يتوقع المعنيون أن تصدر الولايات المتحدة الأميركية رزمة عقوبات جديدة على حزب الله في لبنان، رغم تأثير ذلك السلبي على الوضعين الإقتصادي والمالي في لبنان.

بيروت: لا يبدو أن الإدارة الأميركية ستغير من نهجها في العقوبات حتى لو كانت تؤثر سلبًا على الوضعين الاقتصادي والمالي في لبنان، بل هي ماضية في إجراءاتها ضد حزب الله في سياق تشددها ضد إيران وأذرعها وخصوصًا "حزب الله"، وإبقاء الموقف الأميركي متأرجحًا من الحكومة ومن مدى نفوذ الحزب فيها، يعود إلى أن واشنطن تهيئ لرزمة عقوبات جديدة في سياق تشديد الحملة على مصادر تمويل الحزب، ليس فقط في لبنان بل أيضًا في أميركا اللاتينية وأفريقيا.

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور موريس أبو فاضل ل"إيلاف" أن العقوبات الجديدة تشمل من يدعم حزب الله، وتبقى توسيعًا إضافيًا للعقوبات السابقة، بخاصة في ما يتعلق بموضوع تبييض الأموال، وهذه العقوبات الجديدة هي بالتحديد تطال كل من يدعم حزب الله، وسياسة ترمب تبقى واضحة من خلال تضييق الخناق ماليًا أكثر على حزب الله، وعمليًا سيكون الحذر في التعامل أكثر داخل لبنان، لأن نسيجنا مرتبط مع بعضه البعض والجميع يتعاملون في ما بينهم، من هنا قد يخلق عدد معين من اللغط في الموضوع، على الصعيد اللبناني، من خلال توسيع إطار العقوبات على من يتعاملون مع حزب الله.

لبنان

وردًا على سؤال كيف سيتجاوب لبنان بعد هذه العقوبات الجديدة على حزب الله؟ يجيب أبو فاضل أن موقف لبنان يبقى واضحًا على الصعيد الحكومي لا نستطيع القيام بشيء حيث لبنان يبقى مقسومًا، ولا يمكن اتخاذ القرار في هذا الخصوص، أما على الصعيد النقدي وعلى صعيد مصرف لبنان تحديدًا، فنحن ملتزمون بما تقرره القوانين الدولية، والأميركية، التزامًا كليًا، أما على الصعيد السياسي والحكومي، فلا نستطيع القيام بشيء لأن هناك قرارًا سياسيًا بأن السلم الأهلي فوق كل اعتبار، ولا يمكن أن ندخل بمغامرات تعيد لبنان إلى الوراء.

الغاية

عن الغاية الأساسية من العقوبات المتعاقبة على حزب الله من قبل الأميركيين، يشير أبو فاضل الى أن الإستهداف الأساس هو لإيران من خلال حزب الله، وأميركا قالتها مرات عدة من دون مواربة، حيث تعتبر أميركا أن حزب الله يبقى إمتدادًا لإيران، وتبقى الإشكالية الأساسية ان أميركا تستخدم ما يسمى طرية الخنق البطيء، حيث لا يتم فرض العقوبات دفعة واحدة لكن الواحدة تلو الأخرى، بهدف إقناع من تفرض عليه عقوبات أن يغير رأيه، وهذا مبدأ العقوبات التي تستعملها أميركا.

من هنا يضيف أبو فاضل، قد تكون هناك عقوبات سوف تضاف في المستقبل من قبل أميركا ضد حزب الله، وكلما وجدوا فراغًا في مكان سوف يملأونه بقوانين جديدة، وما يجب معرفته أنه على الصعيدين المحلي والسياسي لا يمكن اتخاذ قرارات.

وردًا على سؤال بأن كل العقوبات الأميركية تهدف إلى حرمان حزب الله من الموارد لتمويل نشاطاته، فهل تحقق أميركا أهدافها في هذا المجال؟ يجيب أبو فاضل أنه مما لا شك فيه أن التضييق المالي موجود ولا يمكن إنكاره والموارد سوف تخف.