أسامة مهدي: لم يتبق غير 24 ساعة على الموعد المقرر لانعقاد جلسة البرلمان العراقي للتصويت على تشكيلة علاوي الحكومية والفرقاء السياسيون مختلفون حول امكانية انعقادها، على الرغم من انتصار القانون للداعين الى التئام الجلسة بموعدها .. بينما اعلنت تشكيلات في الحشد الشعبي مقربة لمرجعية السيستاني تحفظها على تعيين مقرب لسليماني خليفة للمهندس.

وفي وقت تصر قوى شيعية على عقد الجلسة البرلمانية الطارئة التي دعا إليها رئيس حكومة تصريف الاعمال عادل عبد المهدي و76 نائبا غدا الاثنين للتصويت على حكومة محمد علاوي الجديدة، فإن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وهو رئيس تحالف القوى السنية الذي يضم 56 نائبا، يرفض انعقاد الجلسة بسبب ما يقول انه عدم وصول السير الذاتية للوزراء المرشحين وكذلك البرنامج الحكومي، مؤكدا ان قانون المجلس ينص على ضرورة ايصالها الى رئاسة البرلمان قبل 48 ساعة من موعد الانعقاد اضافة الى الاكراد الذين يهددون بمقاطعة الجلسة.

ووسط هذا الخلاف السياسي فقد خرج الخبير القانوني العراقي طارق حرب ليبين موقف القانون من الخلاف مؤكدا انه ليس من صلاحية رئيس البرلمان رفض عقد جلسة استثنائية للبرلمان.
وقال حرب في بيان صحافي حصلت "إيلاف" اليوم على نصه "في الجلسات العادية للبرلمان هنالك لرئيس البرلمان صلاحية في تحديد موعد جلسة البرلمان وتأجيلها وتغييرها ولكن ليس لرئيس البرلمان هذه الصلاحية في الجلسة الاستثنائية التي يحدد موعدها من يدعو للجلسة من المخولين بموجب الدستور".. واشار الى انه "بما ان الدعوة للجلسة الاستثنائية وتحديد موعدها يوم الاثنين جاء من قبل رئيس الوزراء فليس لرئيس البرلمان تغيير موعد الجلسة ما لم يوافق من دعا الى الجلسة وحدد موعدها على تغيير الموعدد الذي حدده وهو يوم الاثنين علماً ان أحد نائبي رئيس البرلمان يتولى إدارة الجلسة في حالة عدم حضور رئيس البرلمان للجلسة الاستثنائية".

واضاف حرب قائلا إن اجراءات رئيس البرلمان من مواعيد في الجلسات الاعتيادية التي يقررها هو أو هيئة رئاسة البرلمان لا تنطبق على الجلسة الاستثنائية كالجلسة التي حدد موعدها عادل عبد المهدي للتصويت على حكومة محمد توفيق علاوي ذلك اننا هنا أمام جلسة استثنائية بتحديد المادة 58 من الدستور والجلسة الاستثنائية من اسمها ووصفها بالاستثناء لا يطبق عليها ما قرره النظام الداخلي ولا أي قانون لحالة الاستثناء التي قررها الدستور لطلب رئيس الوزراء بتحديد موعد الجلسة".

واوضح انه لو كانت الجلسة عادية لكن من اللازم أن يتم الالتزام بقواعد النظام الداخلي أما في الاستثناء فإنه يعني التخلص من المواعيد والإجراءات والمدد وتطبيق قواعد استثنائية واولها الالتزام بالموعد الذي حدده رئيس الوزراء المستقيل كون ذلك من تصريف الأمور اليومية التي لا يمكن تأجيلها كما ورد في النظام الداخلي للبرلمان".

نصائح ومواقف من الجلسة الاستثنائية

ومن جانبه، نصح رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي بالعمل من اجل حضور جميع المكونات في جلسة التصويت على الحكومة.

وقال المالكي في تغريدة على "توتير" انه "من المطلوب من الرئيس المكلف ان يحرص ويبذل الجهد من اجل حضور جميع المكونات في جلسة التصويت على الحكومة". واشار الى انه "لا يسوغ عقد الجلسة وسط المقاطعة الكلية لبعض المكونات وعلى الكتل السياسية الممثلة للمكونات ان لا تضع العقبات او تطلب المستحيل من الرئيس المكلف لأن الجميع في مركب وطني واحد".

ومن جهته، قال القيادي السني رئيس المشروع العربي خميس الخنجر في تغريدة مماثلة "ان تقديم الكابينة الوزارية للحصول على الثقة من دون الاتفاق مع الوفد الكردي تهديد للشراكة الوطنية ولابد من صيغة تأخذ في الاعتبار خصوصية الإقليم".

‏واكد انه "يجب العمل ضمن الوقت المتاح دستوريًا لضمان قبول كل الشركاء الصادقين في منح الثقة للحكومة وإلا فالوضع يتجه للتعقيد أكثر".

الرئيس صالح يسلم علاوي مرسوم تكليفه برئاسة الحكومة

ومن جانبه، هدد رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر بتنظيم تظاهرة مليونية واعتصامات حول المنطقة الخضراء في حال فشل البرلمان العراقي في تمرير حكومة رئيس الوزراء علاوي.

