نصر المجالي: في اجتماع أمني على مستوى عال وفي لفتة غير مسبوقة، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الشكر للولايات المتحدة لمساعدتها في منع وقوع هجوم إرهابي في سانت بطرسبورغ وقال إن روسيا سترد على ذلك بالمثل.

وخلال جلسة قيادة هيئة الأمن الفيدرالي، اليوم الخميس، التي طرح فيها أهم الأولويات الأمنية للدولة في عام 2020، قال بوتين إنه بفضل المعلومات التي وردت في الوقت المناسب من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي في 27 ديسمبر من العام الماضي، تم إلقاء القبض على عنصرين من تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) اللذين كانا يجهزان للقيام بهجمات إرهابية في عطلة رأس السنة الجديدة.

اعتقالات

وكان الأمن الفيدرالي الروسي أعلن، أمس الأربعاء، عن اعتقال 7 من عناصر جماعة "التبليغ" ( المحظورة في روسيا)، في موسكو وضواحيها، بتهمة الترويج للفكر المتطرف وتجنيد عناصر جدد.

كما اعتقل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، في وقت سابق من الشهر الجاري، مواطنا يعيش في ضواحي موسكو، لتنظيمه جمع ونقل الأموال إلى تنظيم "داعش".

ووفقا لبيانات الاستخبارات، جمع الموقوف 25 مليون روبل (400 ألف دولار تقريبا)، وخطط لنقلها إلى التنظيم الإرهابي "داعش" (المحظور في روسيا)، لتوفير احتياجاته.

أسلحة المعلومات

وإلى ذلك، شدد الرئيس الروسي أثناء جلسة قيادة هيئة الأمن الفدرالي على أن ضمان الحماية الموثوق بها لروسيا ومواطنيها كان وسيظل على رأس أولويات الدولة، داعيا هيئة الأمن إلى مضاعفة جهود محاربة الإرهاب وتحديث وتطوير نظام مكافحة التطرف في البلاد اعتمادا على دعم المجتمع.

وحذر الرئيس الروسي من أن "أسلحة المعلومات" تزداد قوة أكثر فأكثر، مشيرا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات مسبقة بغية حماية الدولة الروسية من التهديدات السيبرانية، وضمان أمن تطوير تكنولوجيات الجيل الخامس والاتصالات بواسطة الأقمار الاصطناعية.

ودعا بوتين إلى التركيز على ضمان أمن المنظومات الإلكترونية التابعة لمؤسسات الدولة والخدمات الإلكترونية الحكومية وشركات الاتصال والمصارف والشركات الروسية الكبرى، مضيفا أنه يجب تنمية قدرة الدولة على كشف ومنع وإزالة عواقب الهجمات السيبرانية.

ولفت الرئيس الروسي إلى أن وتائر أنشطة الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية في روسيا لا تنخفض، وأوعز إلى هيئة الأمن الفدرالي باتخاذ خطوات موثوقة وفعالة في سبيل التصدي لهذا التحدي، مع إعارة اهتمام خاص إلى حماية المعلومات المتعلقة بأحدث أنواع الأسلحة والتكنولوجيات والبحوث العلمية المتطورة التي تضمن تفوق روسيا على منافسيها على الصعيد الدولي.

الامن الاقتصادي

وأشار بوتين إلى أن إحدى أبرز الأولويات تكمن في ضمان الأمن الاقتصادي للدولة الروسية ومحاربة الفساد، داعيا إلى تطهير القطاعات الاقتصادية ذات الأهمية الاستراتيجية من الجريمة والاستفادة من التجربة الإيجابية في إفشال مخططات الفساد في المجال المالي والضريبي، وكذلك في مجالات الطاقة والصناعات العسكرية.

وشدد بوتين على ضرورة ضمان حقوق المواطنين الروس بشكل صارم، لاسيما في مجال الأعمال، والرد بشكل فعال وسريع على أي شكاوى بشأن خرق حقوق رجال الأعمال من قبل المؤسسات المختصة بالرقابة.

كما طلب الرئيس من هيئة الأمن الفدرالي ضمان الرقابة الصارمة على تدفق الأموال إلى المشاريع ذات الأهمية الوطنية بغية منع اقتراف جرائم فساد فيها، لكن دون إعاقة تطبيق هذه المشاريع.

جرائم إرهابية

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن عدد الجرائم ذات الطابع الإرهابي في الأراضي الروسية لا يزال ينخفض في السنوات الأخيرة، غير أنه يتعين على أجهزة الأمن تكثيف جهود محاربتها.

وأعلن بوتين، في كلمته أن أربع جرائم ذات طابع إرهابي ارتكبت في البلاد عام 2019، مقارنة مع تسع جرائم من هذا النوع اقترفت في عام 2018.

وأشار الرئيس إلى أن أجهزة الأمن أحبطت في العام الماضي 57 جريمة من هذا النوع، بما في ذلك 34 هجوما إرهابيا، مقارنة مع 36 جريمة تم إفشالها في عام 2018.

وفي الأخير، طلب بوتين من هيئة الأمن الفدرالي تكثيف جهود مكافحة الإرهاب، مع أداء اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب دورا متقدما في هذا الصراع، مشددا على ضرورة أن يصبح نظام مكافحة التطرف في روسيا أحدث وأكثر مرونة ويعتمد على دعم المجتمع.