إيلاف: قال رئيس بعثة منظمة الصحة العالمية إلى الصين بروس آيلوورد إن "العالم ليس مستعدًا لمواجهة انتشار فيروس كورونا"، وتوقعت السلطات الأميركية انتشار الفيروس في أراضيها، بينما تواصل الدول العربية إجراءات الاحتواء.

صرح آيلوورد العائد من الصين للصحافيين في مقر المنظمة في جنيف "لسنا مستعدين كما يجب أن نكون، إن من الناحية النفسية أو المادية.. عليكم أن تكونوا مستعدين للتعامل مع الفيروس على مستوى أوسع، ويجب أن يحصل ذلك بسرعة".

زارت البعثة مدنًا وأقاليم صينية عدة، بما فيها ووهان بؤرة تفشي وباء فيروس كورونا "كوفيد-19"، لدراسة تطوراته وآثاره.
ورحّب الخبير بما تقوم به الصين لاحتواء الوباء، وقال "أجمع الفريق في تقييمه على أنهم غيّروا مسار الفيروس.. إنه أمر مدهش".

أضاف "إذا أصبتُ بفيروس كوفيد-19 أود أن أعالج في الصين"، مشيرًا إلى جهود هذا البلد لتجهيز المستشفيات القائمة وبناء أخرى جديدة، وذكر أن "الصين تعرف كيف تبقي المصابين بفيروس كورونا على قيد الحياة"، داعيًا باقي المجتمع الدولي إلى الاستعداد أكثر.

لا كمامات في أميركا
إلى الولايات المتحدة، حيث ذكرت المراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية منها أنها تتوقع انتشارًا لفيروس كورونا في الولايات المتحدة، لكن "السؤال هو متى سيحصل ذلك؟".

صرح وزير الصحة الأميركي أليكس آزار "لدينا مخزون من الكمامات، لكنه لا يكفي من أجل التصدي لتفشي فيروس كورونا"، واعتبر أن الوضع الناجم من كورونا في إيران وإيطاليا مقلق جدا. ونقلت عنه وكالة رويترز قوله إنه من المرجح أن يكون هناك مزيد من الإصابات بالفيروس في الولايات المتحدة.

تعتزم إدارة الرئيس دونالد ترمب تكريس 2.5 مليار دولار لمكافحة المرض. وتمّ حتى الآن تسجيل 53 إصابة بالفيروس في البلاد، بينها حالات 39 شخصًا تم إجلاؤهم من الصين ومن سفينة "دايموند برنسيس" التي كانت محتجزة في اليابان.

مخاطر تحوله وباء
قالت منظمة الصحة العالمية إن دول العالم مطالبة ببذل المزيد من الجهد والاستعداد لوباء محتمل بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا. وأوضحت أنه من المبكر إعلان الوباء حاليًا، ولكن لا بد أن تكون دول العالم في مرحلة الاستعداد لهذا الاحتمال الوارد.
ويعلن الوباء عندما ينتقل المرض بسهولة من شخص إلى شخص آخر في العديد من مناطق العالم.

سجل العديد من دول العالم إصابات جديدة بالفيروس القاتل، منها كوريا الجنوبية، وإيطاليا وإيران، والكويت والبحرين، وهو ما أثار خاوف من أن يصبح الفيروس وباء عالميا. كما أعلن كل من العراق وأفغانستان والكويت والبحرين عن حالات إصابة لديها بفيروس كورونا، وكانت جميع الحالات قادمة من إيران.

ظهرت معظم حالات العدوى في الصين، لكن دولا أخرى بينها إيران، وكوريا الجنوبية، وإيطاليا تصارع من أجل احتواء الفيروس الذي يصيب الجهاز التنفسي. ولم يُكشف حتى الآن عن لقاح ناجعٍ لمنع انتشار فيروس كورونا.

تبلغ نسبة الوفيات جرّاء الإصابة بفيروس كورونا بين واحد واثنين في المئة، لكن منظمة الصحة العالمية تحذر من أن النسبة الحقيقية للوفيات جرّاء الفيروس لم تُعرف بعد.

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قد حذّر من أن فرصة السيطرة على الفيروس "تتضاءل".
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس لبي بي سي إن الوضع لم يكن يُنظر إليه باعتباره وباء عالميا، لأن الدول كانت تتخذ تدابير لمنع انتشار الفيروس.

أضافت هاريس: "لو أن هذه الدول لم تتخذ أي تدابير على الإطلاق، لكُنّا رأينا مزيدا ومزيدا من الحالات، وهذا ما نعنيه بالقدرة على الاحتواء".