وقال الصدر في تغريدة على تويتر "إذا لم تنعقد الجلسة خلال هذا الأسبوع أو إذا انعقدت ولم يتم التصويت على كابينة عراقية نزيهة أو إذا كانت الكابينة ليست مع تطلعات المرجعية والشعب فهذا يستدعي الخروج لمظاهرة مليونية شعبية من دون عناوين جهوية". وتوعد الصدر بتحويل المظاهرة إلى "اعتصامات حول المنطقة الخضراء للضغط من أجل الوصول الى إنقاذ العراق من الفاسدين والطائفيين والعِرقيين" على حسب قوله.

حكومة ميتة

ومن جانبه، اعتبر محلل سياسي خبير امني استراتيجي عراقي حكومة علاوي بأنها ستولد ميتة.

وقال هشام الهاشمي في تفريدة على تويتير" إن "ساسة العراق ومنذ أسبوعين اقاموا عزاءً كبيرًا في بيوتهم وصراخا عاليًا في الفضائيات.. والميت فأر ".!
واضاف ان "الفأر الميت؛ هي الحكومة التي لم ترَ النور منذ أسبوعين والعراق على قدم وساق وصريح النواب في كل مكان والنتيجة حكومة محدودة الصلاحيات وقد لا ترضي ساحات التظاهرات ونصف البرلمان، فكيف لها ان تولد غير ميتة".

وكان علاوي قد دعا الأربعاء البرلمان إلى عقد جلسة استثنائية الاثنين المقبل من أجل التصويت على منح الثقة لحكومة "مستقلة لا تتضمن مرشحي الأحزاب".. لكن بعض القوى النيابية اكدت رفضها المشاركة في جلسة منح الثقة من أبرزها كتلة رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، فيما لايزال موقف الحزبين الكرديين الرئيسيين (الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني) غير مؤكد لغاية الآن بشأن حضور جلسة الاثنين لاستمرار وفدهما القادم من الاقليم الى بغداد في مفاوضاته مع علاوي.

وتم تكليف علاوي (65 عاما) وزير الاتصالات الأسبق بتشكيل الحكومة الجديدة في الأول من الشهر الحالي مرشحا من تحالفين مقربين من ايران هما سائرون بزعامة مقتدى الصدر والبناء بزعامة هادي العامري.

ألوية حشد مقربة من السيستاني تتحفظ على اختيار خليفة للمهندس

اعلنت تشكيلات في الحشد الشعبي مقربة لمرجعية السيستاني تحفظها على تعيين مقرب لسليماني خليفة للمهندس.

وقالت "الوية حشد العتبات المقدسة" اليوم ان الظروف التي يمر بها العراق حاليا غير مناسبة لهذا الاجراء .. مؤكدة انها ليس لها علم بأي تعيين لمنصب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الان .

وأضافت ان" ذلك يحتاج لسياقات قانونية غير متوفرة الان في ظل حكومتين أحدهما تصريف اعمال والأخرى لم يكتمل تكليفها علماً بأن القوات المشكلة من قبل العتبات قدمت رؤيتها لرئيس الهيئة وتنتظر الإجابة عليها بشكل رسمي".

يشار الى ان الوية العتبات المقدسة كانت قد شاركت في معارك تحرير مناطق العراق من سيطرة تنظيم داعش ولم تنخرط في العمل السياسي وهي تضم كلا من: فرقة الإمام علي القتالية ولواء علي الأكبر وفرقة العباس القتالية ولواء انصار المرجعية وتشكيلات أخرى.

وكان نائب معاون رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو علي البصري أعلن الاسبوع الماضي عن اختيار احد قادة الحشد هو عبد العزيز المحمداوي "أبو فدك" رئيسا لاركان الحشد خلفا لابو مهدي المهندس الذي اغتالته طائرة اميركية مسيرة مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني مؤخرا فقد كشف النقاب اليوم عن انه احد المقربين من سليماني وقيادي في حزب الله العراقي.

وأشار إلى أنه سيتم توقيع الأمر الديواني بتعيين أبو فدك من قبل القائد العام للقوات المسلحة خلال اليومين المقبلين بعد الاتفاق عليه من قبل هيئة الحشد.

ومن جهته كشف الخبير الاستراتيجي والامني العراقي هشام الهاشمي ان الاسم الحقيقي لابو فدك هو عبد العزيز المحمداوي ويلقب بالخال ولديه صحبة طويلة مع قاسم سليماني وشكل تنظيم كتائب حزب الله بمباركة القيادي في حزب الله اللبناني مغنية وسليماني والمهندس كمجموعات خاصة عالية التدريب والتجهيز لقتال الأميركيين .

واشتهر ابو فدك بلقب "الخال" حين ظهرت عبارات "الخال" على جدار السفارة الأميركية في بغداد أثناء تظاهرات أنصار الحشد ومحاولتهم اقتحامها عقب اغتيال المهندس وسليماني مطلع الشهر الماضي حيث كان أبو فدك هو المعني بها.

ويشتبه ان ابو فدك هو المسؤول عن مهاجمة مسلحين لمتظاهري الاحتجاجات العراقية، حيث كانت ترى عبارة "الخال مر من هنا على جدران ساحات التظاهر وخاصة عقب وقوع مجزرة السنك وسط بغداد التي قتل واصيب خلالها العشرات من المحتجين.