القاهرة: بدأت مصر مراسم تشييع رئيسها الأسبق حسني مبارك بجنازة عسكرية الأربعاء غداة وفاته عن 91 عاما بعد سنوات على تنحيه في 2011 تحت ضغط شعبي بعد حكم دام ثلاثين عاما.

وستقام مراسم رسمية تكريمًا لمبارك اعتبارًا من الساعة 14,00 (12,00 ت غ) في مسجد المشير طنطاوي في شرق القاهرة.
وسيدفن بعد ذلك في مقبرة العائلة في مصر الجديدة في شرق القاهرة.

نشرت قوات أمنية كبيرة بينها آليات مدرعة صباح الأربعاء بالقرب من المسجد والمقبرة، بينما اقترب حشد من الصحافيين من المكان، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس.

وضع صف من المدافع أمام المسجد تمهيدا للمراسم العسكرية بينما تجمع عشرات من مؤيدي الرئيس الأسبق بالقرب من المكان وقد رفعوا صوره وأعلاما مصرية.

قال سمير جعفر (59 عاما) بجلابيته التقليدية وهو يرفع صورة للرئيس الأسبق مع نص يدين ثورة 2011 "جئت اليوم لأن فقراء هذا البلد أصبحوا أكثر فقرا بعد مبارك". وبهذه الجنازة الكبيرة التي ستنقل وقائعها على التلفزيون مباشرة، تخصص الحكومة المصرية للرئيس تكريما رسميا.

لم يلق الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي الذي وصل إلى السلطة في 2012 في أوج "الربيع العربي" وأقاله الجيش في العام التالي، التكريم نفسه عند وفاته في 2019. وقد جرى دفنه بلا ضجيج وبعيدا عن الكاميرات.

كان الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي نعى مساء الثلاثاء "أحد قادة وابطال حرب اكتوبر المجيدة" في 1973 ضد اسرائيل التي قاد مبارك خلالها سلاح الجو. وأعلنت الرئاسة المصرية أيضا "الحداد العام في جميع أنحاء الجمهورية لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من الأربعاء".

مشاعر متضاربة
أشاد العديد من المسؤولين، ولاسيما العسكريين، بمبارك. وعلى صفحتها على موقع فايسبوك، عبّرت قيادة القوات المسلحة المصرية عن حزنها لفقدان "أحد أبنائها".

بث مباشر لمراسم التشييع:

لكن باستثناء الفلسطينيين والاسرائيليين والإماراتيين، عبّرت قلة من القادة الأجانب عن مواقف بعد إعلان وفاة الرئيس الأسبق الذي كان لسنوات شخصية حاضرة في الاجتماعات الدولية ومثل بلاده بصفته ينتمي إلى التيار "المعتدل" في العالم العربي.

وعبّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء عن تعازيه باقتضاب، في لقاء مع الصحافيين في وزارة الخارجية الأميركية.
عنونت صحيفة الأهرام الأربعاء "في ذمة الله" ونشرت صورة للرئيس الأسبق مع شريط أسود تعبيرا عن الحداد.

كتب محمد الأمين في صحيفة "المصري اليوم" الخاصة "قد تتفق أو تختلف مع الرئيس الراحل، ولكن المؤكد أن مبارك لم يَخُنْ وطنه أبدًا".

أضاف أن مبارك "لم تكن نهايته مثل القذافي ولا عبدالله صالح ولا صدام، ولا أي من هؤلاء ولا مثل زين العابدين بن علي، فلم يقبل طلبا باللجوء... قال إنه عاش هنا وسيموت هنا على أرض الوطن.. وعاش بكرامته وكبريائه، لم يهرب من المحاكمات".

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس عبر مارة في ساحة التحرير التي كانت مركز الانتفاضة الشعبية في القاهرة في 2011 لفرانس برس عن مشاعر متضاربة. فقد قال أحدهم إن مصر "كانت ستكون بلدا مختلفا" لو قبل بفكرة "النقل السلمي للسلطة ولم يحكم هذه الفترة الطويلة".

وأضاف آخر "رحمه الله"، مشيرا إلى "أمور جيدة" حصل عليها المصريون في عهد مبارك. لكنه تحدث أيضا ومن دون تفاصيل عن "الظلم الكبير" الذي عاشه الشعب المصري.