نصر المجالي: عبرت روسيا عن ثقتها في أن تركيا ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أمن موظفي السفارة الروسية في أنقرة، وجميع المواطنين الروس الموجودين على أراضيها، وذلك بعد تلقي السفير الروسي في أنقرة تهديدات بالقتل.

وقال الناطق الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، تعليقا على تصريحات للسفير الروسي في تركيا أندريه يرخوف أشار فيها إلى تلقيه تهديدات على خلفية تأزم الوضع في إدلب السورية: لا نشك في أن الجانب التركي سيتخذ كل الإجراءات الضرورية لضمان أمن السفير الروسي وجميع موظفي الشركات والمؤسسات الروسية الموجودين في تركيا، وذلك وفقا لاتفاقية فيينا وروح علاقاتنا الثنائية.

وفي معرض رده على سؤال عما إذا كانت موسكو تفكر في فرض تقييدات على سفر المواطنين الروس إلى تركيا، قال بيسكوف أن هذا السؤال يجب توجيهه إلى وزارة الخارجية، مستدركا أنه "لا توجد حتى الآن أي مؤشرات في هذا الاتجاه".

وفيما يتعلق بالتطورات في سوريا، أكد بيسكوف أن موسكو وأنقرة تجريان اتصالات وثيقة جدا، وعلى مختلف المستويات، في ضوء الأوضاع المتوترة إلى حد كبير في إدلب.

يذكر أن شرطيا تركيا كان اغتال السفير الروسي في انقرة أندريه كارلوف، في ديسمبر 2016ن وقالت تقارير إن الحادث يبدو احتجاجا على الدور الروسي في الصراع السوري.

تشديد الأمن

وعلى صلة، شددت السلطات التركية الإجراءات الأمنية حول السفارة الروسية في أنقرة بعد التهديدات التي تلقاها السفير أليكسي يرخوف. وقالت السفارة الروسية في أنقرة في وقت سابق اليوم إن السلطات التركية شددت الإجراءات الأمنية حول السفارة الروسية بطلب منها بعد تلقي السفير تهديدات عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

ونقلت وكالة "نوفوستي" عن الملحق الصحفي في البعثة الدبلوماسية الروسية إيرينا كاسيموفا قولها: "لقد تدهور الوضع فعلا في الآونة الأخيرة وفي هذا الصدد، بناء على طلبنا، اتخذت السلطات التركية إجراءات أمنية إضافية".

ولم ترجح كاسيموفا أن التهديدات على مواقع التواصل الاجتماعي ستتبعها أفعال حقيقية، لكنها أضافت: "رغم ذلك، لا بد أن نأخذ هذا الأمر في الحساب".

تصريح السفير

في وقت سابق، قال يرخوف إنه تلقى تهديدات شخصية على الشبكات الاجتماعية التركية على خلفية تفاقم التوتر في إدلب السورية، محذرا من أن مثل هذا الوضع عهدناه قبل خمس سنوات وأسفر عن أزمة إسقاط الطائرة الروسية واغتيال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف على يد متطرف تركي في ديسمبر عام 2016.

قال السفير الروسي لدى تركيا، أليكسي يرخوف، إن الوضع في إدلب السورية تسبب في هستيريا معادية لروسيا في الشبكات الاجتماعية التركية.

وقال يرخوف في مقابلة مع "سبوتينك": أوافق على أن التصعيد في سوريا مؤلم ومقلق للغاية. لقد مات في بادئ الأمر ضباط روس ومن ثم جنود أتراك. ولكن انظروا إلى الصخب الوحشي في الشبكات الإجتماعية.

وأضاف: "لا أريد ذلك، ولكنني سأقتبس من بعض الأقوال المنتشرة (ودع حياتك)، (لن يحزن عليك أحد)، (لقد حان الوقت لكي تحترق)، إلخ".

إدلب بدل حلب

وأردف السفير: "بالمناسبة، حدث هذا ايضا قبل 5 سنوات، ولكن بدلا من إدلب كانت حلب، كيف انتهى ذلك؟ أزمة الطائرة (المقاتلة الروسية التي أسقطتها تركيا) ومقتل السفير الروسي أندريه كارلوف. وبالمناسبة يتم تهديدي أيضا بشكل مباشر، هل حقا التاريخ لا يعلم أحدا؟".

وأشار إلى أن "التعطش الدموي لبعض المدونين وبعض المنشورات، والغضب والكراهية، تؤدي أحيانا إلى تثبيط القدرة على التفكير المنطقي لديهم".

وأضاف: "لكن الشيء الثاني، في رأيي، هو أكثر خطورة: الإحجام المطلق عن فهم الشريك ومنطق تصرفاته، والالتزام بكلماته والاعتراف بحق الآخر في وجهة نظره الخاصة المختلفة عن رؤيتك لما يحدث، وهذا ما يمكن أن يتحول إلى كارثة كبيرة".