الرباط: صدرت، حديثا، للإعلامي والكاتب المغربي محمد الصديق معنينو ، الطبعة الثالثة من الجزء الثاني من سلسلة "أيام زمان"، وهو بعنوان "الفتح المبين"، الذي يتناول من خلاله الفترة الزمنية التي برزت فيها قضية الصحراء على الساحة الدولية بشكل مثير.

وأشار معنينو، في مقدمة كتابه، الذي يقع في 348 صفحة من القطع المتوسط، إلى أن قيامه اليوم بإعادة طبع هذا الكتاب نابع من اقتناعه بأنه يتضمن جملة من الوثائق الغنية بالمعلومات والشهادات وما تولد عن المسيرة الخضراء من ميلاد "مغرب جديد".

وأضاف معنينو أن "النجاح الهائل لمذكراتي، التي أحكي فيها ما عشته من أحداث طيلة أربعين سنة من حياتي المهنية، وأمام ما يمكن اعتباره مؤشرا إيجابيا، عبر الصدى الواسع الذي خلفته هذه المؤلفات، أواصل تباعا إصدار طبعات جديدة لكافة أجزاء مذكراتي، تلبية لرغبة العديد من القراء والمهتمين، أشخاصا ومؤسسات".

من جهة أخرى، أوضح معنينو أن الجزء الثاني من مذكراته تناول، بصفة أساسية، الفترة الزمنية التي برزت فيها قضية الصحراء المغربية على الساحة الدولية، بشكل مثير، خاصة عندما توترت العلاقات بين دول منطقة شمال إفريقيا من جهة، وإسبانيا من جهة ثانية، مما كان له الانعكاس على الأوضاع السياسية والدبلوماسية والعسكرية بالمنطقة.

ووسط هذا الصراع، يضيف الكاتب، انبثقت فكرة أبدعها الملك الراحل الحسن الثاني حين أعلن عن تنظيم المسيرة الخضراء، كملحمة وطنية شعبية تروم وحدة البلاد والدفع بإسبانيا إلى طاولة المفاوضات.
"لقد توقفت طويلا عند تلك الملحمة الفريدة، وقدمت ما احتفظت به ذاكرتي من أسرار ومواقف ومراوغات، وما عرفته الساحة المغربية من تعبئة جماهيرية غير مسبوقة دفاعا عن قضية أمن المغاربة بصوابها وعدالتها .. هكذا خصصت عشرات الصفحات لهذا الحدث الوطني، في تراتبية زمنية انطلاقا من خطاب 15 أكتوبر 1975 إلى انطلاق المسيرة يوم 6 نوفمبر 1975، إلى توقيع اتفاقية مدريد في منتصف شهر نوفمبر من نفس السنة"، يقول معنينو في مقدمته للكتاب.

وتتوزع هذه الطبعة الجديدة، المزيدة والمنقحة، الصادرة عن (دار أبي رقراق للطباعة والنشر)، إلى أربعة فصول تحمل عناوين "1973 : سنة المفاجئات"، و"1974 سنة المناورات"، و"1975 : سنة الحسم"، و"الفتح المبين"، كما تتضمن ملاحق خاصة بالجزء الأول من السلسلة الذي يحمل عنوان "موكب السلطان" والثاني "وجهة نظر"، والثالث "الرسالة" والرابع "إصدار سابق".