باريس: أكدت الباكستانية المسيحية آسيا بيبي التي امضت ثماني سنوات في السجن بعدما حكم عليها بالإعدام في 2010 بعد إدانتها بتهمة التجديف أنها تسعى إلى حياة جديدة في بلد غريب فيما تحلم بالعودة إلى ديارها.

وتشعر بيبي بالأمان في كندا حيث حصلت على إقامة لمدة سنة بعد الافراج عنها، إلا أنها لم تذق بعد طعم الحرية حقاً.

وتقول بيبي البالغة 48 عاما في مقابلة اجرتها معها وكالة فرانس برس في باريس بلغة الأوردو مع ترجمة إلى الإنكليزية "لم اكتشف كندا بعد لقد لزمت المنزل خصوصا..لا أخرج كثيرا وذلك بسبب البرد والثلج".

تزور بيبي فرنسا للترويج لكتابها "فاينلي فري!" (حرة أخيرا) الذي كتبته بمساعدة الصحافية الفرنسية آن-إيزابيل توليه التي شاركت في الحملة للإفراج عنها.

وهي شبه أمية ولا تتقن لا الإنكليزية ولا الفرنسية، لغتي كندا الرسميتين. لكنها وجدت في هذا البلد الذي انتقلت إليه في أيار/مايو 2019 الأمان الذي فقدته منذ سنوات.

وتقول إنها مشتاقة إلى شقيقاتها وشقيقها ووالدها وعائلة زوجها في باكستان وخصوصا "إلى أربعة مواسم (منفصلة) وإلى ثقافتي والطعام" الباكستاني.

وأعربت عن أملها في تغيير الوضع للسماح لها ولعائلتها المؤلفة من زوجها عاشق (58 عاما) وابنيتها إيشام (20 عاما) وإيشا (21 عاما) وهي معوقة، بالعودة إلى باكستان.

وأكدت بيبي "انا آمل ذلك فعلا، تماما كما حافظت على الأمل عندما كنت في السجن بانني سأصبح حرة يوما ما (..) لا أحد يمكنه نسيان بلده الأم".

وتعود الادعاءات في حق بيبي إلى العام 2009 عندما رفضت مزارعات مسلمات كن يعملن معها في الحقل تقاسم المياه معها لأنها مسيحية.

فوقع شجار بينهن وتوجهت امرأة إلى رجل دين محلي متهمة بيبي بالتجديف وبإهانة النبي محمد.

وحكم عليها بالإعدام في السنة التالية لكن المحكمة العليا في باكستان برأتها العام 2018.

إلى أين؟

في كتابها تسرد بيبي الكابوس الذي عاشته في السجن حتى اطلاق سراحها، وسط غضب دولي حول طريقة التعامل مع قضيتها. وأثار إطلاق سراحها أعمال شغب في باكستان ذات الغالبية المسلمة وحيث يتعرض المسيحيون في احيان كثيرة للاضطهاد.

وأكدت الكاثوليكية المتدينة خلال المقابلة مع وكالة فرانس برس أنها لم تجدف بالدين الإسلامي.

وأوضحت "هذا مستحيل... لا يمكنني حتى التفكير بإهانة أي نبي. لم أقل شيئا. كان الأمر يتعلق فقط بكوب ماء".

في كندا، تقيم بيبي وزوجها وابنتاها في شقة من ثلاث غرف في مكان لم يكشف عنه. لكنها أكدت أنها لم تتلق أي تهديدات مباشرة في الآونة الأخيرة.

وتقول "قرأت في الصحف ان احدا يهدد بقتلي. لكني أحافظ على هدوئي. وأنا صلبة".

أما بالنسبة للمستقبل القريب، فقالت بيبي إنها لا تعرف وجهة العائلة المقبلة موضحة "لم أتخذ قراري بعد"

وتضيف "أعرف أن الاتحاد الأوروبي يعمل جاهدا من أجل قضيتي وهو سيقرر أين سأعيش في المستقبل" مشيرة إلى أنها ستناقش "على الأرجح" مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون" إمكانية الحصول على اللجوء في فرنسا خلال لقاء بينهما الجمعة.

وتأمل آسيا بيبي أن تساعد أشخاصا آخرين يُضطهدون بسبب معتقداتهم.

وتوضح "أشعر بأن علينا جميعا أن نتحد لمساعدة هؤلاء الأشخاص الذين يسجنون بموجب قوانين التجديف ليس فقط في باكستان بل في العالم بأسره".

وحصلت بيبي الثلاثاء على لقب مواطنة شرف في باريس من رئيسة بلدية العاصمة الفرنسية آن إيدالغو التي أشادت بشجاعتها وأكدت أنها ستدعم أي طلب لجوء تتقدم به بيبي في فرنسا.