الامم المتحدة: دافع الخميس صهر الرئيس الأميركي وعراب خطة السلام الأميركية جاريد كوشنر أمام مجلس الأمن الدولي عن ضرورة التخلي عن "العادات" القديمة لدى التعامل مع "المشكل الأكثر صعوبة في العالم".

وقال كوشنر في حوار مع ست وسائل إعلام، من بينها وكالة فرانس برس، عقب الاجتماع إن "الناس يريدون رؤية أفكار جديدة وأن يلمسوا تقدّماً. نحن نخوض نقاشات بناءة مع الجميع ونريد العمل معاً مع مجلس الأمن ودول أخرى لتحقيق تقدم".

وأضاف "ما نفعله هو ببساطة محاربة العادات. لقد اعتاد الناس منذ زمن طويل على قول الأشياء نفسها، ونشر البيانات ذاتها".

لأكثر من عامين، عمل جاريد كوشنر على إعداد خطة السلام الأميركية مع خرائط ورسومات بيانية تظهر أن مسار توسع المستوطنات الإسرائيلية وتطلعات الفلسطينيين ستقود إلى وضع يستحيل معه إقامة دولة فلسطينية.

واعتبرت عدة دول، بينها المملكة المتحدة وبلجيكا، أن الاجتماع كان "مثيرا جدا للاهتمام".

ووفق أحد الدبلوماسيين، حصل بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي الحاضرين في الاجتماع على نسخ من خطة السلام، سلمت لهم في شكل كتاب يحمل توقيع جاريد كوشنر.

تصدعات

اعتبر مستشار الرئيس الاميركي أن نشر خطة السلام أحدث "عددا كبيرا من التصدعات" في المقاربات التي تعتمدها دول عدة، مشيراً بشكل خاص إلى الاتحاد الأوروبي الذي "عجز عن اصدار بيان توافقي" حول الخطة.

وقال كوشنر أيضا إن دولا أعضاء في جامعة الدول العربية أصدرت "مواقف محايدة" أو "داعمة" ولم يصدر سوى "القليل من التصريحات السلبية".

وأضاف "بمقدورنا اقناع مزيد من الأطراف بأن هذا هو الطريق الذي يجب اتباعه. تعب الناس من هذا النزاع ويعرفون أن ايجاد حلّ سيخدم مصلحتهم الوطنية".

ويحافظ المشروع الأميركي على فكرة "حل الدولتين" ويقترح إنشاء عاصمة فلسطينية في بلدة أبو ديس في ضواحي القدس، في حين يريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم.

ويشمل المشروع أيضا ضمّ إسرائيل المستوطنات الاسرائيلية وغور الأردن وأجزاء أخرى من الضفة الغربية المحتلة، على أساس حدود مختلفة عن حدود عام 1967.

واجابة على سؤال حول امكانية أن تكون اسرائيل مرنة في ما يخص مسألة القدس الشرقية، قال كوشنر "إنهها مسألة يجب أن يقررها الطرفان.هذا ما وصلنا إلى إقناع اسرائيل بقبوله كنقطة لبدء مفاوضات على أساسه. والطريقة الوحيدة لمعرفة درجة مرونة اسرائيل هي أن يجلس الفلسطينيون حول الطاولة وأن يحاولوا التفاوض".

وقدّر كوشنر أن الخطة الأميركية "قد تكون آخر فرصة" للفلسطينيين لإنشاء دولة، مشيرا إلى قبول إسرائيل بهذا النهج.

وأضاف "لهذا من المهم المضي قدما في اتفاق يعترف" بدولة فلسطينية "مقابل تجميد" توسيع المستوطنات.

واعتبر كوشنر أنه "من الصعب جدا انشاء دولة متصلة يمكن القيادة فيها من الطرف إلى الطرف الآخر". وقال إنه سيتم تشكيل لجنة أميركية إسرائيلية لرسم خريطة أكثر تفصيلا تكون فيها الدولة الفلسطينية متصلة قدر الإمكان و"دون نقاط تفتيش في وسطها". لكنه قال إن تحقيق مثل هذا الأمر سيكون صعباً.

"مبادئ كبرى"

وقال إن هناك "مسؤوليةً" تقع على عاتق الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أعمال العنف الأخيرة في إسرائيل، وأشار كوشنر إلى أن الباب يبقى رغم ذلك مفتوحا أمامه.

وأضاف "إن أراد الفلسطينيون التفاوض" حول الخطة "يمكنهم الجلوس إلى الطاولة والتفاوض (...) وفي حال جلسوا إلى الطاولة ربما تظهر الحكومة الإسرائيلية مرونة".

واضاف كوشنر ان عباس "رفض الخطة قبل أن يراها. أعتقد أنه فوجئ لرؤية كم أنّ الخطة جيدة للشعب الفلسطيني. لكنه اتخذ موقفاً قبل نشرها، ولا أعرف لماذا فعل ذلك".

وعند سؤاله عن التصويت الذي سيجري الثلاثاء في الأمم المتحدة على مشروع قرار مدعوم فلسطينيا يدين الخطة الأميركية، قال كوشنر إنه يتوقع سماع "نفس الحجج المكررة".

وأضاف "من الأفضل تناول النقاط (في الخطة الأميركية) واحدة تلو أخرى والإشارة إلى ما يوافقون عليه وما يرفضونه".

وأضاف "إن كنت تريد دولة، يجب أن تظهر أنك جاهز لدولة فاعلة. الناس المستعدون لإدارة دولة لا يعلنون أيام غضب ويدفعون شعبهم نحو العنف حين لا يحصلون على ما يريدون".

واعتبر كوشنر أن محمود عباس لا يريد تحقيق السلام، "عندما التقينا -وقد التقيته شخصيا أربع مرات، لم يتكون لدي انطباع بأنه يريد الخوض في التفاصيل، سواء لأنه لا يهتم بالتفاصيل، أو لأنه لا يعلم ما يريد".

وأضاف "انه يتمسك بالمبادئ الكبرى، لكن المشاكل لا تحل بالمبادئ الكبرى".