اوتاوا: أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو الجمعة أن إغلاق جماعات من السكان الاصليين لمنافذ رئيسة لخطوط السكك الحديدية "يجب ان يتوقف حالا"، معترفا بأن محاولات لاجراء حوار مع المحتجين لانهاء تحركهم المستمر منذ اسبوعين باءت بالفشل.

وقال خلال مؤتمر صحافي في اوتاوا "الوضع كما هي الحال عليه الآن غير مقبول ولا يمكن الدفاع عنه". أضاف "العوائق يجب ان ترفع الآن. الانذارات القضائية (ضد المحتجين) يجب ان تُحترم، ويجب المحافظة على القانون"، ممهدا الطريق أمام الشرطة لفتح السكك الحديدية.

وبدأ الاحتجاج بشكل محلي مع قبيلة ويتسويتين التي تعارض مد أنبوب للغاز الطبيعي في بريتيش كولومبيا، قبل أن يتسع نطاقها مع انضمام مجتمعات أخرى من السكان الأصليين، ما تسبب بشل طرقات وسكك حديدية في أرجاء كندا.

الحصار الذي فرضته قبيلة ال"موهوك" على خط سكة حديد رئيس في شرق تورنتو أجبر شركة سكك الحديد الكندية الوطنية، التي تعد ثالث أكبر شركة قطارات في اميركا الشمالية، على ايقاف عملياتها في شرق كندا. وكان تروردو قد جعل المصالحة مع السكان الأصليين في صلب أولوياته خلال حملته الانتخابية.

لكن التعطيل الذي لحق بالسكك الحديدية التي تنقل سنويًا بضائع بأكثر من 250 مليار دولار كندي أدت خلال اسبوعين الى نقص في الإمدادات وآلاف عمليات التسريح لعمال.

وحذرت غرفة التجارة الكندية الجمعة ان "امدادات ضرورية مثل القمح والمواشي والاوكسجين للمستشفيات وغاز التدفئة المنزلية" قد تنضب قريبا. وتحت الضغط الشعبي لانهاء الأزمة، سعى ترودو الى اقامة حوار مع قادة السكان الأصليين الذين يقفون خلف الاحتجاجات.

عرضت الشرطة الفيدرالية الانسحاب من أراضي قبيلة ويتسويتين، حيث يمنع المحتجون العمال من بناء جزء من خط أنابيب "كوستال غازلينك" الذي تبلغ تكلفته 6,6 مليار دولار. لكن الجمعة أكد ترودو ان كل هذه الاقتراحات لم تلق آذانا صاغية.

وقال "لا يمكننا اجراء حوار من طرف واحد"، مضيفا "لهذا السبب لا خيار أمامنا سوى التوقف عن تقديم الاقتراحات نفسها". وأشار الى انه لن يقفل "باب الحوار بالطبع، ويدنا تبقى ممدودة".

وبعدما تحدث ترودو، ردّ "ووز" زعيم قبيلة ويستسويتين المعروف ايضا باسم فرانك آليك، قائلا في دردشة مع الصحافيين "استمعنا الى رئيس الوزراء جاستين ترودو يتحدث قبل قليل عن الصعوبات التي عانت منها كندا أخيرا. ومع ذلك هناك فارق بين الصعوبات والظلم. لا تخطئ بينهما".

وأكد "ووز" على شروط المحتجين لإجراء حوار مع الحكومة الفيدرالية، وهي أن تغادر الشرطة الكندية الملكية منطقة ويتسويتين في شمال بريتيش كولومبيا وأن يتم تعليق العمل بمد انبوب الغاز. أضاف "اذا أظهروا الاحترام، من المؤكد أننا سنشارك بالحوار".

وحتى الآن استمرت شرطة أونتاريو بمراقبة المحتجين، لكنها مترددة باستخدام بالقوة، لأن المواجهات مع السكان الاصليين في العقود الماضية انتهت الى مقتل شرطي في كيبيك ومتظاهر في اونتاريو.