بعض النواب قالوا كلمتهم، وأعلنوا عدم إعطاء الثقة للحكومة الجديدة، التي يتوقع أن تنال ثقة هزيلة، وألا تنال بالتالي ثقة الناس والمتظاهرين المطالبين برحيلها.

إيلاف من بيروت: يعتبر البعض أن الثورة في لبنان قالت كلمتها، وأن الثوار عازمون تطويق ‏المجلس النيابي ومنعه من تأمين التغطية البرلمانية لحكومة المحاصصة واستنساخ الذهنية العقيمة نفسها التي أودت ‏بالبلد إلى الخراب ونحرت اقتصاده من الوريد إلى الوريد.

إذا ما قُدّر للجلسة أن تنعقد خلف جدران السلطة وتحت حماية ‏عسكرية وأمنية تقي النواب غضب الناس، فإنّ الثقة التي ستنالها حكومة حسان دياب ستكون في أحسن أحوالها ثقة ‏هزيلة هزلية يُضرب بها المثل للدلالة عليها بوصفها من نماذج أدوات السلطة المتسلّطة على الشعب والمتحكمة ‏بمفاصل الدولة على أنقاض الجمهورية المتداعية‎.‎

لا ثقة
يؤكد الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب أسامة سعد، في حديثه لـ"إيلاف"، أنه لن يمنح الثقة "لحكومة تواصل النهج الذي قاد البلاد إلى الانهيار". يضيف: "منذ الطائف حتى هذه الحكومة دوامة من النزاعات والتفاهمات والمحاصصات بين أطراف تداولت السلطة على مدى سنوات، أطراف تقاسمت النفوذ ومغانم السلطة، نفت السياسة وزعم بعضها المعارضة، أطراف السلطة عند كل نزاع في ما بينها تعود وتتفاهم لتعيد إنتاج سلطتها، ولتبدأ عملية المحاصصة من جديد، وآخر التفاهمات بين بعض هذه الأطراف هذه الحكومة بعد انهيار التفاهم الرئاسي، الذي كان منذ ثلاث سنوات، وقضت عليه الانتفاضة".

يتابع: "أرقام صادمة خمسة ملايين لبناني، 10.452 كلم مربع، مائة مليار دين، 220 مليار صرفت في البلد، والنتيجة صادمة أيضًا، لا رعاية صحية شاملة، لا مدرسة رسمية وجامعة وطنية عصرية، لا فرص عمل، لا ضمان شيخوخة، ولا زراعة حديثة، ولا صناعة متطورة ولا سياسة إسكانية ولا نشاط سياحيًا، ولا شبكة مواصلات كافية، ولا إدارة حديثة، ولا كهرباء ولا ماء ولا بيئة سليمة وغيرها".

المشنوق
بدوره، يؤكد النائب نهاد المشنوق، لـ"إيلاف" أنه لن يمنح الحكومة الثقة. ويضيف: "من خارج مجلس النواب، لا يسعني إلا أن أسمع أصوات الثوار يهتفون: "لا ثقة". أسمع أيضًا رسالة المطران بولس عبد الساتر، وقبله "سيدنا" المطران إلياس عودة يعلنان أن الزمن تغيّر، وأنه حتى المؤسسات الروحية، باتت في قلب الثورة".

يتابع: "وحدها "السلطة"، والممسكون بها، لا يسمعون ولا ينتبهون. حتى الموت ما عاد يحرك الحاكمين بأمرنا، نحن أمام سلطة لا تسمع ما يقوله اللبنانيون منذ أربعة أشهر، لا تسمع ما قاله المطرانان، باسم الوطنية اللبنانية الصادقة، لا تسمع الدقات التي تعلن أن ساعة النهاية حلت، لكل الأداء السياسي السابق، لا تسمع أن لبنان الشعب والدولة، لبنان المصالح والمستقبل، محاصر بسبب خيارات سياسية وأمنية تضع بلادنا في معاداة كاملة مع العالم كله، العربي والغربي".

ويؤكد رئيس حزب "الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي، في حديثه لـ"إيلاف" أن "الحكومة الجديدة تتضمن وجوهًا جديدة متخصصة"، ويلفت إلى أن "البلد يمر في مرحلة صعبة على الصعد كافة، وبالتالي فإنه كان يتوجب على الحكومة أن تضع بيانًا وزاريًا استثنائيًا يحقق تطلعات اللبنانيين ويعيد ثقة الخارج بنا في آن معًا".

ويعتبر أن "البيان الذي أقرّته الحكومة بالأمس ليس إلا نسخة مطابقة لبيانات الحكومات المتعاقبة منذ ثلاثين عامًا والتي شكلت منظومة الفساد التي قامت بسببها ثورة 17 أكتوبر"، مؤكدًا أنه لن يعطي الثقة "لهذه الحكومة".

فرصة
أما وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، فقد طالب بـ"إعطاء الحكومة الجديدة فرصة، لتقدم برنامجها".

وقال: "نشعر بمعاناة الشعب اللبناني وبمطالبه، ونطالب بإعطائنا فرصة للعمل، ونحن مستعدون دائمًا، للحوار مع الأطراف اللبنانية كافة، للتقدم نحو الخلاص من هذا المأزق البنيوي والهيكلي"، مضيفًا: "إننا ندرك الرفض والغضب في المجتمع اللبناني، ولكنهما لا يقدمان أي جواب".