جنيف: حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدحانوم غيبريسوس الأحد من أنّ وتيرة تفشّي فيروس كورونا المستجدّ خارج الصين قد تتسارع بسبب انتقال العدوى بواسطة أشخاص لم يسافروا قط إلى هذا البلد.

تأتي هذه التصريحات بينما توجه أعضاء في المنظمة التابعة للأمم المتحدة على رأس "بعثة خبراء دولية" إلى الصين للمساعدة على تنسيق مكافحة انتشار المرض الذي أصاب أربعين شخصًا حتى الآن، وتسبب بوفاة 908 أشخاص في هذا البلد.

قال المسؤول الأممي في تغريدة على تويتر "هناك حالات مثيرة للقلق لانتشار +أن كو في 2019+ بواسطة أشخاص لم يسبق لهم أن سافروا" إلى الصين، مستخدمًا الاسم العلمي الموقت للفيروس.

أضاف أنّ "اكتشاف عدد صغير من الحالات قد يشير إلى انتقال للعدوى على نطاق أوسع في بلدان أخرى. باختصار، ما نراه قد لا يكون سوى رأس الجبل الجليدي".

على الرّغم من أنّ وتيرة انتشار الوباء خارج الصين تبدو بطيئة إلى حدّ ما، إلا أنّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية حذّر من أنّ هذه الوتيرة يمكن أن تتسارع.

قال إنّ "هدفنا لا يزال احتواء (الفيروس)، لكن يجب على جميع البلدان استخدام الفرصة التي أوجدتها استراتيجية الاحتواء للاستعداد لاحتمال وصول الفيروس".

وأعلنت بكين الإثنين أنّ فيروس كورونا المستجدّ حصد حتى اليوم أرواح 908 أشخاص في الصين القارية، بينما تخطّى عدد المصابين بالوباء 40 ألف شخص.

خارج الصين القارية سجّلت حتى اليوم حالتا وفاة فقط بالفيروس، إحداهما في هونغ كونغ، والأخرى في الفلبين، في حين زاد عدد المصابين عن 350 شخصًا يتوزّعون على حوالى 30 دولة وإقليمًا.

وقال غيبريسوس إن بعثة الخبراء التي توجهت إلى الصين يقودها بروس آيلوارد الخبير الذي عمل في حالات طوارئ صحية أخرى في الماضي. وأوضح أن آيلوارد عمل في إطار جهود منظمة الصحة العالمية لمكافحة وباء إيبولا في غرب أفريقيا بين 2014 و2016.

وكانت منظمة الصحة العالمية تحدثت عن "بعض الاستقرار" في عدد الإصابات الجديدة بالفيروس في الصين، لكنها أكدت أنه من المبكر جدا القول أن كورونا بلغ الذروة.

تكافح الصين للسيطرة على وباء كورونا المستجدّ، وقد اتّخذت لهذه الغاية إجراءات مشدّدة، شملت إغلاق مدن بكاملها، ومنع سكانها من مغادرة منازلهم إلا للضرورة.

ويعتقد أنّ الفيروس ظهر أولًا في أواخر ديسمبر 2019 في مدينة ووهان في وسط الصين في سوق لبيع الحيوانات البرية، وانتشر بسرعة مع حركة انتقال كثيفة للمواطنين لتمضية عطلة رأس السنة القمرية في يناير.

دفع الوباء منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عالمية والعديد من الحكومات إلى فرض قيود على السفر وشركات الطيران إلى تعليق الرحلات الجوية من وإلى الصين.