أسامة مهدي: فيما لوح محمد علاوي بالاعتذار عن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة اذا استمر قتل المتظاهرين فقد انضمت الولايات المتحدة اليوم الى المجتمع الدولي في رفض عمليات القتل التي تمارسها المليشيات العراقية ضد الناشطين المدنيين والصحافيين، معتبرة ذلك بلطجة وجرائم يجب وقفها وتقديم مرتكبيها إلى العدالة مؤكدة دعمها لحق المتظاهرين في حرية التجمع السلمي والتعبير.

ووصفت السفارة الأميركية في بغداد هجوم مليشيات سرايا السلام التابعة لزعيم التيار الصدر مقتدى الصدر على متظاهري مدينة النجف بالاسلحة النارية والبيضاء امس، ما اسفر عن مقتل واصابة حوالى 200 منهم بالوحشي.

متظاهرو النجف عادوا الى ساحة الاحتجاج اليوم:

وقال المتحدث الرسمي للسفارة في بيان الخميس حصلت "إيلاف" على نصه إن "سفارة الولايات المتحدة في بغداد تدين بشدة الهجوم الوحشي الذي حصل في مدينة النجف الأشرف يوم أمس الأربعاء والذي أدى إلى مقتل وجرح عدد من المتظاهرين السلميين". وعبرت السفارة عن الاسف لانه "لا يزال يُسمح للجماعات المسلحة بانتهاك سيادة القانون في العراق مع الإفلات من العقاب ضد المواطنين السلميين الذين يمارسون حقهم الديموقراطي في حرية التعبير بما في ذلك مطالبهم بالإصلاح السياسي والاقتصادي".

مستشفيات النجف تزدحم بمصابي المتظاهرين بهجوم أنصار الصدر

وأضافت أن "الحكومة العراقية وقواتها الأمنية يقع على عاتقها وضع حد لهذه البلطجة التي تشمل خطف واغتيال الناشطين المدنيين والصحافيين وكذلك الضرب واستخدام الذخيرة الحية وحرق الخيام في التظاهرات السلمية".

وشددت السفارة الأميركية على الحكومة العراقية بضرورة العمل على "وضع حد لهذه الممارسات الإجرامية وتقديم مرتكبيها إلى العدالة". وحيت "المتظاهرين السلميين لالتزامهم بضبط النفس في مواجهة هذه التكتيكات القاتلة".. وحثتهم "على الحفاظ على سلمية تظاهراتهم".. مؤكدة تأييد الولايات المتحدة الكامل لحقهم الديمقراطي الأساسي في حرية التجمع السلمي والتعبير".

علاوي: سأرفض تشكيل الحكومة اذا استمر قتل المتظاهرين

ومن جهته، هدد رئيس الحكومة المكلف محمد توفيق علاوي اليوم بالاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة اذا استمرت عمليات قتل المتظاهرين.

وقال علاوي في كلمة متلفزة الخميس موجهة الى "ابناء الشعب العراقي والمتظاهرين ابناءنا وبناتِنا في ساحات الاحتجاج" إنّ ما يمرّ به بلدُنا العزيزُ من ظروفٍ صعبة، ومحنةٍ تلدُ مشاكل إضافية، تستدعي منّا المكاشفة والوضوح، والتآزر واستدعاء كلّ جهدٍ ممكن، لأجل السير باتجاه صحيح".

فيديو كلمة علاوي:

واضاف "أن ما حدث من أوضاع مؤسفة ومؤلمة في اليومين الأخيرين، مؤشّرٌ خطير على ما يحدث، وما يُمكن أن يحدث، من سقوط شهداء وجرحى في كل سوح الاحتجاج ، وإن هذا الوضع ليس مقبولاً بالمرّة، وأن مَن في الساحات هم أبناؤنا السلميّون، الذين يستحقّون كلّ تقدير واحترام، وواجبنا خدمتهم وسماعُ صوتِهم، لا أن يتعرّضوا للقمع والتضييق".

الناشط خليل القزويني قتل برصاص أنصار الصدر في النجف أمس

وحذر "أن الممارسات هذه تضعنا في زاويةٍ حرجة، لا يُمكن حينها الاستمرار بالمهمة الموكلة إلينا مع استمرار ما يتعرض له الشباب، فلم نأتِ لهذه المهمة الوطنية إلاّ من أجل بناء ما تهدّم، وليس من الأخلاقي القبول بتصدّر المشهد، وتسلّم المهمة، بينما يتعرّض أبناؤنا لما نعرفه من ممارسات تُدمي القلب والضمير".

