أسامة مهدي: بينما خرج آلاف العراقيين اليوم بمليونيات تطالب بالتغيير فقد دان المرجع السيستاني الاعتداءات على المتظاهرين دون تسمية مرتكبيها منتقدا منع الجيش من حماية ساحات الاحتجاج... فيما دعا بومبيو الى محاسبة فورية للمليشيات التي تقتل المتظاهرين وللمسؤولين الذين لم يقوموا بحمايتهم منوها الى ان العراقيين يريدون حكومة خالية من الفساد والنفوذ الايراني.

وتلا السيد أحمد الصافي خطيب جمعة كربلاء معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني صاحب النفوذ الكبير في البلاد خلال خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) وتابعتها "إيلاف" بيانا صادرا عن المرجع حول الاحداث الدامية التي شهدتها ساحات التظاهر هذا الاسبوع فقد دان مرتكبي مجزرة النجف من عناصر سرايا السلام التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ولكن من دون تسميتهم.

شابة عراقية ترفع شعارا ضد مهاجمة مليشيا الصدر للمتظاهرين السلميين

وشدد على أنه لا غنى عن القوى الأمنية الرسمية في تفادي الوقوع في مهاوي الفوضى والاخلال بالنظام العام، فهي التي يجب أن تتحمل مسؤولية حفظ الامن والاستقرار، وحماية ساحات الاحتجاج.

وأضاف أنه لا مبرر لتنصل القوات الامنية عن القيام بواجباتها في حفظ امن المتظاهرين في ساحات الاحتجاج كما لا مسوغ لمنعها من ذلك او التصدي لما هو من صميم مهامها... داعيا ايها بالتصرف بمهنية تامة وتبتعد عن استخدام العنف في التعامل مع الاحتجاجات السلمية وتمنع التجاوز على المشاركين فيها.

وأكد على ضرورة أن تكون الحكومة الجديدة جديرة بثقة الشعب وقادرة على تهدئة الأوضاع واستعادة هيبة الدولة والقيام بالخطوات الضرورية لإجراء انتخابات مبكرة في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال او السلاح غير القانوني او للتدخلات الخارجية.

آلاف من طلبة الجامعات في بغداد بمليونية الرفض اليوم يتوجهون الى ساحة التحرير:

وفي ما يلي نص بيان السيستاني:

بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة والأخوات
نقرأ عليكم نص ما وردنا من مكتب سماحة السيد (دام ظلّه) في النجف الأشرف:
لا بد من الإشارة الى أمرين يتعلقان بأحداث هذا الأسبوع:

أولاً: انه على الرغم من النداءات المتكررة التي اطلقتها المرجعية الدينية حول ضرورة نبذ العنف والالتزام بسلمية التظاهرات، وتنقية الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح من الأعمال التي تضر بمصالح الناس وتفقده تضامن المواطنين وتعاطفهم، الا ان ذلك لم يحل دون وقوع حوادث مؤسفة ومؤلمة خلال الأيام الماضية سفكت فيها دماء غالية بغير وجه حق، وكان آخرها ما وقع في مدينة النجف الأشرف مساء الأربعاء الماضي.

وفي الوقت الذي تدين فيه المرجعية الدينية كل الاعتداءات والتجاوزات التي حصلت من أي جهة كانت، وتعزي العوائل التي فقدت احبتها جراء ذلك وتدعو للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل فإنها تؤكد على ما سبق ان اشارت اليه في مناسبة أخرى من انه لا غنى عن القوى الأمنية الرسمية في تفادي الوقوع في مهاوي الفوضى والاخلال بالنظام العام، فهي التي يجب أن تتحمل مسؤولية حفظ الامن والاستقرار، وحماية ساحات الاحتجاج والمتظاهرين السلميين، وكشف المعتدين والمندسين، والمحافظة على مصالح المواطنين من اعتداءات المخربين ، ولا مبرر لتنصلها عن القيام بواجباتها في هذا الاطار، كما لا مسوغ لمنعها من ذلك او التصدي لما هو من صميم مهامها، وعليها أن تتصرف بمهنية تامة وتبتعد عن استخدام العنف في التعامل مع الاحتجاجات السلمية وتمنع التجاوز على المشاركين فيها، وفي الوقت نفسه تمنع الاضرار بالممتلكات العامة او الخاصة بأي ذريعة او عنوان.

