فيما انطلقت أضخم احتجاجات طالبية في العراق الاحد، فقد عرض ناشطون جهازا لاسلكيا عثروا عليه في ساحة الخلاني وسط العاصمة بعد مهاجمة القوات الحكومية والمليشيات لهم يحتوي على اتصالات باللغة الفارسية.. بينما انتقد سياسيون عمليات بيع للوزارات في حكومة علاوي المنتظرة.

فقد خرجت في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب اليوم مليونيات احتجاج لطلبة المدارس والجامعات تنديدا بالقمع المفرط لتظاهرات الناشطين ورفض تكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة وإصرارهم على تنفيذ مطالب الحراك الشعبي بحكومة موقتة غير حزبية واجراء انتخابات مبكرة ومحاكمة المسؤولين والسياسيين الفاسدين.

وهتف المتظاهرون "هذا وعد هذا وعد ،، #بغداد ماتسكت بعد".. و "يا ايران يازبالة .. عوفي العراق بحاله".

مليونية طلبة بغداد اليوم:

وفي محافظات الوسط والجنوب في ذي قار وبابل والبصرة والكوت وكربلاء، خرجت تظاهرات حاشدة تؤكد الاصرار على الاستمرار في الحراك الشعبي حتى اسقاط الطبقة السياسية الحاكمة.

العثور على جهاز لاسلكي للقوات الحكومية يحتوي اتصالات بالفارسية

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تابعته"إيلاف" يظهر جهازا لاسلكيا صغيرا بيد أحد المتظاهرين الذي علق قائلا "‏بعد اقتحام الخلاني والوصول الى نفق التحرير حصل الثوار على جهاز لاسلكي لنداءات بين القوات الامنية باللغة الفارسية" لدى مهاجمتها للمتظاهرين في الساحة الليلة الماضية.

واشار ناشطون الى دخول قوة بزي مدني مجهولة الهوية من أفرع جهة ساحة الخلاني قرب ساحة التحرير وسط بغداد وقيام افرادها بإطلاق نار من أسلحة كاتمه للصوت باتجاه المتظاهرين فأصابوا عددا منهم.

طلبة ذي قار يتظاهرون في الناصرية

وهاجمت القوات الامنية المتظاهرين في ساحة الخلاني ببنادق الصيد والقنابل المسيلة للدموع فاصابت العشرات منهم واندفعت نحو ساحة التحرير مركز الاحتجاجات القريبة منها وقامت بحرق عدد من خيام المعتصمين في نفق التحرير المؤدي الى الساحة واصابت 12منهم، كما اصيب متظاهر بطلق ناري واخرون بجروح في ساحة الخلاني.

ناشطون يعرضون جهازا لاسلكيا بإتصالات بالفارسية:

ووثق الناشطون رسائل متبادلة باللغة الفارسية بين العناصر التي تمتلك هذه الأجهزة ما دفعهم الى تأكيد وجود قوات إيرانية بين المسلحين الذين يقومون بقمعهم.

وأشاروا الى أن قوات مكافحة الشغب الإيراني والحرس الثوري كانت برفقة قوات الأمن والمليشيات العراقية المرافقة عند مهاجمة المتظاهرين في الخلاني.

بازار بيع وزارات الحكومة الجديدة

ومن جهتهم، أكد سياسيون عراقيون وجود عمليات بيع لوزارات عراقية يقوم بها من أسموهم "سماسرة الوزارات" في تشكيلة حكومة محمد علاوي التي يتوقع ان يعرضها على البرلمان منتصف الاسبوع.

وكتب زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي تويتر" اليوم وتابعته "إيلاف" قائلا "من المفترض ان تكون مهمة الحكومة المقبلة موقتة، تنحصر في محاسبة قتلة المتظاهرين والتهيئة لانتخابات مبكرة -لا تشارك فيها- وتحديد موعد لها. من المستغرب بل والمعيب ما يُثار حول "بازار المناصب"واللهاث الذي يجري خلفها، وتجاهل الحديث عن مطالب المحتجين والقمع الذي يطالهم منذ خمسة أشهر".

عراقية من ذوي الاحتياجات الخاصة مع المحتجين في ساحة الخلاني وسط بغداد

ومن جهته، أكد العضو المستقل في مجلس النواب باسم خشان اليوم ان عمليات بيع المناصب الحكومية لم تتوقف منذ 17 عاماً في العراق. وقال خشان في تصريح لوكالة "يغداد اليوم" ان "بيع المناصب الحكومية في العراق لم يتوقف منذ 17 سنة ابتداءً بالدرجات الخاصة فما فوق وحتى مناصب مدير مكتب الوزير او معاون مدير عام بل وصل الأمر إلى الوظائف الصغيرة".

واشار خشان الى انه "لا يستبعد بيع مناصب الوزراء لان أي حزب ينال وزارة سيحاول استثمارها بالشكل الذي يوفر له اموالا داعمة لهيئاته السياسية والاقتصادية وملء حساباته البنكية والحفاظ على العقود والصفقات التي يتاجر بها.. متسائلا "والا كيف تؤمن الاحزاب الاموال للانفاق على مكاتبها موظفيها وحملاتها الاعلامية وقنواتها".

وكان المجلس القضاء العراقي الاعلى قد اعلن امس عن اجراء تحقيق عاجل في هذه الادعاءات وطلب من البرلمان رفع الحصانة عن النائب كاظم الصيادي إثر اتهامه بـ"إهانة الحكومة اثر اطلاقه معلومات عما قال انه منصب حكومي رفيع معروض للبيع.

وقال بيرقدار إن هذا الطلب يأتي "عن جريمة إهانة الحكومة على وفق احكام المادة 226 من قانون العقوبات على خلفية منشور يدعي فيه عرض بيع منصب في وزارة النفط".

صور ضحايا الاحتجاجات تتقدم مليونية طلبة بغداد اليوم

وكان الصيادي قد نشر تغريدة كتب فيها أن "وزارة النفط بـ10 مليارات.. من يشتري.. العراق للبيع .. المناصب للبيع".

وكان تفشي الفساد في مؤسسات الدولة واحزاب البلاد وطبقتها السياسية واحدا من اهم دوافع انطلاق الاحتجاجات الشعبية الحالية في البلاد، والتي دخلت شهرها الرابع وسط قمع مفرط من قبل القوات الحكومة والمليشيات الموالية لايران المرافقة لها ادى الى مقتل 550 متظاهرا و25 الف مصاب، اضافة الى اعتقال 2700 آخرين لا يزال أكثر من 300 منهم قيد الاحتجاز.

طلبة بغداد في مليونيتهم اليوم