يصل أمير قطر إلى الأردن الأحد فاتحًا صفحة جديدة في العلاقات بين الدوحة وعمّان بعد فترة من الجمود السياسي بسبب الأزمة الخليجية، وباحثًا مع الملك الأردني مسائل سياسية، خصوصًا صفقة القرن، ومسائل اقتصادية، في مقدمها استثمارات قطر في الأردن.

إيلاف من عمّان: تترقب الأوساط السياسية الأردنية زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى المملكة الاردنية الهاشمية الأحد 23 فبراير ولقاءه الملك عبدالله الثاني، في قمة ثنائية تُبحث فيها ملفات ومحاور عدة، أبرزها قضايا سياسية واقتصادية، وهي الأولى منذ مارس 2014، موعد زيارة الشيخ تميم الأخيرة إلى العاصمة الأردنية عمّان.

التوقيت مهم
قال سياسيون لـ "إيلاف" إن توقيت الزيارة مهم من حيث إنها انفتاح سياسي في العلاقات بين الدوحة وعمّان بعد فترة من الجمود السياسي. واعتبروا أن المصلحة مشتركة في تعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين إزاء القضايا المشتركة، وفتح أفق جديد للتعاون المشترك.

تشير التوقعات إلى أنه سيتم بحث ملفات داخلية تتعلق بتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وزيادة حجم الاستثمارات القطرية في الأردن.

وأبلغت مصادر سياسية "إيلاف" أن الوفد المرافق لأمير قطر، والذي وصل إلى عمّان، يعمل على تجهيز اتفاقات لتوقيعها في مجالات استثمارية عدة، خصوصًا الطاقة والسياحة والتبادل التجاري، وفتح قطر أمام العمالة الأردنية، والاستعانة بالأردن لمساعدة قطر على تنظيم مونديال 2022 في الدوحة، إضافة إلى دور صندوق قطر السيادي في الاستثمارات القطرية في الأردن.

بوابة المصالحات
قال المحلل السياسي الدكتور عامر السبايله إنه خلال الفترة الماضية بدأت مرحلة الانفراج السياسي في العلاقة بين الدوحة وعمّان، "فلم تكن كما كانت في بداية الأزمة الخليجية، وجاءت الخطوات الإيجابية بإعادة العلاقات السياسية عبر إعادة السفراء وإعادة فتح مكتب الجزيرة في عمّان".

ويعتقد السبايلة في حديثه لـ "إيلاف" أن توقيت الزيارة مهم سياسيًا واقتصاديًا للبلدين، غير أنه يصف الزيارة بأنها غير متوازنة في ظل مصالح تتحكم بالملفات التي سوف يتم طرحها. يقول: "الجانب الاقتصادي مهم بالنسبة إلى الأردن بفتح مزيد من الوظائف في قطر أمام العمالة الاردنية التي تعاني البطالة، وتلبية بعض احتياجات الأردن الاقتصادية، في حين أن المصلحة القطرية تتمثل في تعزيز النفوذ السياسي لحركة حماس، وفي أن يكون الأردن بوابة للمصالحة الفلسطينية بين حماس والسلطة الفلسطينية، وأن يقوم الأردن بدوره التاريخي بطرح مبادرات المصالحات، فيكون بوابة العبور نحو المصالحة الخليجية".

مصالح استراتيجية
إلى ذلك، يعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء السابق الدكتور محمد الحلايقة أن الأردن بشقيه الشعبي والرسمي "متفائل بزيارة أمير قطر، وهذه مرحلة انفتاح وفتح آفاق جديدة لمزيد من التعاون وتعميق العلاقة بعد فتور مر به البلدان، خصوصًا أن الزيارة تأتي في توقيت تمر فيه المنطقة العربية بأزمات".

أضاف لـ "إيلاف": "الأردن استدرك الموقف للمحافظة على علاقات جيدة مع كل الدول، خصوصًا الخليجية، التي تشكل العمق الاستراتيجي للمملكة. فالأردن تربطه بقطر مصالح استراتيجية، فثمة 60 ألف أردني يعملون في قطر، كما نشير إلى حجم التبادل التجاري بين البلدين، وإلى استعداد قطر لأن تستثمر مبلغ 500 مليون في مشروعات من شأنها دعم الأردن اقتصاديًا، خصوصًا في ظل أزمة اقتصادية تعصف بالأردن".

سياسيًا، يعتبر الدكتور الحلايقة أنه في ظل الحديث عن "صفقة القرن"، موقف البلدين إزاءها واحد، "فالموقف القطري مهم في إسناد موقف الأردن، خصوصًا أن قطر تملك نشاطًا إعلاميًا وسياسيًا واقتصاديًا يمكن أن يدعم مواقف الأردن، تحديدًا في القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على القدس".