طلبة الجامعات يتوجهون الى ساحة الاحتجاج في بغداد اليوم:

وشدد على "أن احترام الرأي والرأي الآخر هو أهم ما يجب أن نسعى له في هذه الفترة، ولا أخفيكم، أنني شخصياً لا أرفضُ أن تتعرض صورتي الشخصية إلى علامة أكس في الساحات، بقدر رفضي واستهجاني ووقوفي التام ضد مهاجمة مَن رفعوا هذه الصورة، فالمواطن حرّ كريم بإبداء رأيه، وواجبنا هو الارتقاء بخدمته وحمايته واحترامه".

وبين علاوي "أن أولوية الحكومة المقبلة، وتحت البند الأول، هو إجراء تحقيقات جدية بشأن الخروقات التي تعرض لها أبناؤنا، من المتظاهرين والقوات الأمنية، ومحاسبة كلّ مَن يقف وراءها، كائناً مَن كان، ولأيّ جهةٍ انتسب، فالدمُ العراقي خطّنا الأحمر الوحيد، الذي لا كرامة لنا ولا احترام إن تمّ سفكه أمام أعيننا".

وقال "إننا وحتى اللحظة الحرجة التي نمرّ بها، مكلّفون، ولا نمتلك الصلاحيّات بسبب عدم إكتمال إجراءات تشكيل الحكومة، و كل ما يهمنا الان هو العمل من أجل عدم انزلاق الأمور إلى ما لا يُحمد عُقباه.. وإننا إذ نؤكد أننا ماضون بالترتيبات لأهم مطالب ساحات الاحتجاج، وهي تحديدُ موعد للانتخابات المبكرة، فإننا نكرّرُ تأكيدنا بأن الدم العراقي هو خطّنا الأحمر، وأننا ماضون بمحاسبة كلّ مَن تجرّأ عليه، بتحقيقات لن تستثني أحداً".

الناشط الشاب عبد الملك شهيد تظاهرات التحرير قتل بطعنات أنصار الصدر

وختم رئيس الحكومة المكلف بالقول "حفظ الله العراقَ والعراقيين.. حفظ الله أبناءنا وبناتنا في سوح الاحتجاج والقوّات الأمنية.. ونسألُ الله التوفيق وتعاونَ الجميع معنا بهذه المهمّة".

وفي وقت سابق اليوم واليوم دانت الامم المتحدة وعبر الاتحاد الاوروبي عن غضبه لقتل انصار الصدر للمتظاهرين في مدينة النجف واصفا مهاجمتهم بأنه ترهيب.

ودانت الممثلة الأممية الخاصة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت بشدة العنف والعدد المرتفع للضحايا في النجف داعية لضمان حماية المتظاهرين السلميين في جميع الأوقات، وليس بعد فوات الأوان".

ومن جانبه، قال سفير الاتحاد الاوروبي في بغداد في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف" ان الاحداث التي شهدتها مدينة النجف امس "ترهيب وعنف غير مقبولين مؤكدا على ضرورة تحديد "الجُناة ومحاسبتهم".. مشيرا الى أن "هذه الافعال الشنيعة تخرب تحقيق اي تقدم سياسي".

أما السفير البريطاني في العراق ستيفن هيكي فقد عبر عن صدمته لعمليات قتل المتظاهرين في النجف وقال ان من الاولويات الضرورية للحكومة الحالية والحكومة القادمة، انهاء العنف الجاري وحماية المتظاهرين السلميين ومحاسبة مرتكبي الجرائم بمن فيهم الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون".

وكان أصحاب القبعات الزرق من أنصار الصدر قد هاجموا الليلة الماضية المتظاهرين في ساحة الصدريين بوسط مدينة النجف واحرقوا خيامهم واطلقوا الرصاص الحي ضدهم ما أدى الى مقتل 13 شخصا وإصابة حوالى 180 آخرين بجروح في مجزرة من الواضح أنها جرت بتواطؤ مع القوات الامنية التي غابت عن المشهد رغم نداءات أطلقها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي بإقتراب اصحاب القبعات الزرقاء من ساحة التظاهر حاملين الاسلحة النارية والبيضاء.