يعشق الرحالة السعودي أسامة الخليوي، حياة السفر والترحال عبر زيارة العديد من دول العالم، لكنه قرر مؤخرًا خوض التجربة داخل السعودية واكتشاف وجهاتها السياحية وما تملكه من مواقع تاريخية وأثرية.

إيلاف من الرياض: من ضمن أهداف رؤية السعودية 2030 التي تم الإعلان عنها في أبريل 2016 هو العمل على صناعة السياحة والترفيه واكتشاف ما لدى المملكة من مدن ووجهات سياحية تضم العديد من المواقع الجميلة والخلابة، ما يسهم أن تكون السعودية نقطة جذب مهمة للسياحة في منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى العمل على تنويع مصادر الدخل.

أسامه الخليوي الملقب بـ"الديجيتال نوماد" أي الرحالة الرقمي بدأ مشواره قبل 4 سنوات طاف خلالها العديد من الدول في آسيا وأميركا وأوروبا.

هو رحالة لكن بطريقة مختلفة عن أي مسافر، رحلاته لا تتخللها الإقامة في فنادق أو شقق ولا تناول الطعام في مطاعم عالمية أو غالية الثمن ولا التسوق أو البقاء في نفس المكان لأكثر من يومين.

رحلاته هدفها البحث والغوص داخل أعماق الشعوب لمعرفتهم عن قرب واكتشاف أساليب عيشهم.

وسواء كان ذلك في مدينة أو قرية يبيت الخليوي في بيت من يتعرف عليهم من أصدقاء ويأكل من أكلهم... ويعتمد في تنقلاته على المشي أو استخدام طرق التواصل البدائية وإن كان محظوظاً يتنقل عبر مركبة عابرة.

في ديسمبر عام 2019 قرر أسامة بدء التجربة من جديد لكن داخل المملكة وبين مدنها وقراها.

لا شك أن التجربة وليدة وغير منتشرة في بلد ما زالت السياحة واستضافة الوفود والسياح فيه بطور النمو... "إيلاف" التقت أسامه الخليوي وكان معه هذا الحوار.

*كيف بدأت الفكرة؟

الفكرة كانت موجودة في الذهن منذ فترة طويلة والنية كذلك، لكن بعد انفتاح السياحة في السعودية للعالم، أبدى الكثير من الأصدقاء الذين قابلتهم خلال ترحالي في الخارج اهتمامهم بزيارة السعودية، وكان يأتيني العديد من الأسئلة حول المملكة ورغبتهم في زيارتها، وبصراحة لم تكن عندي المعلومات الكافية أو الخبرة في مناطق المملكة، من هنا كان الدافع في الإنطلاق بهذه الفكرة التي كانت تدور في ذهني منذ سنوات، وهي التعرف على بلدي كسائح وأسبح في مختلف ثقافاته وأوثقها لي ولأي شخص مهتم من أهل البلد، وكي يكون لدي الجواب الكافي لأصدقائي في الخارج عن الأماكن التي تستحق الزيارة وكذلك أساليب السفر والتنقل المتوفرة، وتكون التجربة موثقة بالصوت والصورة.

•مسار الرحلة بدايته وأين وصلت؟

الرياض - القصيم - حائل - المدينة - ينبع - والآن وصلت إلى أملج.

*ما الفكرة من السكن مع الناس في منازلهم الخاصة؟

لأن غرضي من الرحلة هو رؤية كل مدينة بعيون أهلها وأفضل طريقة من وجهة نظري هو العيش بين أهل المدينة وعيش التجربة الحياتية بكل تفاصيلها من تجربة الأكل الخاص بكل مدينة والإختلاط بمجالسهم الخاصة ومعرفة التقاليد والفروق بين القرى والمدن والمناطق، ونقطة مهمة أخرى، وهي الاستماع لقصصهم والاطلاع على حياتهم اليومية ومعرفة الأماكن القديمة وقصص اهلها خصوصا الأماكن غير المعروفة لعامة الناس وأمور كثيرة تكون في بعض الأحيان غير متوقعة... ولا شك أن في بلد هناك العديد من القصص غير المتوقعة والمفاجئة.

*كيف كان رد الفعل في السعودية خصوصا أن طريقتك كرحالة غير منتشرة ومعروفة بشكل كبير؟

الاستغراب في البداية... ثم بعد ذلك الترحيب والإكرام، وبعد مخالطتهم يسردون لي ذكريات الماضي... الكرم هو أسلوب الحياة عند العرب، لكن مع العولمة وتقدم الزمن تغير الناس وأصبح الجميع أكثر تحفظا وخوفاً من الغريب.

*مع كثرة الصعوبات في السفر ألا تفكر بتجربة السفر المرفّه؟

منظوري لمفهوم الرفاهية مختلف... بالنسبة لي وجود أماكن للنوم ولقمة العيش والأمن رفاهية... هناك العديد من الشعوب التي تفتقر لهذه الأشياء، لذا أنا في قمة الرفاهية.

*مواقف غريبة أو صعبة... أو مخاطر واجهتها؟

لم أجد أي صعوبه والحمد لله ولكن هذا لا يعني أنها كانت سهلة، خاصة أن المملكة تعتبر قارة متنوعة الثقافات والتضاريس الجغرافية... ومما لا شك فيه أسعدني الإختلاط بهذه الثقافات المختلفة وازددت فخراً كوني ابن لهذا البلد.