طهران: شدد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الثلاثاء على أن التصويت في الانتخابات التشريعية المقررة هذا الأسبوع ودعم إيران في وجه "الدعاية" التي يبثّها أعداؤها هو "واجب ديني".

وقال خامنئي في خطاب بث التلفزيون الرسمي مقتطفات منه إن "المشاركة في الانتخابات والتصويت (...) واجب ديني وليس واجبا وطنيا أو ثوريا فحسب".

وأشار إلى أن "الانتخابات تبطل الكثير من المخططات الخبيثة التي يحملها الأميركيون في أذهانهم والصهاينة في قلوبهم ضد البلاد".

ومن المقرر أن ينتخب الإيرانيون أعضاء مجلس الشورى الجمعة في اقتراع يتوقع أن يشهد عودة قوية للمحافظين.

ويتوقع مراقبون مشاركة ضئيلة في الانتخابات في وقت منع مجلس صيانة الدستور الكثير من الإصلاحيين والمعتدلين من الترشّح.

واستبعد المجلس المكوّن من ستة رجال دين يعيّنهم المرشد الأعلى وستة محامين يختارهم القضاء أكثر من نصف المرشحين البالغ عددهم 14444.

وتهدد الخطوة بإفقاد تحالف الرئيس حسن روحاني الغالبية التي كان يحظى بها.

وتأتي انتخابات الجمعة بعد شهور من الاضطرابات المحلية وتصاعد حدّة التوتر بشكل كبير بين إيران والولايات المتحدة.

وتخللت أعمال عنف تظاهرات في أنحاء البلاد في تشرين الثاني/نوفمبر احتجاجا على رفع أسعار الوقود قبل أن تشن السلطات حملة أمنية دامية لاحتوائها.

وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران منذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي التاريخي وإعادته فرض عقوبات على البلاد.

وفي الأشهر السبعة الأخيرة كاد البلدان يخوضان مواجهة مباشرة مرتين، آخرهما بعد قتل الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد.

وردت إيران في الثامن كانون الثاني/يناير بإطلاق وابل من الصواريخ على قاعدتين يتمركز فيهما جنود أميركيون في العراق.

وكانت في حالة من التأهّب خشية ضربة انتقامية أميركية فأسقطت قواتها المسلحة من طريق الخطأ طائرة أوكرانية قرب طهران، ما أسفر عن مقتل 176 شخصا هم جميع من كانوا على متنها.

وأثار إسقاط الطائرة من طراز "بوينغ 737" تظاهرات اتّخذت منحى سياسيا.

وقال خامنئي إن الانتخابات ستظهر أن أعداء إيران فشلوا في تقسيمها.

وقال "شاهدوا كيف يفضّل الناس الانتخابات رغم إصرار الأعداء على إحداث هوة بين الشعب والمنظومة" الحاكمة.