وصل المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، إلى العاصمة التركية أنقرة للتباحث مع المسؤولين الأتراك بشأن آخر التطورات في إدلب.

وقال المبعوث الأميركي لدى وصوله، مساء الثلاثاء، في تصريحات للصحافيين متحدثاً باللغة التركية إن "جنود تركيا، حليفة بلاده في الناتو، يواجهون تهديدا كبيرا في إدلب".

وأضاف أن روسيا ونظام الأسد هما مصدر هذا التهديد.

الموقف الأميركي

ويشكك مراقبون في جدية الموقف الأميركي في الوقوف عمليا بجانب أنقرة رغم التصريحات الحادة تجاه روسيا والنظام.

ويعتبرون أن ما يجري في ادلب اليوم هو اختبار حقيقي للتحالفات والعلاقات بين الدول والأطراف جميعها. ولا يتوقعون في هذا المسار تدخلا من الناتو أو تفعيل المادة الخامسة.

ويؤكدون وجود بعض العقبات أمام تفعيل هذا البند، منها أن الهجوم على القوات التركية تم خارج حدود تركيا. وأن وجود القوات التركية في سوريا تم من دون الاتفاق مع الناتو ومن دون قرار من الحلف، و إنما باتفاق روسي تركي. و بالتالي بالنسبة للناتو لا توجد شرعية لهذا التواجد.

ويرجح المراقبون صعوبة الاتفاق عبر القرار السياسي من دول الناتو بالتدخل عسكريا في سوريا وبالتالي تركيا في سوريا لوحدها، إلا إذا حصل هجوم داخل الأراضي التركية، وقتها يتوجب على الناتو التدخل.

دعوة

من جانبه دعا المجلس السوري الأميركي في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، إلى التعاون الأميركي التركي لحماية المدنيين في محافظة إدلب السورية، في حين يفر المدنيون السوريون باتجاه الحدود التركية مع تقدم القوات السورية المدعومة من روسيا نحو إدلب، وتصاعد العنف بين القوات السورية والتركية.

واندلعت التوترات المتصاعدة بين تركيا ونظام الأسد في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا وأدت إلى عنف متصاعد بمقتل أكثر من عشرة جنود أتراك في هجمات شنتها القوات الموالية للنظام.

وفرّّ حوالى 700000 مدني سوري نحو الحدود التركية منذ ديسمبر، حيث كثف نظام الأسد، المدعوم من روسيا، هجماته على المناطق المدنية.

وأكد المجلس السوري الأميركي على دعوته الولايات المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها تجاه حلفائها في الناتو والعمل مع تركيا لحماية المدنيين في إدلب.

وقال زكي لبابيدي رئيس المجلس "إن التصعيد الأخير للعنف بين تركيا ونظام الأسد سيكون له تأثيره الأكبر على الفئات الأكثر ضعفًا في إدلب - مئات الآلاف من المدنيين الذين يفرون من منازلهم، وأغلبيتهم العظمى من النساء والأطفال".

وأضاف "في حين شعرنا بالارتياح لبيان وزير الخارجية بومبيو في وقت سابق من هذا الشهر، يتعين على الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات ملموسة ومواصلة الوقوف إلى جانب تركيا كحليف لها في الناتو ضد الانتهاك الوحشي لوقف إطلاق النار من جانب روسيا والأسد."

وأشار البيان الى أنه نظرًا لأن نظام الأسد المدعوم من روسيا حقق تقدماً في إدلب، آخر معقل للمعارضة، ازدادت وحشيته منذ بداية العام، استمر النظام في تدمير القرى واحدة تلو الأخرى، الى درجة تدنيس قبور المقاتلين المعارضين، حتى أنه يصور جماجم جنود الثورة كجوائز.

وقد أدى انتهاك وقف إطلاق النار في إدلب إلى مقتل المدنيين في إدلب. تقطعت السبل بالمدنيين الذين فروا من تقدم النظام على طول الحدود مع تركيا، دون مأوى ملائم بسبب ظروف الشتاء القاسية.

حماية المدنيين

ودعا المجلس السوري الأميركي الإدارة الأميركية إلى العمل مع تركيا لحماية المدنيين في إدلب من القوات السورية والإيرانية والروسية واستعادة وصول المساعدات الإنسانية ووقف دائم لإطلاق النار، تماشيا مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.

هذا وقدم جيفري تعازيه لتركيا جراء وفاة 5 جنود أتراك في إدلب، الإثنين، مشددا على أنه يهدف خلال زيارته للتباحث بشأن آخر التطورات هناك، وتقديم أقصى أنواع الدعم لتركيا.

وفي وقت سابق، أعلنت السفارة الأميركية في أنقرة، عبر حسابها على تويتر، أن المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري، سيبحث خلال زيارته، مع مسؤولين أتراك رفيعي المستوى، الهجوم العسكري للنظام السوري بدعم روسي على إدلب، وسبل التعاون من أجل إيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا.

وأشارت السفارة إلى الأنشطة "المخلة بالاستقرار" لروسيا وإيران وحزب الله اللبناني ونظام الأسد. مضيفة: "هذه الأفعال تعيق إعلان وقف إطلاق نار في عموم سوريا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وعودة مئات الآلاف من الذين هجروا من مناطقهم في شمال سوريا إلى منازلهم بشكل آمن.

وقالت: "ندعو إلى إعلان وقف إطلاق نار بشكل فوري، وضمان وصول كامل للمنظمات الإغاثية للمناطق المتضررة من الاشتباكات بهدف تخفيف آلام مئات آلاف الهاربين من القصف المتواصل".