ميونخ: أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت عن رغبته بأن يقلب صفحة محاكمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بهدف عزله التي تركت أثرها على العلاقات بين البلدين.

وكان زيلينسكي وجد نفسه مرغما في قلب الحدث الاميركي بعد اتهام ترمب بالضغط عليه خلال مكالمة هاتفية من اجل فتح تحقيق في كييف بحق خصمه السياسي جو بايدن، وهو ما اعتبر اساءة من قبل ترمب لاستخدام سلطاته.

وقال زيلينسكي خلال مؤتمر ميونيخ للأمن "بعد انتهاء المسلسل الطويل لمحاكمة ترمب، أريد أن أذهب (إلى واشنطن) وفتح صفحة جديدة حول علاقاتنا".

وفي حين ان واشنطن لا تزال تنظر في تحديد موعد لزيلينسكي لزيارة البيت الابيض، بادر الرئيس الأوكراني الى دعوة ترمب لزيارة كييف.

وقال أمام الحاضرين في المؤتمر "أنا مستعد لاستضافته قبل أن يستضيفني".

واعتبر وزير الخارجية الأوكراني فاديم بريستايكو الذي كان يرافق زيلينسكي في ميونيخ أن ملحمة محاكمة ترمب لعزله ألقت بثقلها على العلاقة بين بلاده والولايات المتحدة، التي تعد حليفا أساسيا لكييف في مواجهة روسيا.

وقال للصحافيين "هناك أمور لم يتم حلها بعد"، مشيرا إلى مغادرة المبعوث الأميركي الخاص الى كييف كيرت فولكر الذي لعب دورا محوريا في المحادثات مع موسكو حول الصراع في شرق أوكرانيا.

واستقال فولكر في أيلول/سبتمبر الماضي قبل الإدلاء بشهادته في الكونغرس في اطار التحقيق حول ترمب، ولم يتم إرسال بديل عنه حتى الآن.

وأكد بريستايكو أن "اختفاء قناة الاتصال الدائمة هذه (مع واشنطن) خسارة فادحة تسببت بها المحاكمة".

وسعى فولكر نفسه الذي كان متواجدا أيضا في ميونيخ إلى طمأنة أوكرانيا بأن واشنطن تحافظ على التزاماتها تجاهها.

وقال لفرانس برس "السياسة الاميركية تجاه اوكرانيا والتزاماتها لا تزال صلبة كما كانت دائما".

وأشار الى أن مشاكل ترمب "قضية سياسية داخلية"، مضيفا ان "لا علاقة لها بأوكرانيا".

وجهد زيلينسكي ليبقى على الحياد في هذه القضية الأميركية، وحريصا على ألا يبدي انحيازا لأي من الطرفين الجمهوري والديموقراطي.

ويعد الدعم الدبلوماسي والمالي والعسكري الذي تقدمه واشنطن لأوكرانيا حيويا في صراع الأخيرة مع روسيا منذ ضم موسكو لشبه جزيرة القرم عام 2014 ودعمها للانفصاليين في شرق البلاد.