أسامة مهدي: أصبحت بنادق الصيد مثار اتهامات بين المحتجين العراقيين والقوات الأمنية حول استخدام كل جهة منهما ضد الاخرى خاصة بعد ادانة الامم المتحدة لاستخدامها ضد متظاهري الاحتجاجات.

فبعد اتهامات وجهتها الامم المتحدة ومتظاهرو الاحتجاجات للقوات الامنية باستخدام بنادق الصيد ضد المحتجين فقد حاولت القوات اليوم ابعاد التهمة عنها بالقول إن عناصرها تعرضوا لاطلاقات من بنادق الصيد استخدمها المتظاهرون ضدها.

وقالت قيادة عمليات بغداد الثلاثاء إن قواتها الأمنية تعرضت لهجمات ببنادق الصيد قرب ساحة الخلاني القريبة من ساحة التحرير مركز الاحتجاجات في وسط العاصمة.

واشارت القيادة في بيان صحافي الى أن"القوات الأمنية تعرضت قبل قليل الى هجمات ببنادق الصيد قرب ساحة الخلاني ببغداد".. واضافت أن"الهجمات أسفرت عن إصابة أحد منتسبي الفوج السادس بالعين".. ودعت المتظاهرين الى الحفاظ على سلمية احتجاجاتهم.

رصاص بنادق الصيد التي تواجه القوات بها الحكومية المتظاهرين العراقيين

ومن جهتهم، يؤكد المتظاهرون ان القوات الامنية قد غيرت من تكتيكاتها في مواجهتهم وبدأت باستخدام قنابل الصيد التي تطلق رصاصا يحتوي على حبيبات حديدية عديدة ضدهم تسبب في استقرارها في انحاء متفرقة من اجسادهم، ما يستدعي اجراء عمليات جراحية لاخراجها.

ومنذ ايام ينشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورا وافلام فيديو تابعتها "إيلاف" لمتظاهرين، وقد اصيبوا بوجوههم وايديهم وسيقانهم بالعشرات من هذه الكرات الحديدية التي اطلقها عناصر الامن ضدهم من بنادق للصيد.

فيديو يوثق إطلاق القوات الأمنية لبنادق الصيد ضد المتظاهرين:

ومن جهته، قال المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب انه على الرغم من تحذير الأمم المتحدة للقوات الحكومية والمليشيات المرافقة لها من عدم استخدام اسلحة الصيد والقوة المفرطة تجدد الاعتداءات على المتظاهرين السلميين في ساحة الخلاني من قبل قوات مكافحة الشغب بالدخانيات والكسريات الصيد.

كما نددت الامم المتحدة باستخدام القوات الحكومية لبنادق الصيد في مواجهة المحتجين ودعت الى محاسبة المسؤولين عن استخدامها.

وقالت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جنين هينس بلاسخارت في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه ان بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق تواصل تلقي تقارير موثوقة عن استهداف المحتجين المسالمين ببنادق الصيد على الطريق بين ساحة التحرير وساحة الخيلاني في بغداد مساء 14 و 15 و 16 من الشهر الحالي، ما أدى إلى إصابة 50 شخصًا على الأقل.

متظاهر مصاب ببنادق الصيد

وأشارت إلى أنه بحسب ما ورد فقد تسبب ذلك في اصابات بكريات رصاص من أسلحة الصيد أو الحجارة أو قنابل المولوتوف فيما وردت من كربلاء أيضًا معلومات عن استخدام مقذوفات حركية مماثلة مما تسبب في إصابة أكثر من 150 محتجًا خلال الشهر الماضي وحده.

ودانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق بلاسخارت بشدة استخدام بنادق الصيد برصاص الطيور والتي تسببت مرة أخرى في أعداد كبيرة من الإصابات في الاحتجاجات الأخيرة.

متظاهر عراقي أصيب برصاص بنادق الصيد للقوات الحكومية

ودعت السلطات إلى منع استخدام القوة ومحاسبة المسؤولين عن إساءة استخدامها، وقالت"إن النمط المستمر لاستخدام القوة المفرطة مع وجود جماعات مسلحة يتم تحديدها بشكل غامض وولاءات غير واضحة يمثل مصدر قلق أمني خطير يجب معالجته بشكل عاجل وحاسم. يجب حماية المتظاهرين السلميين في جميع الأوقات".

يأتي ذلك في وقت دخلت الاحتجاجات العراقية التي انطلقت في الاول من اكتوبر 2019 شهرها الخامس وسط قمع مفرط من قبل القوات الحكومة والمليشيات الموالية لإيران المرافقة لها، ما ادى الى مقتل 550 متظاهرا و25 الف مصاب اضافة الى اعتقال 2700 آخرين لا يزال أكثر من 300 منهم قيد الاحتجاز.