ثانياً: إنّ المرجعية الدينية قد حدّدت في خطبة سابقة رؤيتها لتجاوز الازمة السياسية الراهنة، وأوضحت أن الحكومة الجديدة التي تحل محل الحكومة المستقيلة يجب أن تكون جديرة بثقة الشعب وقادرة على تهدئة الأوضاع واستعادة هيبة الدولة والقيام بالخطوات الضرورية لإجراء انتخابات مبكرة في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال او السلاح غير القانوني او للتدخلات الخارجية، وتؤكد المرجعية الدينية مرة أخرى أنها غير معنية بالتدخل أو ابداء الرأي في أي من تفاصيل الخطوات التي تتخذ في هذا المسار.

متظاهرو ساحة التحرير في بغداد بمسيرة حداد مساء امس على ضحايا النجف:

وبالتزامن مع ذلك، فقد خرج آلاف العراقيين اليوم في العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب في مليونيات رفض لممارسات اصحاب القبعات الزرق من عناصر مليشيا سرايا السلام التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ولتكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة مؤكدين استمرارهم في الاحتجاجات التي دخلت شهرها الرابع مطالبين بالتغيير.

بومبيو يدعو الى محاسبة قادة العراق لعدم حمايتهم للمتظاهرين

واليوم اعتبر وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو انه من غير المعقول بقاء قتلة المتظاهرين العراقيين من دون عقاب معتبرا ان العراقيين خرجوا مطالبين بحكومة من دون فساد وتدخل ايراني.

ودان الوزير أعمال العنف التي وقعت في محافظة النجف ومدن عراقية أخرى وسقط خلالها العشرات من القتلى والجرحى من المتظاهرين السلميين. وطالب السلطات العراقية باتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة المجموعات المسلحة في مدينة النجف وغيرها ومن مدن العراق التي تمارس العنف ضد المتظاهرين.

جمعة الرفض في العراق اليوم

وقال بومبيو في بيان "يجب محاسبة الأطراف السياسية التي تحرض على استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين والمسؤولين الحكوميين الذين فشلوا في حماية المتظاهرين... موضحا انه منذ أكتوبر من العام الماضي خرج المتظاهرون المسالمون إلى الشوارع للمطالبة بإصلاح الحكومة وقوبلوا بالتهديدات والعنف الوحشي وهجمات بالنيران الحية.

وشدد على أنه من غير المعقول أن يستمر مرتكبو هذه الأفعال من دون عقاب داعيا الى محاسبة الشخصيات السياسية العراقية التي تحرض على العنف وقادة الحكومة الذين لا يتخذون خطوات لحماية حرية التعبير والتجمع السلمي.

وطالب بومبيو الحكومة العراقية بإتخاذ خطوات فورية لمحاسبة الميليشيات والمسلحين في النجف والمدن الأخرى لهجماتهم على العراقيين الذين يمارسون حقهم في الاحتجاج السلمي.

متظاهرو ساحة الاحرار في كربلاء يستعيدونها بعد ساعات من سيطرة أنصار الصدر عليها مساء أمس

وأكد أنه "ينبغي على الحكومة العراقية أن تعالج على الفور المظالم المشروعة للمتظاهرين من خلال سن إصلاحات ومعالجة الفساد". ووصف الشعب العراقي بالشجاع قائلا "التحية إلى الشعب العراقي الشجاع الذي يسعى إلى حكومة خالية من الفساد والتدخل الإيراني نقدم صداقة ودعم أميركا المتواصلين للشعب العراقي، ونؤكد من جديد التزام الولايات المتحدة الدائم تجاهه وعراق قوي سيد ومزدهر".

وكان أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مليشيا سرايا السلام قد هاجموا مساء الاربعاء الماضي متظاهري النجف حيث وثق ناشطون ارتفاع عدد الضحايا من المتظاهرين بنيران الميليشيا إلى أكثر من 23 قتيلا وأكثر من 197 جريحا 16 منهم حالتهم حرجة في مجزرة اشعلت غضبا شعبيا واسعا وادانات وغضبا دوليا.