريل ستكون صريحة وشفافة، على غرار المحادثات التي جرت بينه وبين ظريف في العاصمة الهندية قبل اسابيع.

آلية اينستكس

واضاف: لدينا مطالب كثيرة لطرحها على الاوروبيين ، فبعد خروج اميركا من الاتفاق النووي ، انساق الاوروبيون مع الموقف الأميركي ولم يتخذوا أي خطوة عملية، الأمر الذي أظهر عجزهم واستسلامهم أمام الضغوط الأميركية.

كما تطرق موسوي الى فتح قناة انسانية بين ايران وسويسرا وآخر ما وصلت اليه آلية اينستكس، وقال : اننا كوزارة خارجية مكلفون بإجراء أي مشاورات تصب في صالح حكومة وشعب ايران وتقلل من الضغوط المفروضة على البلاد.

وفي الأخير، أوضح موسوي أن آلية اينستكس هي مقدمة لوفاء الاوروبيين بالتزاماتهم الاحد عشر، لكن عدم استقلالية الاتحاد الاوروبي وتبعيته للولايات المتحدة حال دون وفاء الاوروبيين بتعهداتهم.