دي موين: بنوبات من الضحك ومكبّر صوت معطّل وصرخات غضب ورقصات، أطلق الديموقراطيون في الولايات المتحدة مساء الاثنين موسم الانتخابات من ولاية أيوا المعروفة بمنظومة اقتراعها غير التقليدية.

وكانت مدرسة دي موين الثانوية بين نحو 1700 موقع شهد تجمعات في أول ولاية تختار مرشّح الحزب الديموقراطي.

وصرخ الناخبون الذين تجمّعوا خلف لافتة تظهر مرشحهم المفضّل للتغطية على صوت المسؤول الذي حاول شرح قواعد عملية الاقتراع.

وقال أحد المنظمين بنبرة مطمئنة "رجاء أصبروا. هكذا هي الديموقراطية"، قبل أن يبدأ بعدّ الناخبين الذين تجمّعوا في ملعب لكرة السلّة في مدرسة أبراهام لينكولن الثانوية.

ويعبّر الناخبون في الولاية الريفية القريبة من وسط البلاد عن خيارهم عبر الاصطفاف إلى جانب آخرين من داعمي المرشّح.

ووسط القاعة، يوضع مخروط برتقالي اللون حيث يمكن للناخبين الذين لم يتخّذوا قرارهم بعد التجمّع. ولم يتواجد أحد بجانبه.

ونادى أحد منظمّي حملة السناتور اليساري بيرني ساندرز "إذا كنتم تريدون شخصًا قادراً على هزيمة ترمب في 2020، فانضموا إلينا!".

وقال منظّم آخر من أنصار نائب الرئيس السابق جون بايدن مستخدمًا مكبّر صوت لا يزال معطّلاً عن المرشح الرئاسي إنه "زعيم صلب قادر على تولّي زمام الأمور من اليوم الأول".

وفي حال لم يحصل أحد المرشّحين على دعم بنسبة 15 بالمئة، يمكن لأنصاره دعم مرشّح آخر في الجولة الثانية. ويذكر أن 11 مرشّحًا ديموقراطيًا يتنافسون حاليًا لمواجهة الرئيس دونالد ترمب في انتخابات نوفمبر الرئاسية.

واستبعد هذا المجلس الانتخابي رجل الأعمال آندرو يانغ حديث العهد في السياسة والذي كان نسبيًا غير معروف قبل نحو عام. وأعربت ماندي رايتشيل المؤيدة له عن خيبة أملها، لكنها قررت بعد قليل من التردد الانضمام إلى مجموعة ساندرز. وكتبت خيارها على لوح للملصقات، وهي بين الممارسات الجديدة المتبّعة في الانتخابات.

وقالت الناخبة البالغة من العمر 25 عامًا لفرانس برس إنها كانت محتارة "بين بيرني و(بيت) بوتيدجِدج. وجهني قلبي لاختيار بيرني".

وتستغرق العملية عادة الكثير من الوقت. مع ذلك، أصرّ الزوجان لاين وميشيل موز وهما في الثلاثينات من العمر على المجيء مع بناتهما الثلاث اللواتي تبلغ أعمارهن أربع سنوات وسنتين وستة أشهر.

وعادة تنام البنات الثلاث عند الساعة 19,30، لكن ليلة الانتخابات عند الساعة 20,00 -- أي بعد ساعة من انطلاق عملية الاقتراع في أيوا -- كانت العائلة لا تزال بانتظار الجولة الأولى إذ جلب الأبوان للفتيات أطعمة خفيفة ودفاتر تلوين.

وقدمت العائلة لدعم ساندرز، الذي يتصدر الاستطلاعات في أنحاء أيوا.

وقال لاين "أعتقد أن أي شخص بإمكانه هزيمة ترمب، لكنني أعتقد أن بيرني هو الأقدر على ذلك".

- "ودّية" -

وفي أعقاب بداية تصويت صعبة في بعض القاعات، على غرار هذه، استغرق فرز النتائج وقتًا طويلاً مقارنة بالأعوام السابقة.

وقال أحد المنظمين "صوتوا لبيرني"، في إشارة إلى المرشّح الذي يصف نفسه بالاشتراكي الديموقراطي.

بدوره، خصص "مدير دائرة انتخابية" يدعى مايك وايسكامب إحدى الزوايا لأنصار بايدن، الذي يحلّ خلف ساندرز في آيوا لكنّه يتصدر الاستطلاعات على الصعيد الوطني.

وقال وايسكامب الذي كان يرتدي شارة داعمة لبايدن إن الأمور تسير بشكل "ودّي" حتى الآن.

وأفاد "حتى الآن، الجميع ضمن المساحة المخصصة لهم. لم يخرج أحد عن السيطرة حتى الآن".

لكن عندما يأتي الأمر إلى جذب المؤيدين في الجولة الثانية، "فلربما قد تصبح الأمور أكثر صعوبة".

من جهتها، قالت الجندية السابقة في البحرية الأميركية ميغان كي (69 عامًا) وهي ترقص على ألحان الأغنية الرئيسية التي استخدمتها السناتورة إليزابيث وارن في حملتها، إنها "متحمّسة" لصالح وارن التي تحل في المرتبة الرابعة وفق الاستطلاعات.

وقالت كي: "هناك جولتان. طالما أننا نقترب من نسبة 15 بالمئة، فسنجمع ما يكفي" من الأصوات للوصول إلى عتبة الجولة الثانية.

وأضافت أن العلاقات بقيت "وديّة" بين فرق المرشحين، مشيرة إلى شخص ينظّم حملة السناتورة المعتدلة إيمي كلوبوشار.

وقالت "إنه جاري، وما زلنا نتكلّم"، ثم التفت إليه وسألت ضاحكة "أليس كذلك ستيف؟".