سان بطرسبورغ: تجدد روسيا نحو 30 دبابة من نوع "تي-34" التي تشكّل رمزاً للانتصار على ألمانيا النازية ابان الحرب العالمية الثانية، وذلك استعداداً للعرض العسكري في 9 مايو.

يعمل أكثر من 200 مهندس وعامل في مصنع قريب من مدينة سانت بطرسبورغ (شمال غرب) على ترميم تلك الدبابات التي لم تعد صالحة للعمل، وتسلمتها روسيا من لاوس.

وقال رومان تشيبورنوف مدير مصنع "إن 62" الذي تملكه مجموعة "أورالفاغونزافود" العامة المختصة بتصنيع المدرعات، لفرانس برس، "دبابة تي-34 هي سلاح النصر...السلاح الرئيس الذي ساعدنا على هزم العدو".

اعتبرت "تي-34" في وقت من الأوقات "الدبابة الأفضل في العالم"، فهي تجمع بين القوة النارية والقدرة على الحركة والحماية. وصنعت بأعداد كبيرة في عام 1941 واستخدمت على نطاق واسع في الجيش السوفياتي، لدرجة أنها باتت رمزاً للهزيمة الألمانية.

وأوضح تشيبورنوف أن الدبابات التي سلمتها لاوس "في حالة يرثى لها"، مضيفاً أن العمال وجدوا داخل بعضها على سبيل المثال "أعشاش عصافير". وتأثرت هذه الدبابات المنتجة بين عامي 1953 و1957 بمناخ لاوس الاستوائي.

ومن المتوقع أن تنتهي أعمال الترميم في 25 مارس. وستشارك بعد ذلك الدبابات في عرض بمناسبة النصر العسكري في 9 مايو في موسكو، والذي يجري خلاله كلّ عام استعراض القوة العسكرية الروسية.

في هذا العام وبمناسبة الذكرى الـ75 للانتصار على ألمانيا النازية، سيشارك العديد من قادة الدول في العرض، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وتشكل دبابة "تي-34" رمزاً قوياً في روسيا، فقد حقق فلم سينمائي يحمل اسمها في العام الماضي أرقاماً قياسية في شباك التذاكر. وروى فيلم سابق العام الماضي اسمه "دبابة" قصة حياة المهندس السوفياتي الذي صنعها.

قطع هذا المهندس ميخائيل كوشكين وفريقه أكثر من 2000 كلم عبر الاتحاد السوفياتي على متن نموذجين أوليين للدبابة في ربيع عام 1940، قبل أشهر من غزو ألمانيا النازية للاتحاد السوفياتي، بهدف إقناع ستالين بقدرات دباباتهم الفائقة.

وانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية مصدر فخر كبير في روسيا، وركيزة وطنية أساسية بالنسبة الى الكرملين. لكن موسكو تخوض منذ أشهر معركة حول التاريخ مع دول عدة، خصوصاً بولندا وأوكرانيا، بشأن من يتحمل مسؤولية اندلاع الحرب.