يبدو أن التاريخ يعيد نفسه بشكل كبير على صعيد التطورات التي تشهدها الأسرة الملكية في بريطانيا، لاسيما بعد قرار دوقي ساسكس السابقين، هاري وميغان ماركل، التنازل عن أدوارهما الملكية، وتحضرهما لبدء حياة جديدة بعيدًا عن رسميات العائلة البريطانية الشهيرة.

إيلاف: تحدث تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن أوجه الشبه التي فرضت نفسها على الأحداث بين واقعة تنازل الملك إدوارد الثامن عن الحكم في ديسمبر عام 1936 ليتمكن من الزواج من سيدة أحبها تدعى واليس سيمبسون، بعد طلاقها مرتين، ما أثار زوبعة وموجة انتقادات عارمة وقتها، وبين التداعيات التي حصلت عقب زواج الأمير هاري من حبيبته ميغان.

واصل تقرير "بي بي سي" بتنويهه بالهجوم اللاذع الذي طال سيمبسون في بداية الأمر، ووصفها بأنها متسلقة اجتماعيًا من بالتيمور (ماريلاند) ونعتها كذلك بألقاب منها "المُغامِرة الرخيصة"، "المثلية"، "الشبقة"، "الجاسوسة النازية" و"الخنثوية".

فضلًا عن تصويرها بأنها ساحرة جنسية تعلمت "المهارات الصينية القديمة" في بيوت دعارة شنغهاي، حيث كان يتمركز زوجها الأول، الذي كان يعمل طيارًا في البحرية الأميركية. وتابعت "بي بي سي" بقولها إن هجمات الصحافة على سيمبسون لم تقتصر على المقالات المطبوعة، بل وصل الأمر إلى حد قيام مراسلين من صحيفة "دايلي إكسبريس" بإلقاء حجارة على نافذة منزلها المستأجر في ريجنت بارك، في لندن، وهي الواقعة التي اعترف بها لاحقًا مالك الصحيفة، لورد بيفربروك.

كما ظل يلاحقها المراسلون والصحافيون حتى بعد مغادرتها إلى كان (فرنسا) مع قرب اشتعال أزمة تنازل زوجها عن العرش، وكانت تحاول تفادي هذا "الحصار المفترس" – كما وصفته – بالمراوغة بالسيارة وأحيانًا بالزحف من خلال نوافذ الحمام.

مضت "بي بي سي" تنقل عن آن سيبا، مؤلفة كتاب "تلك المرأة، حياة واليس سيمبسون"، قولها "قرار هاري وميغان بالتنازل عن مهامها الملكية لا يمكن وصفه بأي حال بأنه قرار مُزَلزِل دستوريًا بالنظر إلى أن سيمبسون اتهمت بتدمير الإمبراطورية والملكية البريطانية. ونحن لا نعيش الآن في عام 1936 حين كان يشعر الناس بالرعب من النساء المطلقات، وحين كانوا يظنون أن ذلك سيبشر بمجتمع شرير سيُطَلَّق فيه الجميع. لكن الفارق الكبير فعلًا هو أن إدوارد كان الملك وأن هاري هو المرشح السادس على خلافة العرش، أي إنه لن يشغل أبدًا منصب الملك".

سبق للملكة أن قالت، وفق ما ورد في السيرة الذاتية لهوغو فيكرز (خلف الأبواب المغلقة.. القصة المأساوية التي لم ترو عن واليس سيمبسون)، إن أكثر شخصين تسببا في إثارة أكبر المشاكل في حياتها هما واليس سيمبسون وأدولف هتلر.

وسبق أيضًا لماري كيرك، إحدى صديقات سيمبسون في الطفولة والتي تزوجت في ما بعد بزوج صديقتها الثاني، إيرنست سيمبسون، أن كتبت في مذكراتها أنها تنظر إلى سيمبسون كما ينظر الناس إلى هتلر، فهي بالنسبة إليها بمثابة قوة شريرة، مليئة بمكر الحيوانات. كما سبق للأميرة مارغريت أن وصفتها بـ "المرأة المروعة".

لكن وبالرغم من السمعة التي تكونت حول سيمبسون باعتبارها "المرأة التي سرقت الملك"، فإن إدوارد دائمًا ما كان ينظر إلى المهام الملكية باعتبارها مهامًا مملة لا تطاق، وأنه كان يحلم بالهرب من هذا كله، والعيش في كندا، كما هاري وميغان.

وبينما يقود هاري وميغان الآن مسارًا جديدًا في حياتهما، فإنهما سيسعيان بلا شك لتجنب الانجراف إلى نوع الوجود عديم القيمة، الذي كان يعيشه دوق ودوقة وندسور.

لفتت أوليفيت أوتيل، وهي أول أستاذ متخصص في تاريخ النساء سمراوات البشرة في بريطانيا والمحاضرة في جامعة بريستول، إلى أنه وفي حين أن ميغان كانت ممثلة، ناشطة ومدونة لايف ستايل ناجحة، فإن سيمبسون لم تكن لديها وظيفة في حياتها، وأنه وبينما حظيت سيمبسون بمعاملة قاسية من جانب الصحافة البريطانية، فإنها لم تكن أبدًا بالدرجة نفسها التي لاقتها ميغان من قبل الصحافة نفسها.

أعدت "إيلاف" المادة بتصرف عن هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الرابط الأصلي أدناه
https://www.bbc.com/news/uk-51567105