يتحدث البعض عن احتمال ترجيح حكومات تكنوقراط على سياسية في المستقبل، والأمر بالطبع يتوقف على مدى نجاح حكومة رئيس الحكومة حسان دياب في مهامه.

إيلاف من بيروت: يعتبر البعض أنّ نجاح حكومة رئيس الحكومة اللبناني حسان دياب سيؤدي إلى ترجيح كفة حكومات التكنوقراط على الحكومات السياسية في المستقبل، وتحديدًا حكومات الوحدة الوطنية.

يؤكد الخبير القانوني جميل الحسيني لـ"إيلاف" في هذا الصدد أن التكنوقراط كمفهوم سياسي هي حكومة الإختصاصيين في مجال كل وزارة على قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب كأن يكون وزير الإتصالات مهندس إتصالات وهكذا.

إيجابيات
ويلفت الحسيني إلى أن "لحكومات كهذه إيجابيات عديدة، منها أنها تفعل الإنتاجية في الوزارات، وتنظم عملها، وتوقف الهدر والفساد، وتساعد على تليين عمل وهيكلية الوزارات من أعلى إلى أسفل أو العكس وبشكل أفقي أيضًا.

لكن في المقابل هناك سلبيات لهذا النوع من الحكومة، وهي أنها لا تخوض في الحديث السياسي، وتتجنب الحسم في القضايا المصيرية، وبالتالي تفقد جزءًا من قرارها لمصلحة القوى السياسية خارج الحكومة".

شخصيات
يشير الحسيني إلى أنه "تبقى المشكلة الأكبر في حكومة التكنوقراط أنه من الصعب إيجاد شخصيات قادرة على أن تمارس نشاطها الوزاري على أساس مهني وزاري صرف لا لغايات إنتخابية وسياسية".

أيضًا من شروط التكنوقراط أن لا يملك المرشح للوزارة أي طموح للإنتخابات، وهذا صعب جدًا في لبنان، بعد قيام القانون النسبي فالكل يريد الترشح للإنتخابات النيابية، رغم ذلك فقد تعهد جميع الوزراء في حكومة دياب خطيًا بعدم الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، وهي خطوة جيدة في هذا المجال".

حكومات سابقة
لدى السؤال هل نجحت حكومات التكنوقراط السابقة بالقيام بمهامها في لبنان، وهل تصبح القاعدة اليوم في اعتماد حكومة تكنوقراط؟. يجيب النائب السابق إيلي ماروني "إيلاف" بالقول إنه يجب السؤال هل نجحت الحكومات السابقة كلها بالقيام بمهامها؟ نحن أمام عجز حكومي شامل منذ سنوات طويلة حتى اليوم، وليست هناك حكومة واحدة نفذت بيانها الوزاري، أو قامت بإنجازات وذلك منذ العام 1992 حتى اليوم، أين الكهرباء والمياه ومكافحة التلوث ومكافحة الفساد المستشري، حتى الفساد في الإدارة اللبنانية وغيرها من الأمور، لذلك قبل محاسبة حكومات التكنوقراط يجب محاسبة الحكومات السياسية، فهل هذه الأخيرة نجحت في أمر ما؟.

السياسة والطائفية
وردًا على سؤال في بلد تحكمه السياسة والتوازنات الطائفية أي دور لحكومة تكنوقراط في لبنان؟. يلفت ماروني إلى أن حكومة تكنوقراط تكون مهمتها إنماء لبنان الذي يحتاج الكثير من الإنماء المتوازن، الإنماء العادل والشفاف، ومكافحة الفساد، والتعامل مع كل الأطراف السياسية مع اعتماد المساواة، والوقوف على مسافة متوازنة من كل الأطراف.

ثقافة
ما هي الثقافة التي يجب أن تتواجد من أجل تعزيز فكرة حكومة تكنوقراط في لبنان؟. يؤكد ماروني أن في لبنان الكثير من الكفاءات كما يوجد الكثير من الكفاءات خارج لبنان، علمًا أن لبنان يملك الكثير من الكفاءات العلمية المشهود لها بثقافتها وبتقنيتها تستطيع القيام بدورها في حكومة تكنوقراط على أكمل وجه.

ويضيف ماروني ليس هناك أحد لا يلم بالسياسة في لبنان حتى التكنوقراط ملمون أيضًا بالقضايا السياسية.

حكومات سياسية
عن دور الحكومات السياسية السلبي في تنشيط الطائفية والمحسوبية في لبنان يرى ماروني أن كل فريق يعمل لحسابه وكل وزير كان يمثل حزبه وطائفته في الحكومة بامتياز، وحاولنا معالجة الأمر من خلال لجنة بكركي النيابية، كنا نرى كل وزير يحشد للمحسوبين عليه، ولم يكن هناك توازن طائفي، ولا توازن وطني في مختلف الإدارات.