واشنطن: وعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بخطاب متفائل جدا أمام الكونغرس الذي يلتئم بكامل أعضائه للاستماع الى خطاب حال الاتحاد قائلا إنه يحمل "رسالة جيدة جدا" فيما تتجه أنظاره الى الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل سعيا لولاية ثانية.

ويجتاز الرئيس الأميركي فترة جيدة عموما، فتبرئته شبه المؤكدة الاربعاء أمام مجلس الشيوخ حيث يحاكم بتهمة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس تثبت أن الحزب الجمهوري جاهز لدعمه.

والقضية الأوكرانية التي كانت وراء إطلاق اجراءات عزله لم تؤثر على قاعدته الناخبة التي لا تزال وفية له بحسب ما أظهرت استطلاعات الرأي. كما انه قبل 300 يوم من الانتخابات الرئاسية، تبدو المؤشرات الاقتصادية جيدة جدا.

وما يزيد من الظروف المؤاتية للرئيس، الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي المنافس التي انطلقت في ولاية أيوا وانتهت بفشل مدو أتاح له البقاء تحت الأضواء في مركز اللعبة السياسية، وهو الموقع المفضل لديه.

خطابه حول حال الاتحاد المرتقب عند الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (2,00 ت غ) في مجلس النواب حيث تم اتهامه على خلفية القضية الأوكرانية، سيكون تحت عنوان "العودة الكبرى لاميركا".

وسيعبر موكب ترمب جادة بنسلفانيا وصولا إلى مبنى الكابيتول.

ويعد البيت الأبيض بأن يمضي ترمب "بلا هوادة" في حديثه عن الاقتصاد الأميركي و"ازدهار فرص العمّال" وكذلك الاشادة بالاتفاقات التجارية التي أبرمت في الاونة الاخيرة مع الصين وكندا والمكسيك والدفاع عن أدائه في مجال الهجرة.

وقال أحد المسؤولين الكبار في الإدارة للصحافيين "أعتقد أن الخطاب سيحمل نبرة متفائلة جدا".

غير نادم

لكن هل سيتطرق الى اجراءات العزل؟ يقول السناتور الجمهوري روي بلانت في صفحات نيويورك تايمز ان الرئيس سيمتنع عن ذكر تلك الكلمة موضحا "انها فرصة للمضي قدما".

واضاف في الوقت نفسه أن أن امبراطور العقارات ونجم تلفزيون الواقع ليس من النوع الذي يمكنه أن يخفت صوته. وقال "الخيار الآخر هو الحديث مباشرة عن المسألة -- وهو غالبا هذا النوع من الأشخاص الذين يتحدثون مباشرة".

في المقابل، يمكن أن يعبر ترمب عن الأسف لما يتفق العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين أنه كان تصرفا خاطئا في الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق بشبهة فساد بحق أحد أكبر منافسيه الديموقراطيين، جو بايدن.

وقد يسعى ايضا لتهدئة الأجواء بتجنب الحديث عن موضوع العزل كليا، تماما كما فعل بيل كلينتون في خطابه عن حال الاتحاد عام 1999 بعد محاكمة عزله.

وقال مسؤولو البيت الأبيض إنهم لا يعلمون ما ينوي فعله.

وسينظر ترمب في تلك القاعة إلى عدد من المشرعين، حيث غالبية ضئيلة من الجمهوريين في مجلس الشيوخ ستنقذه من الإدانة خلال تصويت الأربعاء.

من الناحية النظرية سيكون الخطاب فرصة لمد اليد في أمة تعاني من انعدام الثقة.

وقال أحد مسؤولي الإدارة "لا يمكن الوثوق أبدا بأي افتراضات"، وذلك ردا على سؤال حول ما إذا كانت محاكمة العزل ستبقى خارج الخطاب.

لا نهاية في الأفق

وقبل وقت قصير من إلقاء الخطاب الثلاثاء، سيكون مجلس الشيوخ بصدد إنهاء محاكمة العزل. وقد أنهى المرافعات الاثنين.

ولكن رغم أن إجراءات العزل ستنتهي مع التصويت على الحكم الأربعاء، يقول الديموقراطيون إنهم سيستمرون في ملاحقة ترمب.

وقالت فال ديمينغز، احد المدعين في محاكمة العزل أمام مجلس الشيوخ الإثنين إن "الجرائم الدستورية للرئيس ترمب وجرائمه بحق الشعب الأميركي والأمة لا تزال مستمرة".

من جهته قال آدم شيف، كبير المدعين في المحاكمة "المؤامرة مستمرة، المخطط مستمر والخطر لن يتراجع" داعيا الجمهوريين إلى "النطق بالحقيقة المروعة".

ويضاف خطاب حال الاتحاد إلى جدول البرنامج السياسي الحافل قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.

وانطلق سباق الديموقراطيين لاختيار مرشحهم هذا الأسبوع مع انعقاد المجلس الانتخابي (كوكوس) في أيوا الاثنين. وتجري بعد أسبوع الانتخابات التمهيدية في نيو هامشير، ومن هناك تتسارع وتيرة المجالس.

وسيكون العديد من المرشحين الديموقراطيين -- بينهم الاعضاء مجلس الشيوخ إيمي كلوبوشار وبيرني ساندرز واليزابيث وارن -- بين الحاضرين خلال خطاب الثلاثاء.