باريس: تبلغ الكلفة العالمية لتلوث الهواء الناجم من الوقود الأحفوري ثمانية مليارات دولار في اليوم، أو ما يقرب من 3.3 % من الناتج الاقتصادي العالمي، وفق ما قالت مجموعة أبحاث بيئية الأربعاء.

هذا التقرير الصادر من مركز أبحاث الطاقة والهواء النقي ومنظمة "غرينبيس" جنوب شرق آسيا، هو الأول الذي يقوّم الكلفة العالمية لتلوث الهواء، وتحديدًا الناتجة من حرق النفط والغاز والفحم.

جاء في التقرير "وجدنا أن البر الرئيس للصين والولايات المتحدة والهند هي الأكثر تكبدًا للخسائر جراء تلوث الهواء بالوقود الأحفوري، بما يقدر بحوالى 900 مليار دولار و600 مليار دولار و150 مليار دولار سنويًا على التوالي".

وجد الباحثون أن الجسيمات الدقيقة الناتجة من استخدام الوقود الأحفوري تسبب 4.5 ملايين حالة وفاة مبكرة كل عام في أنحاء العالم، بما في ذلك 1.8 مليون في الصين ومليون في الهند.

تتماشى هذه الأرقام الجديدة مع تقديرات منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى 4.2 مليون حالة وفاة سنويًا مرتبطة بتلوث الهواء، ومعظمها بسبب أمراض القلب والسكتات الدماغية وسرطان الرئة والتهابات الجهاز التنفسي الحادة عند الأطفال. وأظهر البحث أن العيش في مدينة نيودلهي مشابه لتدخين 10 سجائر في اليوم.

وقال مينوو سون، وهو من الناشطين في حملة الهواء النظيف في "غرينبيس" شرق آسيا "تلوث الهواء الناجم من الوقود الأحفوري يشكل تهديدًا لصحتنا واقتصاداتنا، إذ يقتل ملايين الأرواح ويكلفنا تريليونات الدولارات".

قدر البحث بأن الكلفة العالمية للوقود الأحفوري في العام 2018 كانت 2.9 تريليون دولار. وأضاف سون "لكن طريقة حل هذه المشكلة هي الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة والتخلص التدريجي من سيارات الديزل والبنزين وإنشاء شبكات لوسائل النقل العام".

آثار صحية
في كل عام، يخسر الاقتصاد العالمي 350 مليار دولار جراء ثاني أكسيد النيتروجين، وهو ناتج ثانوي من احتراق الوقود الأحفوري في السيارات ومحطات الطاقة، و380 مليار دولار أخرى من الأضرار اللاحقة بطبقة الأوزون، وفقًا لتقديرات المنظمتين.

تبقى أكثر الملوثات كلفة هي الجسيمات الدقيقة التي تمثل أكثر من تريليوني دولار سنويًا كخسائر تقاس بالآثار الصحية، إضافة إلى أيام العمل الضائعة وصولًا إلى عدد الوفيات المبكرة.

تتغلغل الجسيمات الدقيقة في الرئتين، وتدخل مجرى الدم مسببة مشكلات في الجهاز التنفسي القلبي الوعائي. وفي العام 2013، صنفتها منظمة الصحة العالمية كعامل مسبب للسرطان.

تشمل التقديرات المتوسطة المدى لعدد الوفيات المبكرة الناجمة من تلوث الوقود الأحفوري 398 ألف حالة في الاتحاد الأوروبي و230 ألف حالة في الولايات المتحدة، و96 ألف حالة في بنغلادش، و44 ألف حالة في أندونيسيا.

من بين الدول التي تحصل على أكبر ضربة اقتصادية سنويًا الصين (900 مليار دولار) والولايات المتحدة (610 مليارات دولار) والهند (150 مليار دولار) وألمانيا (140 مليار دولار) واليابان (130 مليار دولار) وروسيا (68 مليار دولار) وبريطانيا (66 مليار دولار).

على الصعيد العالمي، يتسبب تلوث الهواء في 29 % من مجمل الوفيات وحالات سرطان الرئة و17 %من مشكلات الجهاز التنفسي وربع حالات الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.