أسامة مهدي: فيما انطلقت في بغداد و6 محافظات وسطى وجنوبية مليونيات نسائية دعما لمطالب التغيير، فقد خرج عليهن الصدر جاعلا من نفسه وكيلا على الناس موجها اتهامات قاسية لشباب الاحتجاجات بوصفهم دواعش التمدن والتحرر متوعدا بالتصدي لهم في حين تم الاعلان عن تسلّم قيادات الشرطة الملف الأمني في ست محافظات.

وشهدت العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب مسيرات نسوية الخميس تعتبر الاكبر والاولى من نوعها التي يشهدها العراق في ظاهرة تسجل للمرأة العراقية غضبها من الطبقة السياسية الحاكمة ومطالبتها بالتغيير الشامل لاوضاع البلاد.

نساء بغداد يتوجهن الى ساحة التحرير مركز الاحتجاجات وسط العاصمة:

ورفعت العراقيات اللواتي كانت غالبيتهن بالحجاب الاعلام العراقية والشعارات التي تؤكد استمرار الاحتجاجات حتى تحقيق المطالب. ومن بين هذه الشعارات واللافتات "الساحة تشتاق لكي والعراق يحتاج لكي" و "أنا صنعت ثورة وانت ماذا فعلت" و "هذي بناتك ياوطن ضحن بدمهن ورفعن الراية" و "للشهيد .. قوتك تلهم قوة الثورة".. و"لن نترك ساحة التحرير لمن لايفقه معنى الحرية" كما رفعن صور ضحايا الاحتجاجات من الفتيات.

فتاة عراقية ترفع علامة النصر في ساحة التحرير وسط بغداد

وقالت إحدى المشاركات في المسيرات "ننتفض ضد من يحاول عزلنا عن شقيقنا الثائر في التنديد بأساليب المتخلفين الذين يحاولون تكبيل المرأة العراقية وخنق صوتها المدوي ضد الظلم والفساد"

متظاهرات بغداد لدى وصولهن الى ساحة التحرير:

يشار إلى أن طالبت الجامعات والمدارس قد تسيدن إلى جانب فئات نسوية أخرى متعددة ومتنوعة شملت جميع القطاعات أجواء المظاهرات كما ان مشاركة ربات البيوت والصغيرات والمسنات كانت لافتة حتى وصلت الى 40 بالمائة من إجمالي عدد المشاركين في المظاهرات التي تجتاح العاصمة ومحافظات الوسط والجنوب.

وتبقى مساهمة المرأة العراقية في الاحتجاجات المتواصلة الظاهرة الأكثر لفتا للانظار التي حظيت بإعجاب العالم في هذه الحركة الاحتجاجية التي طغت على شوارع العاصمة ومدن البلاد الاخرى في الأيام الأخيرة.

الصدر يصف شباب الاحتجاجات بدواعش التمدن والتحرر

وبالتزامن مع خروج المسيرات النسوية لبنات العراق اليوم، فقد هاجم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر شباب وشابات الاحتجاجات العراقية ووصفهم بدواعش والتمدن والتحرر قائلا "إننا ملزمون بعدم جعل العراق قندهاراً للتشدد الديني ولا شيكاغو للتحرر" جاعلا من نفسه الحاكم للعراق.

متظاهرة عراقية ترفع شعارا بالانكليزية عن قدرة المرأة على حكم العالم

وكتب الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" الخميس وتابعتها "إيلاف" قائلا في هجوم شرس على منتقديه من شباب الاحتجاجات "بالأمس تعالت أصوات التشدد والقتل وحز الرقاب والتفخيخ باسم الدين واليوم تتعالى أصوات التحرر والتعري والاختلاط والثمالة والفسق والفجور بل والكفر والتعدي على الذات الإلهية وإسقاط الأسس الشرعية والأديان السماوية والتعدي على الأنبياء والمرسلين والمعصومين".

واضاف "ذكرني ذلك بشعارهم القديم بما معناه: إنهم لا يريدون (قندهار) بل يريدون (شيكاغو) ونحن اليوم ملزمون بعدم جعل العراق قندهاراً للتشدد الديني ولا شيكاغو للتحرر والانفلات الأخلاقي والشذوذ الجنسي للفجور والسفاح والمثليين" على حد قوله.

واشار قائلا "ان كلا الطرفين عبارة عن مرضى لم يسلم من عقلهم وقلبهم من الامراض لذا يجب علينا ان ندافع بكل ما اوتينا من علم وايمان واخلاق وقوة عن ديننا وعقيدتنا وثوابتنا ومنهجنا الذي تربينا عليه.. فلا نكون من عبدة الاصنام التي لاتسمن ولاتغني من جوع وان لانكون اتباعا لشهوة السلطة وعشق القتل والدماء وان لانكون عبدة للشهرة والملذات والغرب الكافر".

