إيلاف: فقدت المعارضة السورية أوراق قوتها وتحوّلت الى مجموعات تابعة لدولة هنا أو طرف هناك، فما رأي الصحافيين السوريين بوضع المعارضة السورية الْيَوْم؟.

"ايلاف" سألت عن حالة القنوط السائدة من وضع المعارضة السورية الهزيل وهل مازالت هناك أوراق قوة لدى المعارضة وما المطلوب منها حاليا؟ .

اعتبر الصحافي السوري عبد الله حاتم أن المعارضة السورية "فقدت زمام المبادرة والقيادة حتى ما قبل التدخل الروسي لمصلحة الرئيس السوري بشار الأسد بسبب تفرقها وتشرذمها لنزعات شخصية وفئوية وأيديولوجية والأهم انفصال المكونات العسكرية المعارضة عن الأجسام السياسية والتي يفترض بالأصل أن تكون القيادة سياسية للمعارضة وليست عسكرية والتي ألحقت الويلات بالسوريين" .

وأضاف "ان تحقيق ذلك حتى وبعيداً عن الثورة كان سيعطي انطباعاً أن السلطة المستقبلية في سوريا ستكون بيد الساسة لا العسكر أي لن تكون استمرارًا لفترة الهيمنة العسكرية ما قبل الثورة طيلة 50 سنة وأكثر من عمر سوريا الحديث".

وأكد حاتم أن المعارضة بشقيها السياسي والعسكري" لم يكونوا عند مستوى تضحيات وآلام السوريين المعتقلين والمهجرين والشهداء، فمعظمهم رأوا في الثورة فرصة لتحقيق مصالح ومكتسبات شخصية وفئوية لا تعوض والشواهد كثيرة على ذلك يعلمها السوريون المنكوبون ولعل مؤتمر سوتشي واستانة وما نتج منهما من آلام وكوارث أكبر دليل على ذلك".

قال في هذا الصدد إن المشهد السوري اليوم "مؤلم وقاس أكثر قسوة من كل المشاهد الأخرى في المنطقة والمعارضة بشقيها العسكري والسياسي تكاد تكون شريكة للنظام في هذا المشهد الدامي، فهي لم تقدم جسماً واحداً يكون عند المسؤولية التاريخية الجمة لآلام السوريين باختصار هي نسخة حديثة لملوك الطوائف"، في إشارة الى المسلسل الشهير.

أزمة كبيرة
من جانبه قال محمد أمين ميرة الصحافي السوري "لا أريد أن أنكر وجود أزمة كبيرة وأتحدث وكأن الأوضاع جيدة، لكن علينا كسوريين ومعارضين أن لا نفقد الأمل".

اضاف "عندما انطلقت كان النظام يملك كل سوريا، ويحكم قبضته الأمنية بشكل أكبر من اليوم، لكن عدم وجود السوريين في مناطقهم والتغيير الديمغرافي فيها، يجعل من الصعب أن تعود الثورة إلى سيرتها الأولى، لاسيما في المدن الكبرى، وأعتقد أن الورقة الرابحة والأخيرة بيد السوريين المعارضين هي إعادة هيكلة أنفسهم وترتيب صفوفهم وتنظيمها بشكل يتلافى أخطاء الماضي، في آخر منطقة شمال غرب سوريا، وإعادة انتاج تجمعات عسكرية وسياسية لها قوة وتأثير، وأن يكون كل ذلك وفق القانون الدولي والإنساني".

ورأى ميرة أن "المشكلة الأكبر الحالي، هي تلك التنظيمات الإسلامية والتي تتخذ طابعاً دينياً أو عرقياً، وهي أكبر تحد لإعادة تأسيس أجسام قيادية قادرة على التوجيه والتخطيط للمرحلة المقبلة، برأيي وجود هيئة تحرير الشام في إدلب هو أكبر خطر على الثورة والفصائل المعتدلة، وإذا بقي الصمت التركي والسوري المعارض تجاهها ستكون النتائج لاحقاً غير محمودة، كون روسيا تتخذها ذريعة لتغطية انتهاكات النظام وفظائعه وجرائمه في شمال غرب سوريا".

واعتبر ميرة "أن القضية ليست بهذه البساطة وتحتاج تخطيطا وتعاونا من كل الأطراف التي باتت آلامها واحدة لاسيما وأنها بقيت محصورة في منطقة جغرافية ضيقة وربما أصبحت في وضع تكون أو لاتكون مستقبلا".

وأوضح نقطة قوة أخرى تحدثت عنها بعض الصحف، وهي "ورقة اللجوء والضغط على أوروبا كي تتجه نحو حل الأوضاع في سوريا، وهو خيار لن يكون في مصلحة المعارضة أو الثورة، وإنما سيصب في مصلحة أفراد ربما يحصلون على لجوء وتحل مشاكلهم بشكل نسبي دون غيرهم، حسب اعتقادي".