نصر المجالي: تساءل خبير دبلوماسي عربي عن سرّ توقيت تصريحات عرّاب السياسة القطرية السابق و"اللاحق" من وراء ستار حمد بن جاسم بن جبر عن أنه سيتم توقيع اتفاقية عدم اعتداء بين دول عربية وإسرائيل، كخطوة تالية للإعلان الأميركي عن خطة السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وقال بن جبر، الذي كان رئيسا للوزراء وقبلها وزيرا للخارجية في عهد أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني في سلسلة تغريدات مساء أمس الأحد، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنه سبق له أن نشر بتاريخ 14 ديسمبر من العام الماضي تغريده تحدث فيها عن "صفقة القرن"، وتوقع أنها ستعلن بداية هذا العام، وبالفعل أعلن عنها الرئيس الأميركي في نهاية يناير الماضي، مؤكداً أنه "الآن سيتبعها اتفاقية عدم اعتداء بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والأردن وربما المغرب".

وتأتي تغريدات ابن جبر، بعد يومين من رفض الجامعة العربية لـ(صفقة القرن)، ولم يصدر حتى اللحظة أي نفي أو تأكيد لما ورد في التغريدات من أية عاصمة تناولها لجهة توقيع اتفاقية عدم اعتداء.

واللافت أن موقع شبكة (سي إن إن) الأميركية وكالة (سبوتنيك) الروسية سارعا لنشر التغريدات من دون إعطاء أي تعليق لا من هيئة التحرير ولا من أي مصدر من الكرملين.

الرفض العربي

وتابع عرّاب الدبلوماسية القطرية في التغريدات: "اليوم، وقد أعلنت صفقة القرن، كما يسميها من أعدوها، فلا بد أولا أن أكرر، كما قلت دائما، إنني لست ضد السلام العادل، ومن ثم لست ضد توقيع عدم اعتداء بعد الوصول إلى نتائج واضحة في عملية السلام".

واستطرد: "غير أنني تابعت ما واجهته الصفقة في الجامعة العربية من رفض، رغم أن هناك دولا عربية وعدت الجانب الأميركي بأنها ستتخذ موقفا إيجابيا من الصفقة، لكنها لم تفعل، وبررت ذلك بالقول إنها لم تستطع بسبب الإعلام".

وأشار بن جبر إلى أن "هذه الدول تريد بتلك الوعود التقرب من أميركا، مع أنها تعلم أن الصفقة ستعطل من قبل الأغلبية في الجامعة العربية، وهي بذلك تستفيد حين تظهر كما تريد أميركا، وتتنصل كما تتوهم، من أعباء معارضة الصفقة أو رفضها، وتحملها للدول الأخرى الرافضة. غير أن هذه سياسة قصيرة الأمد ومكشوفة للجانب الأميركي".

زخم انتخابي

وأكد رئيس وزراء قطر الأسبق، أن "أميركا وإسرائيل بحاجة لما سيترتب على إعلان الصفقة من زخم انتخابي مفيد لترمب ونتانياهو، قد يضيف لكليهما انتصارا خارجيا من شأنه تعزيز فرص الفوز في الانتخابات المنتظرة"، موضحا أن "الجانب العربي يتبع سياسة قائمة على التكتيك قصير المدى، بينما يضع الجانب الإسرائيلي سياساته على أسس استراتيجية طويلة المدى".

وتساءل حول إمكانية تبني الدول العربية، أيضا، سياسة وتكتيكا فعليا مدروسا تستفيد منه باستغلال حاجة إسرائيل وأميركا لما تريدان أن تحققه الصفقة، "بدل أن نكون مجرد أدوات يستخدمها غيرنا لتحقيق مآربهم".

يذكر في الختام، أن دولة قطر ظلت على الدوام تتميز بعلاقات معلنة ولكنها غير دبلوماسية مع إسرائيل، وفي المقابل، فإنها تشكل الحضن الرئيسي لحركة حماس وقيادات الإخوان المسلمين، فضلا عن تحالفها "الاستراتيجي" مع تركيا أردوغان، وعلاقاتها الدائمة مع إيران، وهي فوق ذلك المقر الرئيس لأكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط وهي قاعدة (العديد).