نساء الناصرية خلال انطلاق مسيرتهن اليوم:

وزاد الصدر "نعم يدعي اليوم الكثير من دعاة الانفلات والتحرر و(التنوير) انهم يريدون اسقاط القواعد السماوية كلها والتمرد ضدها بحجج واهية ساعين بكل ما اوتوا من من مغريات شبابية وحضارية لذلك".. الا انهم تناسوا انهم يخرجون من احضان السماء ليرتموا في احضان النفس الامارة بالسوء التي تأمرهم بالفحشاء والمنكر والبغي".

وفي فقرة اخرى من تغريدته الغاضبة قال "نعم ان التحرر والتنوير لا يجب ان يصلا الى نشر الفاحشة والمنكر بين المجتمعات ايا كانت وبالخصوص المجتمع العراقي الذي يقطن في بلد القدس الالهي والعصمة النورانية".. اذن فلنحصن انفسنا اولا بالعلم والتقوى والاخلاق لكي نستطيع ان نكون دعاة للاعتدال اولا وجندا لله والمعصومين ثانيا.

مسيرات نساء العراق بحماية الشباب والمسعفين

وقدم الصدر ما اسماها بالنصيحة للذين قال انهم "هؤلاء الشرذمة الشاذون من دواعش (التمدن والتحرر)" ان "لاينجروا خلف غرائزهم الحيوانية وشهواتهم التسافلية فإننا لن نقف مقيدين وساكتين عن الاساءة للدين والعقيدة والوطن ولن نسمح بمحو آثارها كما لم نسمح للمحتل بطمس العراق سابقا.. فنحن جند الله .. نحن جند المعصومين" على حد قوله.

وتأتي تغريدة الصدر هذه بعد ان شن شباب وشابات ساحات الاحتجاج والاعتصام هجوما ضده اثر دفعه لعناصره في التيار الصدري للاعتداء على المتظاهرين في بغداد ومحافظات الوسط والجنوبية وصولا الى ارتكابهم مجزرة النجف في الخامس من الشهر الحالي والتي راح ضحيتها حوالي مائة متظاهر بين قتيل وجريح وسط استياء وغضب شعبي ورسمي محلي ودولي.

الشرطة تتسلم الأمن من الجيش في 6 محافظات عراقية

أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبد الكريم خلف تسلّم قيادات الشرطة الملف الأمني في ست محافظات. وقال خلف إن "المحافظات الست استلمت الملف الأمني ما عدا محافظة كربلاء خصوصيتها وكذلك محافظتي ذي قار والبصرة".. موضحا أن "هذه المحافظات الثلاث سيكون الملف الأمني بيد قائد العمليات العسكرية".

فتيات الناصرية خلال مسيرتهن المليونية اليوم الصورة من وكالة بغداد اليوم

وأضاف أن "المحافظات الأخرى لديها قادة عمليات مثل محافظة بغداد التي فيها قائد يسيطر على موارد وزارتي الدفاع والداخلية"، مبيناً أن "المحافظات التي استلمت الملف الأمني تكون القيادة فيها بيد قائد شرطة المحافظة الذي يكون مسؤولا عن قطعات الدفاع والداخلية وأجهزة الاستخبارات".

واشار خلف في تصريح لوكالة الانباء العراقية الرسمية تابعته "إيلاف" أن "الهدف من هذه القرارات هو تطبيق القانون ضد المجاميع الخارجة عن القانون في ساحات التظاهر فضلاً عن توفير الحماية الكاملة للمتظاهرين السلميين في ساحات التظاهر وتأمينها وتفتيشها فضلاً عن تواجد القوات الأمنية داخل الساحات وخارجها".. معتبرا ذلك تطورا إيجابيا في موضوع ضبط التظاهرات وعدم السماح بالمساس بالأمن العام".

ونوه المتحدث العسكري الى أن "الحكومة تريد أن تبقى التظاهرات موجودة في ساحات التظاهر المخصصة حتى تحقق جميع مطالبها المشروعة".

يشار الى ان العراق يشهد احتجاجات غير مسبوقة انطلقت مطلع أكتوبر 2019 تواجهها القوات الامنية والمليشيات المرافقة لها بالعنف القاتل، ما خلف لحد الان أكثر من 550 قتيلا و25 الف مصاب.