نصر المجالي: فجر تقرير وصف بـ"التاريخي" قنبلة مدوية في أوساط الدوائر المعنية بالشؤون الصحية والاجتماعية والسياسات السكانية في إنكلترا، حيث كشف عن تراجع متوسط العمر المتوقع للمرة الأولى منذ قرن.

وقال البروفيسور سير مايكل مارموت، وهو خبير بارز في مجال الصحة العامة، إن الفجوة المتسعة بين الأغنياء والفقراء هي السبب. وأضاف في تقريره المؤلف من 172 صفحة إن متوسط العمر المتوقع في إنكلترا بالكاد تحسن في العقد الماضي - وهي المرة الأولى منذ أكثر من 100 عام التي فشل فيها في الزيادة بشكل ملحوظ لمدة 10 سنوات.

وأضاف التقرير، حسب صحيفة (ديلي ميل) أنه بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المناطق الأكثر فقراً، فقد انخفض هذا المعدل فعليًا - لمدة عام تقريبًا للنساء اللواتي يعشن في الشمال الشرقي.

فقدان متوسط الاعمار

وقال البروفيسور مارموت وهو أستاذ في جامعة لندن "الأمة فقدت عشر سنوات في متوسط أعمار أجيالها، وإن إنكلترا تتعثر". ونوه إلى أنه من بداية القرن العشرين، شهدت إنكلترا تحسينات مستمرة في متوسط العمر المتوقع، ولكن منذ عام 2011 تباطأت هذه التحسينات بشكل كبير.

ووفقا للتقرير الصادر عن معهد العدالة الصحية، فإن متوسط العمر المتوقع عند الرجال ارتفع بمقدار نصف عام فقط (من 79.01 عام 2010-12 إلى 79.56 عام 2016-18)، بينما ارتفع عند النساء بمقدار الثلث تقريبا من 82.83 إلى 83.18.

وكان تم إطلاق معهد العدالة الصحية من جانب جامعة لندن في عام 2011، بدعم من وزارة الصحة والرابطة الطبية البريطانية. وقال البروفيسور مارموت إن هذا كان تباطؤًا كبيرًا مقارنةً قبل عام 2010، عندما ارتفع متوسط العمر المتوقع بشكل مطرد لأكثر من قرن.

وقال "إلى حد كبير - مع بعض الانخفاضات والارتداد - تحسن متوسط العمر المتوقع حوالي عام واحد كل أربع سنوات من نهاية القرن التاسع عشر حتى عام 2010، ثم تباطأ بشكل كبير".

وقدر صاحب التقرير أن 20 في المائة فقط من التباطؤ الأخير كان بسبب مواسم الإنفلونزا السيئة - والباقي يرجع إلى القضايا العميقة الجذور.

وقال البروفيسور مارموت: "إذا توقفت الصحة عن التحسن، فإن هذا يعني أن المجتمع قد توقف عن التحسن وإذا استمرت التفاوتات الصحية وزادت في الواقع، فإن هذا يعني أن التفاوتات في المجتمع تتزايد".

استمرار الانهيار

وأشار إلى أن أي عقد مماثل في تراجع متوسط العمر، "سيعني استمرار تفاقم عدم المساواة الصحية واستمرار التوقع في متوسط العمر المتوقع". وقال إن الفقر وعدم المساواة وسياسة التقشف هي السبب.

وأكد أن الفرق في متوسط العمر المتوقع بين أغنى وأفقر 10 في المائة من الناس زاد من 9.1 سنوات إلى 9.5 سنوات للرجال منذ 2010 ومن 6.8 سنوات إلى 7.7 سنوات للنساء.

وقال البروفيسور مارموت: "هذا الضرر الذي لحق بصحة الأمة لم يحدث من قبل وهو أمر غير مسبوق". وأضاف: "إنها صدمة. حين يُنظر إلى المملكة المتحدة كرائد عالمي في تحديد أوجه عدم المساواة الصحية ومعالجتها ، لكنّ هناك شيئا دراماتيكيًا يحدث".