نصر المجالي: كشف تقرير صحفي نشر في لندن، النقاب عن أن المرأة الأميركية التي اتهمت بقتل شاب بريطاني في حادث سير خارج قاعدة جوية في أغسطس 2019، كانت عميلة بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه).

وقالت صحيفة (ميل أون صنداي) في تقريرها، اليوم الأحد، إن الأميركية آن ساكولاس وهي أم لثلاثة أطفال وكانت هربت من بريطانيا بعد اصطدامها بدراجة نارية يقودها الشاب هاري دون (19 عاما) خارج قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني (كروتون) في نورثهامبتونشاير، اعتذرت عن الحادث لكنها ترفض العودة إلى بريطانيا لمواجهة القضاء.

ولمحت الصحيفة إلى أن الوزراء والمسؤولين البريطانيين كانوا يدركون بأن السيدة ساكولاس تقوم بمهمة عملية لـ(سي آي أيه) إلى جانب زوجها ضابط الاستخبارات جوناثان، لكن لم يتم إعلانها عميلة عندما أتت إلى المملكة المتحدة.

وقالت: يبدو أن وظيفة ساكولاس في المجمع الاستخباري الأميركي في القاعدة الجوية البريطانية أعلى من وظيفة زوجها.

وتضيف (ميل أون صنداي) بأن مصادر متعددة في كل من واشنطن ولندن أكدت خلفية السيدة ساكولاس في وكالة الاستخبارات المركزية، لكن الحكومة الأميركية تصر على أنها لم تكن تتجسس على بريطانيا.

ونقلت الصحيفة عن والدة الشاب القتيل شارلوت تشارلز قولها إنه بعد الكشف عن حقيقة مهمة ساكولاس "بدأت الأمور الآن تسقط في مكانها" في ما يتعلق بالسبب الذي منع الحكومة الأميركية من تسليمها إلى العدالة في بريطانيا.

ازمة

يشار إلى أن حادثة السير كادت تسبب أزمة دبلوماسية بين بريطانيا والولايات المتحدة، حيث رفضت واشنطن مطالب من أعلى المستويات البريطانية بتسليم السيدة ساكولاس التي كانت فرت من بريطانيا عائدة إلى بلادها تحت غطاء كبير من السرية.

وكان متحدث باسم 10 داونينغ ستريت قال إن رئيس الوزراء بوريس جونسون ضغط على الرئيس الأميركي عبر الهاتف لإرسال آن ساكولاس، لمواجهة العدالة في المحاكم البريطانية بعد رفض طلب التسليم.

وكانت الولايات المتحدة قالت في وقت سابق إنها لن تمتثل لطلب التسليم، الأمر الذى وصفه دومينيك راب، وزير الخارجية البريطاني الرفض بأنه "إنكار للعدالة".

وحينها، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن طلب التسليم، الذي وصفته واشنطن بأنه "غير لائق تماما"، رُفض لأنه يهدد مكانة الحصانة الدبلوماسية برمتها ويشكل سابقة مقلقة.

الشاب البريطاني القتيل هاري دون

وقال وزير الخارجية البريطاني إنه تحدث إلى السفير الأميركي "للتعبير عن خيبة أمل الحكومة بشأن هذا القرار"، مضيفًا: "كانت المملكة المتحدة لتتصرف بشكل مختلف إذا كان هذا دبلوماسيًا بريطانيًا يعمل في الولايات المتحدة".

الحصانة الدبلوماسية

يشار إلى أن الحصانة الدبلوماسية هي الحماية الممنوحة بموجب القانون الدولي والقانون البريطاني للدبلوماسيين الأجانب وأسرهم.

وكان تم إضفاء الطابع الرسمي عليها من خلال اتفاقية فيينا لعام 1961 بشأن العلاقات الدبلوماسية (VCDR). كما كان تم دمجها في القانون المحلي البريطاني بموجب قانون الامتيازات الدبلوماسية لعام 1964.

وتحمي الاتفاقيات العالمية المتبادلة أيضًا الدبلوماسيين البريطانيين العاملين في الخارج. وبالإضافة إلى تغطية الدبلوماسيين وعائلاتهم في أي مكان في المملكة المتحدة، فإن نفس الاتفاقية والتشريعات تمنع مسؤولي المملكة المتحدة من دخول المقار الدبلوماسية.

ومكّنت هذه الحصانة جوليان أسانج من البقاء في السفارة الإكوادورية في لندن لمدة سبع سنوات. ولم تكن إقامته في السفارة هي الأطول فقد سبقه رئيس الأساقفة الهنغاري الذي أمضى 15 عامًا في ملجأ داخل السفارة الأميركية في بودابست.