بكين: خفضت السلطات الصينية الجمعة حصيلة وفيات فيروس كورونا المستجد إلى أقل من 1400 بسبب تعداد بعض الحالات مرّتين، في حين اتهمت الولايات المتحدة الصين "بعدم الشفافية" في ملف وباء "كوفيد-19".

بلغ عدد الإصابات نحو 64 ألفا في الصين القارية (باستثناء هونغ كونغ وماكاو) وفقا للأرقام الرسمية التي تشير إلى ارتفاع في عددها في اليومين الماضيين غداة اعتماد نظام جديد لرصدها.

وتوفي ستة من أصل 1716 من العاملين في المجال الصحي أصيبوا بفيروس كورونا المستجد في الصين، وفق حصيلة أعلنتها الحكومة الجمعة وسلطت الضوء على المخاطر التي تواجهها الطواقم الطبية في المستشفيات ولا سيما مع النقص في الأقنعة والملابس الواقية.

وأعلنت اللجنة الوطنية الصينية للصحة عن 121 وفاة جديدة بين المصابين بفيروس كورونا المستجدّ خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

كما أعلنت الهيئة أنها شطبت من التعداد الوطني 108 وفاة أحصيت سابقا في مقاطعة هوبي بؤرة الوباء في وسط البلاد. وبررت تخفيض الحصيلة بـ"تعداد مزدوج في الإحصاءات" لبعض الحالات، تبيّن بعد عملية "تحقق". وبالتالي خفضت الحصيلة الوطنية للوفيات إلى 1380 شخصا.

وبعدما هنأ بكين في البداية على "تحركها العالي المهنية" في مواجهة الوباء، بدا البيت الأبيض الخميس أكثر تحفظًا. وأعلن لاري كودلو كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس دونالد ترمب "نشعر بالخيبة بعض الشيء لقلة شفافية الصينيين في التعاطي" مع هذا الملف. وأضاف "هل المكتب السياسي (الهيئة القيادية للحزب الشيوعي) نزيه حقًا معنا؟".

وأسف لرفض بكين مقترحات واشنطن ارسال خبراء أميركيين إلى الصين قائلًا إن "السلطات الصينية لا تسمح لنا بالذهاب إلى هناك".

نظام رصد جديد
تأتي الانتقادات الأميركية بينما أعلنت السلطات الصحية في هوبي الخميس تغييرًا في النظام المعتمد لرصد الوباء، تحتسب بموجبه الحالات "المشخّصة سريريًا"، أي إنّ صورة شعاعية للرئتين باتت كافية لتشخيص الإصابة، في حين كان لا بدّ حتى الآن من إجراء فحص الحمض النووي للفيروس لتأكيد الإصابة به.

وأدت هذه الوسيلة الجديدة لرصد الإصابة بشكل اوتوماتيكي إلى زيادة عدد الوفيات والاصابات مع الإعلان عن زيادة قدرها 15 ألفا في عدد الإصابات الخميس وأكثر من خمسة آلاف الجمعة.

تكشف هذه الأرقام وضعًا أخطر مما أعلن حتى الآن، لكنه "لا يشكل تغييرًا كبيرًا في مسار تفشي الوباء" كما قال مايكل راين المسؤول عن دائرة الحالات الصحية الطارئة في منظمة الصحة العالمية.

بهذه الطريقة الجديدة لكشف الإصابة بالمرض، أكدت سلطات هوبي عزمها تأمين علاج للمرضى في أسرع وقت، وهو حل دعمته منظمة الصحة. لكن الأرقام المعلنة الخميس مغايرة تمامًا مع تلك التي نشرت قبل يوم عندما أشارت الصين إلى أدنى عدد من الإصابات الجديدة في حوالى أسبوعين.

وما زالت ووهان حيث تفشى الوباء ومنطقة هوبي التي تقع المدينة فيها، مقطوعة عن العالم منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.

إقالات
أقيل المسؤول الكبير في الحزب الشيوعي الصيني في هوبي جيانغ شاوليانغ من منصبه وبعده رئيس بلدية شنغهاي ينغ يونغ المقرب من الرئيس شي جينبينغ. كما اقيل المسؤول الشيوعي الرئيسي في ووهان ما غوكيانغ.

العالم أجمع في حالة انذار من الوباء مع أن تسعين بالمئة من الإصابات سجلت في الصين، بينما سجلت أكثر من 500 إصابة مؤكدة في نحو 20 بلدا.

وأعلنت اليابان مساء الخميس ثالث وفاة بسبب الفيروس خارج الصين القارية لإمرأة ثمانينية بعد وفاة شخص في هونغ كونغ وآخر في الفيليبين.

وفي فيتنام فرض حجر صحي لعشرين يومًا على منطقة سون لوي (10 آلاف نسمة) على بعد قرابة 40 كلم عن هانوي بعد اكتشاف ست إصابات بالوباء. وهذا أول اجراء من هذا النوع في البلاد.

وأعربت واشنطن عن "قلقها الكبير" من احتمال تأثر كوريا الشمالية بالفيروس، مؤكدة استعدادها للمساهمة في عمليات مساعدة.

لكن البؤرة الرئيسة للوباء خارج الصين تبقى سفينة "دايموند برينسس" السياحية في اليابان قرب يوكوهاما (شرق) التي سجلت فيها 218 اصابة مؤكدة منها 44 إصابة جديدة الخميس.

رسو
رست السفينة السياحية الاميركية "ويستردام" في كمبوديا حيث سيتمكن ركابها من النزول منها. وكانت بقيت في عرض البحر لأكثر من عشرة ايام بعدما رفضت موانئ آسيوية السماح لها بالرسو خشية الوباء. وتقول الشركة المشغلة انه لم يتم رصد اي اصابة على السفينة.

وبعد اجتماع الخميس في بروكسل سعى وزراء الصحة الأوروبيون والمفوضة الأوروبية ستيلا كيرياكيديس الى الطمأنة مشددين على ان "كل الدول الاعضاء لديها خطط" وانه "لم يسجل حتى الان أي نقص في الأدوية". المخاوف من الوباء أدت إلى إلغاء المعرض العالمي للهواتف النقالة في برشلونة.

وفي حين يبقى النشاط في الصين مشلولا، ينعكس ذلك سلبا على الاقتصاد العالمي. وأدى الوباء إلى "خفض محتمل بين 4 و5 مليارات دولار" من الإيرادات لشركات الطيران العالمية كما ذكرت الخميس الهيئة الدولية للطيران المدني.