ما زالت الأجواء في ليبيا تعاني من الفوضى وعدم الاستقرار، لاسيما مع استمرار إرسال تركيا الأسلحة والمرتزقة إلى طرابلس، دعمًا لرئيس ما تسمى "حكومة الوفاق"، فايز السراج، ما يؤجّج القتال.

إيلاف من القاهرة: دخل الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على خط الأزمة بقوة، واتخذ إجراءًا خطيرًا ضد أسرة الرئيس الراحل معمّر القذافي. وطلب ترمب من الكونغرس الأميركي تمديد العقوبات على عائلة الرئيس الليبي القذافي، ومسؤولين كبار في نظام حكمه وتجميد أصولهم.

أضاف ترمب في خطاب وجّهه إلى الكونغرس أن طلب تمديد العقوبات المفروضة على عائلة القذافي وشركائه عامًا إضافيًا، تهدف إلى منع تبديد أصول البلاد.

وقال الرئيس الأميركي إن الوضع في ليبيا ما زال يشكل تهديدًا غير عادي، وغير طبيعي بالنسبة إلى الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية، مؤكدًا أن "أميركا بحاجة إلى حماية تحويل الأصول أو غيرها من الإساءات من قبل أشخاص يعوقون المصالحة الوطنية الليبية، بما في ذلك عائلة العقيد معمّر القذافي وشركائه".

لفت إلى أنه من الضروري مواصلة حالة الطوارئ الوطنية في ما يتعلق بليبيا، كما إن العقوبات المفروضة على ليبيا جاءت لمنع المزيد من زعزعة الاستقرار فيها.

يذكر أن إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، كانت أصدرت قرارًا في فبراير 2011، يقضي بتجميد أصول القذافي وعائلته وشركائه وكبار المسؤولين في نظام حكمه.

في السياق عينه، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيكون متواجدًا في العاصمة السويسرية جنيف الاثنين المقبل لمتابعة المفاوضات التي تجري لحل الأزمة الليبية عن كثب، كما سيكون رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج متواجدًا في المدينة في اليوم نفسه.

وأضاف سلامة في تصريحات لوكالة رويترز، خلال حضوره المفاوضات العسكرية "5+5" في جنيف، أمس الجمعة، أنه لا يزال يجري محادثات مكوكية في جلسات منفصلة مع ممثلي حكومة الوفاق والقيادة العامة بدلًا من اجتماعهما سويًا.

بخصوص مفاوضات المسار السياسي التي تعقد في جنيف الأربعاء المقبل، قال: "نحن بالتأكيد حازمون في عزمنا إطلاق العملية السياسية بالطريقة التي أطلقنا بها المسارين الاقتصادي والعسكري".

ورأى سلامة أن شروط القيادة العامة لتثبيت وقف إطلاق النار "معقولة، والطرف الآخر يراها كذلك، لكن السؤال هو متى وما هو المقابل، فهذا هو التفاوض".

بينما قال قائد الجيش الوطني الليبي المشير خلفية حفتر إن الصبر بدأ بالنفاد لعدم التزام الأطراف الأخرى بوقف الهدنة وخرقها باستمرار من قبل العصابات المسلحة.

وأضاف حفتر في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية: "كما قلنا سابقا فإن صبرنا بدأ ينفد حيال الخرق المتكرر للهدنة من قبل عصابات ومرتزقة أردوغان والسراج وعدم الوفاء بالتعهدات في برلين. والقوات المسلحة تقيم الوضع بطرابلس وتتواصل مع كل الأطراف الدولية وهي جاهزة لكل الاحتمالات ما لم يقم المجتمع الدولي ودول برلين بتحمل مسؤولياتها تجاه الاحتلال التركي لبلادنا".

تابع قائلًا: "يجب على الأمم المتحدة ومجلس الأمن ودول برلين تحمل مسؤولياتها في وقف تدفق المرتزقة السوريين والأتراك والأسلحة المختلفة التي تنقل يوميًا إلى طرابلس عبر تركيا أمام العالم أجمع من دون رادع وفي خرق وتنصل لأردوغان والسراج من التزاماتهما في برلين ولا يمكننا أن نظل مكتوفي الأيدي".

أضاف: "فإذا لم تنجح حوارات جنيف بتحقيق الأمن والسلام لبلادنا وشعبنا، ويتم إخراج المرتزقة ويعودوا من حيث تم جلبهم، فبكل تأكيد، القوات المسلحة ستقوم بواجبها الوطني والدستوري في حماية مواطنيها وسيادة الدولة وحدودها من الغزو التركي العثماني وأطماع الواهم أردوغان لبلادنا".

يذكر أن مجلس الأمن الدولي كان تبنى في 12 فبراير للمرة الأولى منذ بدء حملة الجيش الوطني الليبي لاستعادة طرابلس إبريل 2019، قرارًًا يطالب بـ"وقف دائم لإطلاق النار" في ليبيا. بينما يرى مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، أن وقف النار هذا ليس "شرطًا مسبقًا" من أجل حوار سياسي بين الليبيين من المقرر أن يبدأ في 26 فبراير في جنيف.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت، الخميس، استئناف المفاوضات العسكرية بين طرفي النزاع في ليبيا، والهادفة إلى إعلان وقف دائم لإطلاق النار، وذلك غداة إعلان حكومة الوفاق انسحابها من هذه المفاوضات بعد قصف ميناء طرابلس.