إيلاف: استهدفت ضربات جوية نفذها الجيش الإسرائيلي ليل الأحد الاثنين مواقع إيرانية وسورية ومكاتب لحركة الجهاد الإسلامي في دمشق، وذلك بالتزامن مع غارات مماثلة استهدفت مواقع الحركة الفلسطينية في قطاع غزة.

قال كمال اللبواني المعارض السوري الذي زار اسرائيل مرارًا في لقاء مع "ايلاف" إن "الضربة الاسرائيلية الأخيرة أمس هي الثانية من حيث الأهمية بعد ضربة قاسم سليماني، ليس بسبب الحجم، بل بسبب المدلولات السياسية".

وأوضح "لم تقتصر فقط على الأهداف الإيرانية بل طالت أهدافا للنظام ، الذي يتداخل ضمنه الوجود الإيراني عسكريا وسياسيا" .

نتائج
وترددت أنباء أمس أن نتائج الضربة مقتل الجنرال محمد قائدي رئيس هيئة التنسيق العليا في الحرس الثوري الإيراني وسبعة من مرافقيه أثناء اجتماع مع قيادات من حركة الجهاد الإسلامي في القصف الاسرائيلي قرب دمشق.

كما قالت مصادر متطابقة إنه تم اغتيال أكرم العجوري نائب الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في سوريا وقائد سرايا القدس وشخص يدعى زياد نحلة.

وتحدث مصدر عسكري عن "مقتل اللواء ياسين عيسى رئيس شعبة المخابرات الجوية في مطار دمشق الدولي وعدة ضباط من قيادة المخابرات الجوية أثناء حضورهم الإجتماع الجاري بين الإيرانيين وحركة الجهاد الإسلامي بعد استهداف مقر الإجتماع بغارات اسرائيلية عدة"..

مزيج
رأى اللبواني أن "النظام وإيران هما مزيج مشترك من الصعب الفصل بين مكوناته، من حيث التواجد العسكري ومن حيث التعاون السياسي، والأهداف المشتركة".

وقال إن دخول إسرائيل على خط الفصل بين النظام وبين إيران لا يبدو ناجحًا بعد اضطرارها لقصف الأهداف الأخيرة التي تحضر لعمليات تستهدف إسرائيل عبر جماعة فلسطينية - إيرانية - سورية هي منظمة الجهاد الإسلامي. ورهانها على تحقيق هذا الانفصال بين النظام وإيران الذي يسوّق له الروس، رهان خاطئ، ومغفل بالنظر لتعاملها مع ثلاثة كذابين يحاولون خداعها وتمرير الوقت، هما النظام وإيران وروسيا.

اتفاق
أضاف اللبواني في هذا الصدد "في حين تتوسط روسيا لعقد اتفاق سلام بين الأسد وإسرائيل (يقدم فيه الأسد تنازلات كبرى، مقابل مساعدته على استعادة الشرعية الضرورية لتوقيع الاتفاق)، يستمر في التعاون مع الإيراني لضرب عمق إسرائيل عبر منظمة الجهاد. فهو يحتاج إيران لكي يبقى حاكمًا، ويحتاج إسرائيل لكي يستعيد الشرعية، والشرعية حاجة أقل من حاجة البقاء في السلطة، لذلك هو محكوم لإيران أولا" على حد تعبيره.

مدلولات
وشدد على أهم مدلولات الضربة أنها "جاءت بعد تصريح بنيامين نتانياهو قبل بضعة أيام حيث قال (لا مشكلة مع الأسد ولا نعارض عودة سيطرته على سوريا) ذلك التصريح الذي يشكل بوابة لفتح باب المفاوضات المباشرة مع الأسد، فالروس يستغلون حاجة نتانياهو إلى إنجازات سياسية تقيه شر المحاكمة والسجن هو وزوجته".

لكن استخبارات إسرائيل العسكرية، بحسب اللبواني، رصدت تهديدا وشيكا لأمن إسرائيل يتم التحضير له فوق أرض سوريا وبمساعدة النظام، مما اضطره للموافقة على توجيه الضربة التي تتناقض مع تصريحه وهدفه منه.

واعتبر اللبواني أن هذا التخبط والتناقض وقصر النظر يحكم السياسات الاسرائيلية التي تسير بها نحو التراجع والانكفاء، فهي تعتمد على الآخرين في حفظ أمنها، إن كانت أنظمة أو دول أجنبية متدخلة، كروسيا المضطرة لخداعها خوفا من تدخل أميركي محرّض اسرائيليًا يعطل المشروع الروسي في المنطقة، والمعتمد على مد النفوذ الإيراني فيها، وهذا أيضا جوهر الخداع الذي تبتلعه السياسة الإسرائيلية".

وأشار الى أن "روسيا تخشى من نفوذ إسرائيل في الولايات المتحدة لذلك تسترضيها، لكنها استراتيجيا حليفة للصين وإيران، وتدرك مقدار تطابق المصالح بين أميركا وإسرائيل في المنطقة. خاصة بسبب حصر أهداف السياسة الأميركية في المنطقة بهدف واحد هو حماية أمن إسرائيل، ولكن حتى هذا لم يعد مقبولا في أميركا، حيث تتصاعد الأصوات السياسية المعارضة له خاصة في أوساط الحزب الديموقراطي، ويهود الولايات المتحدة".

وانتهى الى القول باختصار "هذه الضربات هي ضربات المتردد المتخبط الفاقد للاستراتيجية، الذي يريد الرقص على كل الحبال معا، ولن تغير من المعادلات الكبرى التي تحكم المنطقة وتتناقض مع نظرية الأمن الإسرائيلية المستعدة لتوقيع اتفاق سلام مع مجرم حرب يقتل شعبه".

اعتراف نادر
هذا وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن غارات جوية على مواقع لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في غزة وسوريا، ردا على إطلاق صواريخ.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه ضرب أهدافا للجهاد الإسلامي في جنوب العاصمة السورية دمشق وقطاع غزة الأحد. وفي اعتراف نادر بضربة على سوريا، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "مركزا لنشاط الجهاد الإسلامي".

من جهتها، قالت دمشق إن دفاعاتها الجوية أسقطت معظم الصواريخ الإسرائيلية. وقالت حركة الجهاد إن اثنين من مقاتليها ماتا جراء الغارات الإسرائيلية.