لندن: وعدت الحكومة البريطانية الاثنين بإعادة النظر بشكل عاجل في القانون المتعلق بالارهابيين المدانين، بعد هجوم الأحد في لندن الذي نفذه متطرف افرج عنه مبكراً من السجن وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية الاثنين.

ووعد وزير العدل روبرت باكلاند بطرح "قانون طارئ" لانهاء الترتيب الحالي الذي يسمح بالافراج عن المدانين بالارهاب، تلقائيا بعد قضائهم نصف مدة سجنهم.

وقال ان اية عملية افراج مبكر ستخضع لتقييم مخاطر من مجلس العفو، مضيفا ان الاجراءات الجديدة ستطبق على السجناء الحاليين.

وصرح أمام البرلمان "أقرب مرحلة يمكن أن تتم دراسة حالة المدانين للافراج عنهم ستكون بعد خدمتهم ثلثي مدتهم".

وجاءت تصريحات الوزير بعد أن اقدم سوديش أمان (20 عاماً) على طعن شخصين الأحد في شارع تجاري في حي ستريتم بلندن، قبل أن ترديه الشرطة قتيلاً.

وذكرت وكالة أعماق الدعائية التابعة لتنظيم الدولة الاسلامية الاثنين أن "منفذ الهجوم في منطقة ستريتم جنوب لندن أمس من مقاتلي الدولة الإسلامية، ونفذ الهجوم استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف" الدولي ضد التنظيم المتطرف.

وقال باكلاند ان منفذ الهجوم افرج عنه الأسبوع الماضي بعد أن أمضى جزءا من الحكم الصادر بحقه بعد ادانته ب16 مخالفة تتعلق بالارهاب الاسلامي خاصة حيازة وتوزيع وثائق ارهابية.

وقع الهجوم بعد نحو شهرين من هجوم مماثل أسفر عن قتيلين على لندن بريدج في قلب العاصمة البريطانية، نفذه جهادي حصل على إطلاق سراح مشروط بشكل تلقائي.

جونسون يعد بالتغيير

تساءل رئيس الوزراء بوريس جونسون الاثنين عن سبب الافراج التلقائي عن منفذ الهجوم دون اشراك مجلس العفو، وأعرب عن قلقه بشأن فعالية برامج اصلاح المتطرفين داخل السجون وخارجها.

وقال جونسون "لا نريد العودة إلى نظام يستدعي الكثير من الرقابة المنهكة جداً جداً لأجهزتنا الأمنية... فيما يمكن العمل على تشديد شروط السجن".

وأضاف "المشكلة التي يجب أن نقوم بحلها هي الإجراءات التي يحصل فيها الكثير من الأشخاص تلقائياً على إطلاق سراح مشروط بدون التحقق منهم"، معتبراً أن من "الصعب جداً" إعادة تأهيل الإسلاميين.

وبين الاجراءات السابقة التي تم الاعلان عنها بعد هجوم لندن بريدج، تشديد عقوبات السجن لمرتكبي أعمال ارهابية، على ان يكون الحد الادنى لاحكام مرتكبي جرائم خطيرة السجن 14 عاما مع منع الافراج المبكر عنهم، وتوفير مزيد من التمويل لعمليات مكافحة الارهاب.

وحُكم على امان بالسجن ثلاثة أعوام واربعة أشهر في كانون الأول/ديسمبر 2018. وكان يقيم منذ الافراج عنه في مهجع للسجناء المفرج عنهم في ستريتم.

وكان رجال شرطة باللباس المدني يتبعون امان سيرا في اطار ما وصفته الشرطة ب"عملية مراقبة وقائية لمكافحة الارهاب".

وسرق امان سكينا من متجر للسلع الرخيصة، وهاجم امرأة ثم هاجم رجلاً قبل أن يتم قتله.

وأظهر تسجيل فيديو التقطه شاهد عيان امام وهو يتلوى على ناصية خارج صيدلية فيما كان رجال شرطة باللباس المدني يوجهون مسدسات اليه ويحثون المارة الى الابتعاد عن المكان.

وكان امان يرتدي سترة سوداء مثبت عليها عبوات فضية.

"غسيل دماغ" في السجن

قالت حليمة فاراز خان والدة المهاجم لقناة سكاي نيوز إن ابنها كان "لطيفاً ومهذباً".

واضافت أنه كان يبدو "طبيعيا" عندما زارته الخميس، واتصل بها قبل هجوم الاحد ليطلب منها أن تعد له طبق الضأن والبرياني.

وقالت خان، وهي من سريلانكا أصلا، ان امان وهو أكبر ابنائها الخمسة، أصبح متطرفا في السجن.

وأضافت "لقد كان يشاهد ويستمع لأشياء على الانترنت أدت الى غسل دماغه".

وتابع "قبل أن يذهب الى السجن، لم يكن متديناً جداً. وبعد أن خرج كان متدينا حقاً".

وأبقت الشرطة على اغلاق منطقة الهجوم في ستريتم الاثنين، فيما كان المختصون يجمعون الأدلة.

ويُعالج أحد الشخصين اللذين تعرض للطعن في المستشفى، وقيل أن جروحه لا تهدد حياته. وتم اخراج امرأة في الخمسينات من المستشفى.

وعولجت ضحية ثالثة وهي شابة في العشرينات من جروح طفيفة يعتقد ان سببها تحطم زجاج عقب اطلاق النار.

كما يجري ضباط مكافحة الارهاب عمليات بحث في المهجع الذي كان يقيم فيه امان، وفي منزل في بيشوبس ستورتفورد شمال العاصمة قرب مطار ستانستد في لندن.

وبحسب رئيس بلدية لندن صادق خان، يوجد "نحو" 70 شخصاً مدانين بالإرهاب خارج السجن في لندن. وأضاف لقناة آي تي في "أريد أن أسال الحكومة ما الذي نفعله إزاء هؤلاء الأشخاص السبعين".