مازال أصداء اللقاء السري الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، تتوالى، وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية النقاب عن الاتصالات السرية التي أجراها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" مع البرهان عبر وسيط بريطاني من أجل الترتيب للقاء.

إيلاف من القاهرة: كشفت تسريبات تفاصيل جديدة حول اللقاء السري الذي جرى بين رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس المجلس السيادي السوداني، عبد الفتاح البرهان. وتبيّن أن أربع شخصيات أسهمت في عقد اللقاء، وهي: رئيس جهاز الموساد ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، ومحام إسرائيلي يحمل الجنسية البريطانية، ومستشارة الرئيس الأوغندي.

قالت القناة الـ"13" الإسرائيلية، إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ووزارة الخارجية وجهاز الأمن القومي في مكتب رئيس الوزراء، أجروا اتصالات سرية مع السودان قبل سنوات عدة أثناء عهد الرئيس السوداني السابق عمر البشير، مشيرة إلى أن قمة هذه الاتصالات السرية بدأت قبل شهر ونصف شهر تقريبًا، عبر قناة ليست مباشرة، ولكن عبر محامٍ إسرائيلي بريطاني.

أوضحت القناة العبرية في تقرير لها نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أن المحامي الإسرائيلي، ويدعى نيك كاوفمان، اقترح على "ماعوز"، وهو مستشار الأمن القومي، مائير بن شبات، والمسؤول عن علاقات نتانياهو الخارجية مع الدول العربية، ترتيب لقاء مع مسؤولين سودانيين، واعتبر الأخير أنها فكرة مبدعة.

أضاف التقرير أن كاوفمان مواطن إسرائيلي يحمل الجنسية البريطانية، ويعمل كمحام في محكمة العدل الدولية بلاهاي، ويرتبط بعلاقات جيدة مع مسؤولين سودانيين، بمن فيهم النظام السابق للرئيس عمر البشير، وكذلك النظام الحالي في الخرطوم.

ولفتت إلى أن كاوفمان قدم المشورة إلى نظام البشير حول المحكمة الدولية في لاهاي، وأنه حكي أو قَّص لـ"ماعوز" إمكانية عقد لقاء مع عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، واقترح عليه أن ينقل للبرهان رسالة من إسرائيل.

وأشار التقرير العبري إلى أن جميع الاتصالات تمت من خلال جهاز الموساد عبر الوسيط الإسرائيلي البريطاني، وتم عرض الموضوع على مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي رحّب بالفكرة، وسلم كاوفمان خطابًا شخصيًا من نتانياهو، من أجل توصيله إلى البرهان، وهو الخطاب الذي يقترح فيه عقد لقاء ثنائي والتمهيد لإقامة علاقات تطبيعية بين إسرائيل والسودان.

حسب التقرير الإسرائيلي، فإنه في مطلع يناير الجاري، وصل كاوفمان سرًا إلى الخرطوم، وهناك التقى الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، وسلمه شخصيًا رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وتلقى كاوفمان منه خطابًا يعلن فيه استعداده لعقد اللقاء.

وكشف التقرير أن هناك شخصية أوغندية أخرى ساهمت في عقد لقاء البرهان بنتانياهو، وهي المستشارة السياسية للرئيس الأوغندي، يوويري موسوفيني، وتسمى نغانا غادهالدم، مشيرًا إلى أن غادهالدم كانت تعمل في المحكمة الدولية في لاهاي، ولديها علاقات وطيدة مع النظام في السودان، وهي مَن تبنت التوسط وعقد لقاء البرهان ونتانياهو في بلدها، أوغندا.

قال التقرير إن المحامي الإسرائيلي عاد إلى بلاده من العاصمة السودانية الخرطوم، حاملًا خطابا من البرهان، وسلم الخطاب إلى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، وبدأ الترتيب للقاء بالتنسيق مع رئيس جهاز الموساد، يوسي كاهان، والمستشارة الأوغندية لعقد اللقاء التاريخي.

بالفعل تم عقد اللقاء بين نتنياهو والبرهان سرًا في مقر الرئيس الأوغندي، يوويري موسيفيني، في مدينة عنتيبي، واتفق الرجلان على تطبيع العلاقات تدريجيًا.

وكشف نتانياهو عن اللقاء سريعا، بينما أعلن البرهان أن الاتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ووزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بدأت منذ 3 أشهر لمناقشة ما يمكن أن يستفيد منه السودان، لافتًا إلى تشكيل لجنة من مجلسي السيادة والوزراء لدرس مزايا وعيوب العلاقة مع إسرائيل.

أثار اللقاء الكثير من الجدل على المستوى الداخلي السوداني وإقليميًا وعربيًا، ما بين مرحب ورافض ساخط. وانحاز الجيش السوداني، إلى اللقاء مؤيدًا له. وقال في بيان له، إنه "أمن على نتائج زيارة القائد العام، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى أوغندا، والتي التقى خلالها رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو".

وقال بيان للناطق الرسمي باسم القوات المسلحة: "عقد اجتماع في القيادة العامة وأمن على نتائج زيارة القائد العام لأوغندا ومخرجاته، بما يحقق المصلحة العليا للأمن الوطني والسودان".